فتن الأسواق منشؤها البيت
موضوع ذي بال يقض مضاجع الغيورين، إذ هو يمس مسلَّمة جوهرية وإحدى أهم الركائز التي بيَّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورة حمايتها حين أكد عليه الصلاة والسلام على حرمتها مما يستلزم ضرورة حمايتها وصيانتها. ألا وهي الأعراض. تفنى النفوس والغالي والنفيس وتبقى أعناق الغيورين مشرئبة كريمة وضَّاءة بنور الإيمان وبرد الاطمئنان وكرامة الغيرة، وإن مما يدعو إلى الكتابة والبحث ويستدعي سرعة التدخل الواعي والمعالجة موضوع الأسواق والتي وإن كانت لحاجات الناس وتدبير معاشهم إلا أنها ومع الأسف أصبحت مرتعاً لقضاء الأوقات وقتل الفراغ مما جعل من يصطادون في الماء العكر يجدون مرتعاً ومدخلاً يلاحقون فيه النساء بلا وازع من دين أو حياء.. فما دور الآباء وما دور النساء وما دور كل غيور تجاه هذه القضية؟ وإلى هذا التحقيق:
الأسواق أماكن الغفلة
في البداية يوضح فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السحيم الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن الله تبارك وتعالى فضَّل بعض العباد على بعض، وشرّف بعض الأزمنة على بعض وجعل لبعض الأماكن حرمةً دون بعض.
وإن الله عزَّ وجلَّ أحب بعض الأماكن وأبغض بعضها. ولذا قال عليه الصلاة والسلام: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" رواه مسلم. وما ذلك إلا لأن المساجد أماكن العبادة وذِكرِ الله عزَّ وجلَّ. والأسواق هي أماكن الغفلة.
قال الإمام النووي -رحمه الله -: أحب البلاد إلى الله مساجدها؛ لأنها بيوتُ الطاعات، وأساسُها على التقوى. وقوله: وأبغض البلاد إلى الله أسواقها؛ لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد والإعراض عن ذكر الله، وغير ذلك مما في معناه... والمساجد محل نزول الرحمة، والأسواق ضدها.
وحذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنازعات والخصومات التي تقع في الأسواق فقال: "إياكم هيشات الأسواق" رواه مسلم
قال النووي: أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها.
ولذا قال عليه الصلاة والسلام: إن التجار هم الفجار. قيل: يا رسول الله أوَليس قد أحلَّ الُله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يُحدِّثون فيكذبون، ويحلفون ويأثمون. رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني.
السلف حذروا من كثرة دخول الأسواق
قال سلمان رضي الله عنه: "لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته" رواه مسلم.
وقال ميثم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: يغدو الملك برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل بها منـزله، وإن الشيطان ليغدو برايته مع أول من يغدو إلى السوق. قال ابن عبد البر: وهذا موقوف صحيح السند.
وقال أبو عثمان: إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه، فإن استطعت ألا تكون أول من يدخلها ولا آخر من يخرج منها فافعل.
وفي الأسواق تجتمع الشياطين للتحريش بين الناس وحملهم على المفاسد سواء ما كان منها في التعامل والمعاملات، أو ما كان منها في فساد الأخلاق وشَيْن الطبائع.
من علامات الساعة
ويضيف فضيلته: وقد كثُرت الأسواق، فتكاد ترى بين السوق والسوق سوقـاً.
وكثرة الأسواق علامة من علامات الساعة، قال عليه الصلاة والسلام: لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج. قيل: وما الهرج؟ قال: القتل. رواه الإمام أحمد وابن حبان، وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان وهو ثقة.
فنعوذ بالله من أحوال أُناسٍ لا يجدون الراحة والمتعة إلا في مواضع الفتنة. في الأسواق التي أبغضُ البلاد إلى الله، فيُسمّونها: مُتعة التّسوّق!
فتن الأسواق منشؤها البيوت
أما ما يتعلق بفتن الأسواق فيذكر فضيلة الشيخ السحيم: أن من يدرس ظاهرة لا بدّ أن يُشخص الحالة ويعرف الأسباب ثم يصف العلاج النافع والدواء الناجع.
