إن ارتفاع نسبة الطلاق المذهلة وكثرة الخلافات الزوجية اللافتة للنظر لها عوامل عديدة من أهمها عدم تطبيق قانون التوازن في اختيار الزوج، فالتفاوت الهائل بين الزوجين في الصلاح والثقافة والعمر والمعيشة والأفكار والطموحات والعادات وغير ذلك مع الجهل بكيفية التعامل معه أدى إلى فشل كثير من البيوت الزوجية، فشلاً كلياً أو جزئياً، حيث يقل الانسجام بين الزوجين ويصعب التفاهم عند حدود المشكلة وكلما انفرجت زاوية التفاوت أكثر تعقدت الأمور أكثر، ولك أن تتخيل حجم النزاع القائم بين زوجين أحدهما أنموذج في تدينه واستقامته وآخر منحرف غير مبالٍ بتعاليم دينه ويزيد الطين بلة إن كل واحد منهما لا يجيد فن التعامل مع الآخر حالهما سارت مشرقة وسرت مغرباً.. شتان بين مشرق ومغرب.
ولست أنادي بالتساوي في تلك المجالات تساوي القداح ولكن أدهو إلى محاولة التقارب والتساوي النسبي لينخفض مؤشر الطلاق ونقل الخلافات الزوجية مما لم تدع ضرورة إلى غض الطرف عن ذلك التفاوت ويا حبذا عند وجود مثل هذه الضرورة الأخذ بأسباب تطوير الذات، إن تعانق الأوصاف وتجانس الزحوال وتشاكل المواهب والمهارات بين الزوجين سبب رئيس في بقاء عقد الزوجية وتمتعهم بعيشة طيبة هنيئة مليئة بالتفاهم مقوية للتلاحم قد ترجم الزوجان فيها قول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } [الروم: 21] .
