-
مساحة مستأجرة
هنا لن أجاهد لخلق الوصف ولن يتلبسني هاجس صناعة اللفظ ..
هنا سأشخبط بشقاوة على الجدران الأربعة دون فذلكة أو حذق أسلوبي ..
هنا سأكون أنا وحدي مع نفسي ورجع أفكاري .. أتحد مع طبشورتي
وأمارس اللهو ..
وكما هي ( أنا ) سأمارس تفاهتي أحيانا ... وسأغرق في تأمل عميق لقضايا جادة أحيانا أخرى ..
هنا سأمارس ذاتي .. في هذه المساحة المستأجرة .
-
رد: مساحة مستأجرة
تنهكني بعض الأحلام وتستنزف مني جهدا أكثر مما يفعله بي الواقع في أحيان كثيرة ..
أجدني أصحو من نومي مع صداع وأنا ألتقط أنفاسي بعد ركض طويل خلف شيء لا أدريه ..
مرعب هو ذاك العالم الذي أواجهه في أحلامي وأنا عزلاء من عقلي ..
تأخذني انفعالات ( مركزة ) لا ضابط لها ولا منطق ..
يصبح الخوف أشد و الحزن أكثر قتلا و الفرح كما لم أختبره في واقعي ..
تخيفني كثيرا فكرة أن يغيب عقلي وأصبح ريشة تتقاذفها انفعالات غامضة
ولا نقطة توازن ..
-
رد: مساحة مستأجرة
مخطيء من يظن أن الكلام ببلاش ..
فالكلمة طاقة .. يُـستمطر بها .. وتُستنزل بها اللعنات ..
وعندما أقول ( طاقة ) فأنا أقصد الحقيقة لا المجاز .. فلكل كلمة وصوت ذبذبات
تملأ محيط ذلك الصوت وتؤثر فيه ..
تذكرت هذا عندما قرأت عن تجارب ( طبيب - ساحر ) القبيلة البدائية
عندما كان يستخدم كلماتا وأصواتا لشفاء مريض أو للإستمطار وإستعجال
موسم الخصب ..
إن التفسير المنطقي الوحيد لتأثير تلك الكلمات هو أن مايتبعها من ذبذبات
قد يكون له تأثير على الطبيعة من حولنا ..
والقرآن الكريم لم يغفل عظمة الكلمة فقد جعلها تسبق الفعل أو الحدث في ( كن فيكون ) ..
وكما يقال في البدء كان الكلمة ..
ولو تمعنّا في تأثير الكلمة .. نجده يتخطى التأثير المؤقت فيما حولنا ..
ويتسبب في تحديد مصائرنا كما ورد في حديث ( إلا حصائد ألسنتهم )
وأحيانا يكون الحصاد في الدنيا قبل الآخرة ..
عندما يعمل قانون ( الكارما ) اللساني .. ويجعلنا نفعل أو نبتلى بفعل ما انتقدناه
باشمئزاز واستكبار يوما ما ..
لرصد مثل هذه التجربة في حياتك .. ماعليك إلا أن تكون قوي الذاكرة متأملا مستبطنا
لذاتك ..
ماذا لوصدقنا .. أن تلك الكلمات التي نطلقها دون وعي أو تفكير تسهم في تشكيل واقعنا
الآتي .. فإن كانت تعج بالشكوى والتبرم أو الحقد والغضب أو الحسد فهي ترتد علينا
سلبا .. وتسجننا في طاقة سلبية متجددة تغذيها كلماتنا ..
ترى هل سنتعلم عندها كيف نسيطر على أفكارنا لتسيطر على ألسنتنا ؟