ففتن الأسواق منشؤها من البيوت، إذ إن النساء اللواتي في الأسواق إنما خرجن من البيوت، ولم يأتين من عالم آخـر.
ويُمكن أن نُجمل أسباب فتن التسوّق بالأسباب التالية، ثم نعود عليها بالبيان والتفصيل:
أولاً: ضعف الوازع الديني لدى كثيرٍ من أولياء الأمور والتهاون في أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من قِبل الرجال والنساء.
ثانياً: الثقة المُفرِطة بالنساء.
ثالثاً: تخلّي أصحابُ القوامة عن قِوامتهم، أو التهاون في ذلك.
رابعاً: العجز والاتّكالية، وعدم تحمّل أولياء الأمور المسؤولية المُلقاة على عواتقهم.
خامساً: وجود السائق، وهو نتيجة لما سبق.
سادساً: وجود الخدم في البيوت.
سابعاً: كثرة الأموال في أيدي الناس رجالاً ونساء.
ثامناً: حب الشراء، ومعرفة ومتابعة كلِّ جديد.
تاسعاً: اتِّباع هوى النفوس، واتْبَاعِ النساء أهواءهن.
وبيان تلك الأسباب وما نتج عنها هذا أوانُـه.
أولُ الأسباب:
ضعف الوازع الديني لدى كثيرٍ من أولياء الأمور. ومن ضعفِ الدِّين ضعف الغيرة، التي بسبب ضعفها أُضيعت الحُرمات، وهُتكت الأعراض، وفُرّط في الأمانة. والغيرة خُلُقٌ كريم لا يتّصف به سوى كرام الرجال وكرائم النساء. وهي صفة من صفات الكمال.
ولذا قال صلى الله عليه وسلم لسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لما قال لـه سعدٌ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟ فَوَالله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله، وَلاَ شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثُ الله الْمُرْسَلِينَ مُبَشّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الله الْجَنّةَ. رواه البخاري ومسلم.
فلا تتمادى المرأة - غالباً- إلا إذا كان وليها متساهلاً في القوامة، غاضاً بصره عن كثير من الأمور، باردَ الغيرة على محارمه.
ومن برود الغيرة أن يسمح الرجل لزوجته أو ابنته أن تركب مع السائق ويخلو بها ويُحادثها سواء كان سائقاً خاصّاً أو كان سائقاً عاماً كأصحاب سيارات الأجرة.
ومن ضعفِ الغيرة أن تُترك المرأة تخرج متى شاءت من غير أن يُعلم إلى أين تذهب ومع من تذهب.
ومن مظاهر ضعف الغيرة أن تترك المرأة في الأسواق تروح وتغدو من غير حسيب ولا رقيب، فتخلو بالباعة وتُحادثهم وربما تُمازحهم وتُلين لهم القول.
الثقة العمياء
وثاني الأسباب: الثقة المُفرِطة بالنساء، وهي الثقة العمياء المطلقة.
وفي هذا يقول بعض الناس: أن أثق بمحارمي! وأنتم تُشككون الناس في أهليهم.
فأقول: إذا كانت أمهات المؤمنين اللواتي هن أطهر نساء العالمين، وهن بمنـزلة الأمهات قال الله لهن: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [الأحزاب: 32].
وأدّب الله المؤمنين إذا سألوهن أن يكون ذلك السؤال من وراء حجاب، فقال الله جلَّ جلاله:
{ فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ }[الأحزاب: 53].
أما لماذا؟ فاستمع إلى الجواب: { ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }[الأحزاب: 53]
حتى إن بعض النساء تخفي ما تعرضت له من مضايقات في السوق خشية أن تُمنع منه.
ثالث الأسباب: تخلّي أصحابُ القوامة عن قِوامتهم، وتسليم ذلك الشرف وتلك المسؤولية للنساء.
بل تناسوا قولَه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
ويقول عليه الصلاة والسلام : "والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته"
رابع الأسباب: العجز والاتّكالية، وعدم تحمّل المسؤولية المُلقاة على عواتق الأولياء من الرجال.
فيحرص الآباء والإخوة على وجود السائق ليذهب كلٌّ منهم في سبيله دون أن يُقال له هات أو خذ، وتفرح النساء بالسائق لأول وهلة ثم إذا تخلّى أولياءُ الأمور عن مُهمّاتهم وألقوا بالحمل على المرأة مع السائق تضجّرت واشتكت ولكن بعد أن وقعت في الفخ.
