بسم الله الرحمن الرحيمالأسد الذي ورد ذكره في القرآن الكريم:قال الله تعالى: (فرت من قسورة)سورة المدثر الآية(51)
موضوع عن الأسد:
الحلقة الأولى:
وقسورة هو اسم من أسماء الأسد في اللغة العربية0
نعم عن الأسد ملك الغابة ذلك الحيوان الذي اشتهر بالقوة والسيطرة والتحكم. هذا الحيوان الذي أغرت شهرته العديد من الدول كي تتخذ من الأسد رمزاً لها ورسمته على أعلامها الوطنية تعبيراً عن القيادة والقوة والسيطرة والانتصار0وقد قيل خلق ليقتل أي ليكون قتالا0
صورة الأسد0
وللأسد العديد من الأسماء في قواميس اللغة العربية منها على سبيل المثال لا الحصر:
(1)أبو الحارث (2)ملك الغابة (3)السبع (4)الليث (5)الهزبر(6)الورد (7)الضرغام (8)الأسامة (9)الغضنفر(10)القسورة(11)هُشَام000000الخ000
بيت الأسد:يسمى العرين.
وصوت الأسد يسمى: زئير0
وصغار الأسد تسمى: أشبال للجمع والمفرد:شبل0
الذكر البالغ يسمى: الأسد0
الأنثى البالغة تسمى: اللبؤة0
الوجود اليوم في الطبيعة: شبه منقرض0
التصنيف العلمي:
النطاق: حقيقيات النواة
المملكة: الحيوانات
الشعبة: الحبليات
الطائفة: الثدييات
الرتبة: آكلات اللحوم
الفصيلة: السنوريات (القطط)
الجنس: النمور: Panthera
النوع: الأسود: leo
السلالة: persica
وصف وصفات الأسد:الأسد حيوان خلقه الله مؤهلا للقوة والسيطرة بكل المقاييس وكل جزء من جسمه ينم عن أنه حيوان مفترس وصياد لا مثيل له فالأسد له أنياب فتاكة وأسنان قوية وأكتافه وأرجله تنم عن قوة هائلة كما أن مخالبه قوية لدرجة تمكنه من البطش بفريسته بسهولة 0ويقال أن قوة ذراعيه الأماميتين فقط تماثل قوة عشرة رجال مجتمعين.
وأرجل الأسد قوية جداً بحيث تمكنه من القفز الطويل والعدو بسرعة عالية ومهاجمة فريسته وطرحها أرضاً وقتلها بواسطة عضها في عنقها بأنيابه الفتاكة القوية أو خنقها عن طريق كسر عنقها وكتم أنفاسها 0كما أن الشعر الكثيف (العرف) أو (اللبدة) المحيطة بعنق ورأس وأكتاف الأسد تكسبه نوعاً من الرهبة كما أنها تحمي رأسه ورقبته من الإصابة أثناء العراك مع خصومه من الأسود الأخرى والوحوش الأخرى0
والأسود ذات ألوان مختلفة تتدرج من اللون البني الداكن ولكن الأصفر المائل للسمرة هو اللون الأكثر شيوعاً إلى الأبيض تقريباً0ويظهر شعر لبدة الذكر عند بلوغه ثلاث سنوات0
واللبدة تختلف في طولها ولونها من أسد ذكر لآخر حيث يكون لونها فاتحاً بالنسبة لجسمه ثم يصبح لونها داكناً مع تقدم الأسد في العمر. وينتهي ذيل الذكر بخصلة من الشعر الطويل الأسود اللون0
والأنثى شبيهه للذكر ولكنها بدون عرف(لبدة)على الرقبة ومؤخر الرأس0 وأقل حجما ووزنا من الذكر0وقيل: خلق الأسد لِيَقْتُل أي ليكون قاتلا0
وجود الأسود بمنطقتنا في الماضي:من العلوم للجميع أن منطقتنا في الماضي كانت تتمتع بغطاء نباتي جيد جدا وكان عدد السكان قليلا والمنطقة شبه وعرة ولا توجد سيارات ولا طرق معبدة0وكان يوجد بها الكثير من الحيوانات البرية من الصيودة (الغزال العربي)حيث كانت الغزلان بالمنطقة توجد على شكل أجداف(قطعان)مثل قطعان الغنم0والكثيرمن الحيوانات البرية التي تشكل الغذاء الرئيسي للأسود0 و من المؤكد أن الأسود كانت من ضمن الحيوانات التي كانت موجودة بمنطقتنا وخاصة الأجزاء الجبلية منها0
ومما أتذكره أنا شخصيا:
