طموح
قد جاوزت نفسي الطموح
ورحت أستبقُ القدرْ
وأعاند الأيام في سيري
وأهزأ بالخطرْ
وأظل أقتحم الدروب مسافراً
وبلا سفرْ
وحملتُ أمتعة الهوى
وعبرتُ أودية الفكرْ
من أين أبداُُ رحلتي
وبأيّ ناحية أمرّْ
الدرب يمضغ خطوتي
والصمتُ يقتلعُ الأثرْ
والليل شيخُُ مطرقُُ
يتلوا الصحيفة والقدرْ
وتثائب النجمات يُنذر بالسآمة والكدر
وعلى جبيني من لهاث الحِلم بارقة تمرْ
والقلب يرجف في الضلوع كأنه تكسرْ وانتثرْ
وغرقت في بحرٍ من الأوهام يلتحفُ العبرْ
ويثور بي جمر الحنين وكلما خمد استعرْ
أأفرُ من قدري .. وأين هو المفرْ
وأنشدُ ما بيني وبينك كل دربٍ او ممرْ
وسئمت من طول أنتظاري حين ودعني القمرْ
أتوسد الذكرى ومن عيني أنتهب السهرْ
تستوطن الآهات في لغتي ويمضغني الضجر
فأذيب في صمت المكان مرؤتي حدّ الخورْ
فغدوت أبذر في موسم رحلتي ذلّ الكبرْ
أفرغت كأساً مُرّةً
وشربت ثانيةً أمرْ
ماذا يفيد بكاء أيامي إذا ما العمر مرْ
ما كنت أعلم قبل أن أهوى تصاريف الغيرْ
ويشيخُ في عيني النوى
فأراك آخر من عبرْ
وأَجدُّ في سعي إليك كما يجدُّ بي الضررْ
وأرى مصيري في الحياه أمام حسنك يُحتضرْ
لا ذنب لي أهواك
وكل ذنبٍ يُغتفرْ
سيّان عندي إن كبُرت وإن بقيتُ على صغرْ
وأمام نافذة العيون
وقفتُ وقفة مُعتبرْ
ونحرت طفل براءتي
أرايت طفلاً ينتحرْ
مزقت رايات انتصاراتي وجئتك مندحرْ
ومنحتك الأزهار من قلبي ومن عيني الثمرْ
وعلى شفاهك زورق الأحلام أبحر واستقرّْ
والآن عودي لي كما قد كنتِ لي وجهاً أغرْ
(هل ثم في الدنيا سوانا عاشقانِ من البشرْ)
وغداً أموت وأنتهي
وتكون عينك لي مقرْ..,
شعر الأستاذ الأديب/محمد جبريل العكام(البديع والقرفي) بديع الأثل