دخل السائق وخرج الشباب
خامس الأسباب: وجود السائق، وهو نتيجة لما سبق من العجز والاتكالية وحُب الراحة.
حتى إنك ترى البيت الواحد وفيه ثلاثة أو أربعة أبناء وكلُّ واحد يمتلك سيارة ومع ذلك يوجد السائق.
وأذكر أنني في يوم من الأيام وقفت عند منـزل أحد الأصدقاء وبينما أنا في انتظاره إذا بالسائق يدخل البيت دون سلام أو كلام أو أدنى صوت، ثم جاء شاب لو أراد أن يَهُدّ سارية لهدّها، ثم جاء آخر ثم جاء الثالث وكلُّ واحد أوقف سيارته ودخل.
بئس التربية
كانت تمشي في غاية التبرج والفتنة مؤدية كامل المطلوب منها لإرضاء الشيطان، كان معها والدتها في سوق صاخب يلاحقها ضعاف النفوس بنظراتهم الحادة وهي تتجول هنا وهناك. اتجهت إليها إحدى الداعيات المعروفات بالخير والنصح ولكنها فضلت أن تبدأ بالأم علها تجد قلباً شفيقاً رفيقاً على ابنتها لتنقذها من فخ الفتنة والافتتان.
وما إن بدأت بمناصحة الأم حتى ثارت ثائرة تلك الأم بالسباب والصراخ واتهام الأخت بالداعية (باللقافة)، بل رمتها بأقذع الألفاظ فانصرفت الناصحة الأمينة تتقطع رأفة وشفقة على مراهقة هذه أمها.
هذا النقاب من أقوى أسباب الفتنة
سُئل فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين: ما نصيحتكم للرجال الذين يسمحون أو يأمرون نساءهم بلبس النقاب الذي أصبح موضة تتجمَّل به بعض النساء، وترك غطاء الوجه الكامل؟
- فأجاب فضيلته: "نصيحتنا للذين سمحوا لنسائهم بلبس هذا النقاب أو أمروهن بلبسه أن يتفكروا في أثره عليهن، فإنه مجلبة للشر، وجاذب لهن إلى المعاكسة، وسبب في ميل الرجال إليهن، فعاقبته سيئة، والرجل الغيور لا يرضى لنسائه بكونهن محل ميل الرجال الأجانب. ومتى رأى أو علم من امرأته المعاكسة أو مخاطبة الرجال اشمأز ونفر من ذلك؟ فكيف يقر أسبابه مثل هذا اللباس الذي هو أقوى سبب لهذه الفتنة ؟!
مبيناً سماحته ما لهذا التبرج من خطر عظيم على دين المرأة وحيائها وأسرتها ومجتمعها. وكيف تكون بهذا نهباً لمن في قلبه مرض.
وقد بيّن فضيلته: أن عباءة المسلمة يجب أن تكون ضافية غير مزركشة ساترة غير شفافة، لا أكمام لها وتلبسها على رأسها حتى تدخل تلك العباءة في معنى الجلباب الشرعي.
أما ما تفعله بعض النساء من لبس العباءة على الكتف أو التي تفصّل على جسدها وتبدي أعضاءها فهي بحاجة إلى عباءة أخرى تسترها.
فعلى المرأة تقوى الله جلَّ وعلا حتى لا تدخل في قوله عليه الصلاة والسلام: " نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"
السائق وبطاقة الصراف
ومن العجائب والغرائب حين يكون السائق هو ولي الأمر، حيث يعطى بطاقة الصراف والرقم السري أو مبلغاً جيداً من المال ثم يمتطي السيارة مجموعة من المراهقات مع هذا الأب المزوّر، ليقوم بإيصالهن للسوق ويقوم بتوزيع المصروف والدفع والسحب والنقاش مع البنات ناهيك عن مد اليد له وتناول المال (وانتظرنا في السيارة!!) أو (ارجع لنا) أو .. أو..!!؟
فيا للعجب كيف أسلم الأب زمام القيادة لهذا السائق وكأنه أخوهن، بل ما هذا الإفراط في الثقة بالسائق أهو محرم لهن!! ما علاقته حتى يحرص على شرفهن وعفتهن كيف تولى دور الأب والأخ هذه أسئلة للغيورين فقط.
