العمامة السيخية أم الحجاب الإسلامي؟...(عزتنا الضائعة)

اعترضت الحكومة البوذية في تايلند على الفيلم الأمريكي الجديد الذي أنتجته هوليود باسم "بوذاهوليود".. احتج الزعماء في تايلند عندما نشرت صحيفة تايلند صورة مخرج الفيلم وهو يجلس على رأس صنم بوذا وقد تدلى حذاؤه فوق عيني الصنم.. وأرسل المسؤول في وزارة الخارجية التايلندية كياتيخان تشارتبر رسالة احتجاج عبر القنصلية في لوس انجلوس للمسؤولين الأمريكيين لسحب الملصق الترويجي للفيلم وذكر في رسالته ان المسؤولين اذا لم يستجيبوا فلدى تايلند وسائل أخرى!! وكان لرئيسة اللجنة الدينية بالبرلمان التايلندي تعليقها: (إذا كانت كل هذه الضجة في الملصق السيئ، فما بالنا بما في الفيلم وتفاصيله وأحداثه.. لابد أن فيها كثيراً من المصائب)!! وطالبت بمنع عرض الفيلم..
قد يقول قائل: ما الوسائل الأخرى التي ستتبعها تايلند اذا لم يستجب المسؤولون لمطالبهم ولكن من يقرأ مواقف الشعوب تجاه رفض من يهين رموزها المقدسة.. يدرك ماذا يعني هذا التهديد.. ولست هنا أشيد ببوذا مثلاً ولكن لنتذكر تلك الضجة التي رافقت هدم تماثيل بوذا في أفغانستان!!
ولنقارن هدوءنا نحن المسلمين تجاه قائمة الإهانات التي توجّه من قبل منظمات صهيونية وحاخامات مسيحية تجاه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتجاه كتابنا المقدس وقرآننا الكريم بل واتهام ديننا بالإرهاب وآخرها إصدار الفرقان!! البديل الذي يتم اصداره ونشره في المنتديات على شبكة الإنترنت ولم نجد (صيحات تهز) الرأي العام أمام هذا السيل الجارف لإهانة كتابنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم.. تماثل (زمجرة الاحتجاج) لاعتقال صحفي أو قتل رجل مخابرات أمريكي..


أيضاً نشرت مفكرة الإسلام عن رفض ثلاثين طالباً (سيخياً) الاستمرار في المدارس الفرنسية بعد منعهم لبس (العمامة السيخية) وحسب وكالة فرانس برس أعرب آباء الطلاب السيخ عن غضبهم من عدم السماح لأبنائهم بدخول المدارس والعمائم على رؤوسهم!!
وقال رئيس المعبد السيخي في مدينة بوبيخي الفرنسية سيل سينح: إن (العمامة عقيدة دينية) إننا لا نستطيع أن نعيش بدون عمائمنا، إننا ننام بالعمائم..
ولقد أرسل رئيس المعبد برسالة احتجاج إلى الرئيس الفرنسي يحثه فيها على التراجع عن موقفه من العمامة السيخية، مذكراً اياه بأن السيخ الأوائل ساعدوا فرنسا في الحرب العالمية الأولى ضد المقاومين في وسط آسيا..
هذه المواقف قوية في دفاع هؤلاء عن عقيدتهم ولم تهادن شعوبهم ولم يصدر بعض علمائهم فتاوى تجيز (خلع العمامة) انقياداً لتعليمات فرنسا!! وأنهم (ضيوف) وعليهم احترام (مضيفيهم)!! بل نجد أن الزعيم الديني يسترجع موقفاً تاريخياً سابقاً لمساندة فرنسا حربياً!!
في الجانب الذي يخص المسلمات في فرنسا اللاتي أجبرن على خلع الحجاب عند أبواب المدارس في أول يوم دراسي.. في منظر قاس على قلب كل مسلم.. بل إن ملامح هؤلاء الفتيات وأمهاتهن اللاتي عبرن عن آرائهن في هذا الأمر وهذه التعليمات ملامح الفتيات كانت تحمل الألم.. رغم تزامن بدء العام الدراسي مع احتجاز الصحفيين الفرنسيين في العراق مطالبين بمنع هذا القرار.. ولكن المسلمات هناك تجاوبن مع نداءات أحد الجهات الاسلامية في فرنسا لخلع الحجاب منعاً لتفاقم الوضع!! ولنقارن موقف الحزم من السيخ!! وموقفنا!!
ولهذا لم أستغرب ما نشر يوم أمس عن أن أكثر من 120فتاة مسلمة هناك مازلن يرفضن إطاعة قانون الحكومة بمنع ارتداء الحجاب في المدارس منذ أن بدأت الدراسة. ولقد ذكر هذا وزير التعليم الفرنسي (فرانكيوفيلو) وذكر أنه متأكد أن العدد الذي يتحدى المنع سينخفض وأن القانون ليس خاصاً بالمسلمين.. وإنما هو يحرم كافة الرموز الدينية الواضحة توافقاً مع مبدأ فرنسا في الحفاظ على (علمانية) المدارس الحكومية. وذكر أن هؤلاء اللاتي لم ينفذن القرار خلال الفترة القادمة سيتم (طردهن)!!
بالطبع لا ندري هل سيتم طرد (السيخ) الذين رفضوا القرار؟! أم سيكون هناك تجاوب مع إصرار زعمائهم وأولياء أمورهم؟! واستحضار ذكريات المساندة القديمة!؟
أخيراً.. من سينتصر "العمامة" أم "الحجاب"؟؟
وكيف ستنفذ تايلند تهديداتها إذا ما تم إهمال احتجاجهم حول (اهانة بوذا)؟؟




اتكاءة الحرف
من عبارات الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: (المشكلة مع الجيل المهجن الذي ورث الإسلام أسماء وأشكالاً فارغة ورفضه: تربية معينة، وقوانين محددة، وقيماً مضبوطة، وأهدافاً ثابتة.. هؤلاء المتعاقلون العجزة هم من وراء كل المحن التي لحقتنا.. ولقد امتلكوا ناصية التوجيه المادي والأدبي في سراء الأمة وضرائها فلم تجد الأمة منهم إلا الشتات والآلام...).





للدكتورة / نورة السعد