من أين أبدأُ يا مأساةَ مأساتِي؟
من مدْخلِ الحب ؟ أم من بدْءِ آهاتِي؟
من أين أبدأ والماضي على شفتي
إذا زها زاد آهِي وانفعالاتِي؟
ماذا أقول؟ وآمالي مشردةٌ
والحرف تُؤسِِِرهُ ذكرى معاناتِي؟
وكيف أشدو وأفكاري مصدعة
وأبكَمُ الصد يقتات انطلاقاتِي؟
يامن حلَلْتَ شِغافَ القَلبِ منذُ سما
منك الشعورُ إلى ذرواتِ ذرواتِي
لقد تَجَنيْتَ حتى (بِنْتَ) عن أَمَلي
وكان تَرْكُكَ من أمْضى قراراتِي!
الآن بعد اكتئابٍ سام ذاكرتي
تريدُ نبضَ اشتياقي وانطباعاتِي؟
أبعْدَ أن مزقَ الهجران أشرعتي
تأتي وهيج موجي عصفُك العَاتِي؟
أتْطلٌبُ الصفْح كي تختالَ مُبْتَهِجاً
بوصْفِ حسْنكَ من إشعاع مشكاتِي؟
بُعْدَاً فلم تُنْسِنِي الهم الذي هزَمَتْ
جيوشُه الفقْدَ واجتاحَتْ صباباتِي
يا زائِرِي فجْأةً من أَجْلِ أُغنيةٍ
في حسْنِه تحتوي أحلى عباراتِي
غناكَ فيضُ غرامي غنوةً عذُبَتْ
لكنها فقَدتْ حِلْوَ النــــــــــهايــــــاتِ!
كما رسمتُكَ وجْهاً غير مكْتَملٍ
غدا بغدْرِكَ في أقصى نفاياتِي!
مقدرٌ أن أرى حباً تَبطنَهُ
ختْلٌ فأطردهُ مِنْ حقلِ غاياتِي
لا لن أعود لمن شاهتْ مشاعِرُهُ
ولو صفا وارتدى ثوبَ الكراماتِ
من خان جوراً فلا تأمنه إن لمَعَتْ
خلالهُ واحترس من خبثهِ الآتِي
يا شاكيَ الهجرَ خل الهجرَ متصلاً
فحالةُ البُعْدِ صارتْ خيرَ حالاتِي
الآنَ تأتي بصفْوِ الحب معتذراً
ولابقايا لذاكَ الحب في ذاتِي؟
هلْ جِئتَ حقاً بشوقِ الود ملتمساً
مني شعوراً يداوي فيكَ جمراتِي؟
إنْ كانَ حقاً فَذُقْ مما كُويتُ بِِهِ
واخترْ لآهِكَ بُعداً عن مَحَطاتِي
إني مللتُكَ حتى رِيشَتِي كرهتْ
فشطبَتْ كُلَ وصفٍ في وريقاتِي!
لا لن تُذاعَ ترانيماً مُؤقتةً
تغدو مع الريحِ فاقلْع عن زياراتِي
الصمْتُ ألْيَقُ بي والبعد أشفَقُ بي
من صَب نغمِكَ زيفاً في خيالاتِي
من روائع الشاعر/منصور دماس