اجتهادات متسوقات
لقد أضحى السوق عند بعض النساء عذراً للجمع هكذا استنبط بعض النساء باجتهادهن ما ليس في دين الله، فالعصر مع المغرب أو المغرب مع العشاء بحجة (ما فيه وقت) ونسيت أو تناست قول الحق جلَّ وعلا: { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103]. وأن جمعها لغير عذر شرعي هو ذنب خطير وبدعة ما أنزل الله بها من سلطان. يقول عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
ويضيف فضيلة الشيخ السحيم: سادس الأسباب: وجود الخدم في البيوت، مما يُولّد أوقاتاً لدى النساء من الأمهات والزوجات والبنات، فتشعر بالضيق والملل، فترى أنه لا بُدّ من الخروج للأسواق لقضاء أمتعِ الأوقات!! وإلا لو انشغلت المرأة في نفسها وفي بيتها لما وجدت وقت فراغ تقضيه بين السوق والسائق.
سابع الأسباب: كثرة الأموال في أيدي الناس رجالاً ونساء.
وثامن الأسباب: حب الشراء، ومعرفة ومتابعة كلِّ جديد.
وتاسع الأسباب: اتِّباع هوى النفوس، واتْبَاعِ النساء أهواءهن.
استقبال التهاني
كانت تفرح كثيراً بدخول السوق، هكذا تتبجح وهي تعترف بجرمها الذي أدمنت عليه، لم تكن تخلف يوماً بعد العصر إلا وقد لبست أبهى حللها واتجهت إلى أحد الأسواف الكبرى لا لحاجة ولا لشراء ولكن لاستقبال التهاني. هكذا تقول: كلهم معجبون بي وبنظراتي وبنقابي وترد على الناصحين: ما فيها شيء لم أكشف وجهي، بل تقول إني أسمع عبارات الإعجاب من الآتية أسماؤهم: الباعة في السوق، الشباب، الأزواج ولا أرد عليهم هم الذين ينظرون ولم أجبر أحداً!!
حمى الترجيع
لقد أشقت زوجها بالدوام في السوق حتى ملَّ وتخلى عن أهم وظائفه في حمايتها، فأوكل هذا المتخلي الأمر للسائق الذي يقوم بالمهمة على أكمل وجه في الصباح والمساء. وقد كان الصباح للشراء. أما المساء فهو للترجيع وبذل المحاولات مع الباعة لقبول رد البضاعة والذي يماطل كثيراً في إرجاعها!!
لتبدأ هذه الموظفة في السوق بالمجان!! في سرد تفاصيل وأسباب الإرجاع من حيث عدم مناسبة اللون أو المقاس أو الشكل ولا يتم الإرجاع بسهولة كل هذا وهي وحدها في أداء هذه المهمة مع رجل أجنبي فأين عقول أوليائها.
وفي هذا الجانب يوضح فضيلة الشيخ د. محمد المسيميري أنه ولا شك أن السوق تجمّع أقيم رعاية لمصالح العباد من البيع والشراء وقضاء الحوائج، ولا شك أيضاً أنه لا يخلو من الفتن والمغريات والملهيات، فهو سباق على الدنيا، لذلك كان من أبغض الأماكن عند الله في الأرض.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها؛ فيها باض الشيطان وفرخ"، فالشيطان ناصب رايته في الأسواق، فيجب تقديم الله على هوى النفس ورغباتها.
مناظر مؤذية
لم تراع حالة ولي أمرها المادية..كلما رأت لباساً أرادت مثله وكلما رأت حذاء اهتز قلبها!!
ـ تلهف وشوق. . متى يأتي نهاية الأسبوع؟! ونهاية الأسبوع ليست بداية شهر رمضان أو دخول عشر من ذي الحجة!! إنما موعد الذهاب إلى السوق!!
ـ متخصصة في الأسواق متى فُتح ذاك المحل؟! ومتى سيفتح الفرع الجديد؟! ومتى وقت التخفيضات؟!ومتى....؟! وكأنها ما خلقت إلا لجمع المعلومات فقط.
ـ قال زوجها عندما رفعت صوتها. . ألا تثق فيّ؟! قال: بلى أثق فيك ولكني لا أثق في الذئاب والكلاب التي تجول في الأسواق.
المخالفات في الخروج
ويضيف الشيخ د. المسيميري عن مخالفات المتسوقات:
1- الخروج إلى السوق لغير حاجة.
خروج المرأة من بيتها مشروط بضرورة تقتضي ذلك، لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب: 33].
2- الخروج إلى السوق بغير استئذان.
يجب على المرأة قبل خروجها إلى السوق الاستئذان من الولي زوجاً كان، أو أباً أو أخاً، أو من يقوم على المرأة بالرعاية أو الولاية.... فهؤلاء لهم حق الاستئذان والطاعة.
3- الخروج إلى السوق من دون محرم لها:
عندما يقرر كثير من النساء الدخول إلى السوق قد لا تجد من محارمها من يذهب بها فتأتي إلى السوق إما مع السائق بمفردها بدون مصاحبة محرم لها أو تستأجر سيارة أجرة فتكون بمفردها وهذا مزلق خطير، وأمر مستطير قد فشا وانتشر في المجتمع. ونرى من هذا صوراً كثيرة، سائق ومعه امرأة وكأن الأمر مباح، وما ذاك إلا لذهاب الغيرة عند كثير من الناس وسكوت المصلحين عن ذلك الأمر العظيم الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم: "لا يخلونَّ أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم" متفق عليه.
فإننا نجد في المنزل الواحد أكثر من رجل من محارم المرأة، ومع هذا يلجأ رب الأسرة إلى إيداع نسائه مع السائقين وأصحاب سيارات الأجرة بلا خوف ولا تفَّكر في العواقب. وعلى المرأة أن تعلم أن مجيئها مع السائق أو صاحب الأجرة بمفردها قد ارتكبت بذلك أمراً محرماً يجب أن تحاسب نفسها عليه وأن تتوب منه.
وقد أفتى في ذلك فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله بقوله: (لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرماً لها وليس معهما غيرهما لأن هذا في حكم الخلوة). وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يخلو رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو محرم"
4- الخروج إلى السوق من غير حجاب شرعي:
المرأة المسلمة قد تميزت عن نساء العالمين بميزة عظيمة وهي لبسها للحجاب الشرعي، وهذه الميزة لم تكن من قِبل هيئة، أو مؤسسة، أو جمعية، إنما هي مكرمة من عند الله لهذه المرأة المسلمة من دون النساء.
وهذه الميزه نزلت من عند الله لتكون سلاحاً لحميها من الأعداء الذين يريدون بها سوءاً ويبغونها أن تكون سلعة رخيصة كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب: 59].
تقول أم سلمة رضي الله عنها: "لما نزلت هذه الآية: { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } [الأحزاب: 59] خرجت نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها" قوة إيمان وسرعة استجابة وإذعان، فنساء الأنصار أدركن عظم هذه الكرامة. لأنهن ذقن طعم التبرج في الجاهلية.
فإن الحجاب لم يأمر الله به سدى، وإنما وصف شروطه وحد حدوده، وفصّل هيأته وصورته، لكيلا يلتبس الأمر على المؤمنين.
وبالنظر إلى نصوص القرآن، نجد أن شروط الحجاب ثمانية كما ذكرها العلماء...
1- استيعاب جميع بدن المرأة.
2- ألا يكون زينة في نفسه.
3- أن يكون فضفاضاً غير ضيق.
4- أن يكون صفيقاً لا يشف.
5- ألا يكون مبخراً مطيباً.
6/ ألا يشبه لباس الرجل.
7/ ألا يشبه لباس الكافرات.
8/ ألا يكون لباس شهرة.
لبس الثياب الجميلة
ويستطرد الشيخ د. المسيميري عن مخالفات اللباس: إن على المرأة المسلمة إذا أرادت أن تخرج إلى السوق أن تجتنب لباس الزينة وما يجلب الأنظار من ألوان ونقوش وزخارف ونحوها، وعليها أن تجتنب ذلك لأن السوق عبارة عن تجمعات لا تخلو من الرجال.
فتح العباءات
بعض النساء يخرجن من بيوتهن بألبسة مغرية: ألبسة جميلة إما قصيرة وإما طويلة ليس فوقها إلا عباءة قصيرة أو طويلة يفتحها الهواء أحياناً وترفعها هي عمداً أحياناً. ومن المعلوم أن المقصود من الأشياء نفعها لا ذاتها، والعباءة متى فقدت معنى الستر والحشمة لم يعد لها مسمى الحجاب، فهي مجرد قماش يصدق على حاله المخالف لشروط الحجاب ما يصدق على بقية ألبسة التبرج. لأن فعل ذلك يعرضها للمهالك والفتن ويجعلها مستهدفة في عرضها وكرامتها.
كشف الزينة
لا سيما الوجه والذراعيين، فبعض النساء يكشفن وجوههن بحجة معاينة الحاجيات والتحقق من صلاحيتها، وذلك أمام البائعين الأجانب، ومن المعلوم أن الله حرم على المرأة كشف زينتها أمام الأجانب ولم يرد الاستثناء لا في حال البيع ولا الشراء مطلقاً.
التعطر
بوجد صنف من النساء يذهبن إلى الأسواق وهن في أبهى حلة وفي حالة من التجمل والتعطر لا تكاد توصف؛ تجد أن رائحة العطر تُشم من إحداهن وهي تنتقل من متجر إلى آخر، ولا تتجاوز أحداً إلا ووجد ريحها. فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : "إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية"
لبس النقاب
إن كثيراً من النساء قد استبدلن النقاب المشين الذي يخدش الحياء بدلاً من الحجاب الشرعي كما في قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } ([الأحزاب: 59].
عدم لبس الجوارب والقفازين
قال الشيخ محمد بن عثيمين: (الواجب عليها عند الخروج من البيت ستر كفيها وقدميها ووجهها بأي ساتر كان لكن الأفضل لبس قفازين كما هو عادة نساء الصحابة عند الخروج ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم... في المرأة إذا أحرمت لا تلبس القفازين... وهذا يدل على أن من عادتهن لبس ذلك.
لبس الأحذية العالية
بعض النساء لا يتورعن عن ارتداء الأحذية العالية الوافدة من الغرب أو الشرق التي يفنّن مصمموها على أن تكون جالبة لأنظار الرجال إلى المرأة عن طريق الصوت الناتج من ضرب المرأة برجلها في الأرض؛ فيحدث من جراء ذلك فتـنة وإثارة من في قلبه مرض.
مخالفات الأسواق
- تجول المرأة في السوق وحدها من دون محرم.
- الغيبة: تساءل.. هل في الأسواق غيبة؟..
وهل هناك وقت للحديث؟
نعم.. ومن صور ذلك.
ـ انظري إلى تلك المرأة اشترت لوناً أصفر مع أخضر.. أين الذوق؟
- إطلاق النظر: فلقد أطلق الله تحريم النظر إلى الأجانب في حق النساء، فلا يجوز لهن ذلك لا في الأسواق ولا في غيرها، لأن النظر سهم من سهام إبليس يولد في النفس الشهوة؛ والأسواق هي مظنة اختلاط الرجال بالنساء؛ لاشتراك مصالح البيع والشراء فيها.
والمرأة المسلمة إذا وقع بصرها فجأة على شيء تكرهه مما لا يجوز لها النظر إليه، سارعت إلى معاودة غض بصرها، فعن بريدة رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليس لك الآخرة" رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
- التفريط في الصلوات
بعض النساء يقدمن ربح الدنيا على ثواب الآخرة؛ فيحضرن إلى السوق بعد العصر أو قبيل المغرب ولا يرجعن إلا بعد العشاء، وقد فاتتهن صلاة المغرب، وهن غافلات عن فريضة الصلاة.. قال تعالى: { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103].
والموقوت: المقدر بالمواقيت، فتأخيرها عن الوقت الذي فرضت فيه دون عذر: كبيرة من الكبائر.
احذري السم الناقع
وأما من الآداب التي يجب على المرأة الالتزام بها فيوضح د. المسيميري:
1- الدعاء بالستر والعافية؛ والإكثار من التسبيـح.
2- تجنب رفيقات السوء فهن السم الناقع.. قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"
3- ألا تمشي المرأة في وسط الطريق، بل بحافته..قال صلى الله عليه وسلم: "ليس للنساء وسط الطريق" رواه ابن حبان. وهذا عند الخروج من المسجد؛ فكيف في الأسواق.
4- أن تتجنب الاختلاط بالرجال داخل المحلات، أو في الأسواق أو في قارعة الطريق.
فعن أبي سعيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وهو خارج من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق: "استأخرن فليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من شدة لصوقها به" رواه أبو داود.
5- ألا تلقي المرأة بالاً لمن يلقي إليها كلمة إعجاب أو مدح أو نكتة.
6- أن تتفقد الحجاب من حين إلى آخر حتى لا يظهر شيء من مفاتنها؛ وكذلك تفقده عند الجلوس في أماكن الانتظار.
آداب الشراء
1- عدم الخضوع واللين في القول فمن النساء من يُسمع تكسرُ أصواتهن في ممرات الأسواق وأركانه، وهذه مخالفة شرعية تجر إلى الفساد.. فقد أمر الله النساء بخفض أصواتهن صيانة لأعراضهن من مرضى القلوب. وإذا تأملنا في بعض العبادات وجدنا أن الإسلام قد شرع للرجال فيها ما لم يشرع للنساء درءاً لفتنة خضوع النساء في الكلام، فقد شرع الأذان للرجال دون النساء، كما شرع رفع الصوت بالتلبية في الحج للرجال دون النساء. فهل بعد هذا تجرؤ مؤمنة أن تخضع بصوتها أمام البائعين والغادين والرائحين!!!
2- عدم اللهو والعبث في المحلات. فبعض النساء يقضين معظم الأوقات في التجوال بين المحلات، فنجد الواحدة منهن تدخل المحل، وتسأل وتجادل في الأثمنة والخيارات وقد يتخلل حديثها مزاح مع البائع وترخيم الكلام؛ وما هدفها إلا التسلية والاطلاع.
3- الحرص على شراء الملابس الساترة لنفسها ولأبنائها والابتعاد عن الملابس القصيرة والشبه عارية، واللافتة للنظر، والبعيدة عن الحشمة والحياء وكذلك تجنب الملابس التي فيها صُور خاصة في ملابس الأطفال وبعضها قد كُتب عليها كتابات نابية وألفاظ شركية وأسماء أماكن وأندية فاسدة.
4- ألا تقيس الملابس التي تشتريها أو الحلي وغيره في المحل على نفسها أمام البائع.
5- ألا تكثر من الإلحاح على البائع لتخفيض سعر البضاعة وعرضها وكثرة السؤال فيضطر للحلف كاذباً من أجل ترويج بضاعته أو يستغل إلحاحها لمآرب في نفسه.
6 -عدم المباهاة في الشراء. ... كما في حديث عائشة رضي الله عنها: أن امرأة قالت يا رسول الله: أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ فقال رسول الله: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور" متفق عليه.
فقد حذر رسول الله من لبس الشهرة في حديثه قال: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة" رواه أحمد وأبو داود.
8- عدم الإسراف. فالإسراف هو نتيجة طبيعية للمباهاة والافتخار: فقد نهى الله عن التبذير في قوله: { وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
9- لا تثق نفسك للمطاعم: تزخر الأسواق الاَن بوجود كراسي للاستراحة وملاعب للأطفال ومطاعم. وكل ذلك مدعاة إلى بقاء المرأة في السوق أطول فتره ممكنه!!
الكلية والسوق
لقد بدأ سائق الحافلة يطلب المزيد من المال من طالبات الكلية، فالمقرر الشهري المتفق عليه مع ولي الأمر لم يعد يكفي وأمام إلحاحه وافقت شريطة ألا يخبر أولياء أمورهن بذلك. هذا ما حكته ناجية من كيد مجموعة نسوة نفذن مخططاً لإرضاء رغباتهن للتجول في الأسواق.
أما الكلية فالفصل طويل والأهل أمامهم الحافلة يومياً تغادر للكلية والحقيقة أن غالب أيام الأسبوع تقضى في أحد الأسواق الشهيرة، فمن البيت إلى السوق ومن السوق إلى البيت. أما المحطة الأساسية الكلية فلا تكاد تأخذ نصيبها من أيام الشهر إلا القليل تفادياً للحرمان الدراسي. إن فُكر فيه أصلاً وعلى غفلة في بيوت مُمزقة فلا يكاد يعرف بهذا أحد