أولا: أنه بين عامي 1368و1370هـ تقريبا جاء من جهة البحر(الغرب)أسد قيل في حينه أنه سيب مشبوق(مسعور) ولكن أوصافه تنطبق على الأسد تماما حيث جميع الذين رأوه قالوا إنه كبر امعجل مغبر(العجل الأغبر) ولونه مثل لون امصيد(الغزال)وعلى رأسه من الخلف ومقدمة رقبته من فوق(من الأعلى)ومن الجانبين شعر باسل(كثير)أحمر شاحب بعني (بني غامق)ولكني شخصيا لم أره لأني كنت تلك الليلة بايت في الخبت والأسد مر بالقرية0 وأول ظهوره كان في قرية عببة قبيل غروب الشمس أو عند الغروب ومر بالحجفار ثم الحضرور ووصل إلى الشمهانية بعد العشاء تقريبا وتعرض له واحد اسمه عبد ربه رحمة الله عليه ومعه كلبة شرسة كان يسميها عطرة وكان يحذف الأسد بالفاس ويطاطي على الأسد بالكلبة ويقول لها: عطرة اعطريه حتى أخرجه من القرية دن أن يسبب أي إصابات في قرية الشمهانية0ثم مر بقرية عنطوطة(المباركة) ووجد بنت عمرها تقريبا عشر سنوات راقدة على امقعادة(السرير) ومسك برأسها وسحبها من على القعادة وغار أبوها وبعض الجيران وأنقذوها بعدما أصابها بأنيابه إصابات خطرة جدا0وتم علاجها بالأساليب التبعة في ذلك الزمان وشفيت بإذن الله ولا زالت على قيد الحياة ليومنا هذا وتزوجت وأنجبت بنين وبنات0 ومر على العديد من القري وكان يمسك الحيوان أو الإنسان ويجره قليلا ثم يتركه ولم يأكل شيء إطلاقا0
حتى انتهى به المطاف في وعلان في الصباح وعمل عمايله في الناس والحيوانات حتى تصدى له شخص اسمه علي عبده عواف كان عسكريا بسلاح الحدود بوعلان حيث لف لحافا على يده اليسرى وأخذ جنبيته(خنجره) وبندقيته المسلمة له من الدولة واعترض الأسد وبندقه(أطلق عليه النار) وعندما أصابه إصابات مباشرة هجم الأسد على الرجل فناوله الرجل ذراعه اليسرى التي لف عليها اللحاف لكن الأسد لم يكتفي باليد بل أخذ يد الرجل مع رأسه وغرس أنيابه وأطبق فكيه عليهما معا0وامترش(استل) الرجل جنبيته وأخذ يدق(يطعن) الأسد حتى تمكن من تجليخه(تشريحه)وعقره(قتله)وهو ما زال ممسكا بيد الرجل ورأسه معا بين فكيه ولم يفك فكي وأنياب الأسد عن رأس ويد الرجل إلا الرجال الأخرين0
وتعالج علي عبده عواف من الجراح التي أصابه بها الأسد وشفيت الجراح ولكن بعد 40يوما أصيب علي عبده بالشبق(داء الكلب)أو السعار وتوفي رحمه الله0
وكانت نتيجة مرور هذا الأسد من البحر إلى وعلان مرورا بالكثير من القرى علمنا هي: إصابة أحد عشر شخصا من ذكور وإناث وإصابة أكثر من40حيوانا من الإبل والبقر والحمير والغنم والكلاب0ولم يأكل الأسد شيء أبدا في هذه الرحلة المشؤمة0
ثانيا:ما بين عام1368وعام1373هـ كنا ننجع بالغنم إلى المناطق الجبلية التي بها مرعى للغنم وكنا نسكن في مكان اسمه امدق(المدق)يقع في مجنب(سفح) جبل جحفان من الشرق مباشرة وكنا نسمع زفير(زئير) الأسد قبيل وعند الغروب وفي الصباح الباكر0
وكان الأسد في الليل يأتي إلى أسفل المرباح[المكان الذي تبات فيه الربحة(القرود)في الجبل]ثم يزأر ونسمع زئيره فتخاف وترتج الربحة ونسمع قهيبها(صياحها) وتهرب وتتزاحم فيسقط بعض القرود من المرباح ويصطاده الأسد ويتعشى به0
وكذلك كنا نسمع زئير الأسد في جبل أبو النار عندما نسكن حول المكان المسمى(المعاين)أو نسكن شرق جبل أبو النار في المكان المسمى(دمنة مشرم)0
وفي حينه كان متعارف على زئير الأسد على أنه زفير النمر علما أن النمر ليس له زئير بل فخيخ يشبه فخيخ البس(القط)ولكن فخيخ النمر أشد قوة0
وسكان الجبال كانوا يشاهدون الأسد ولكن كان يطلق عليه مسمى(امسيب)وهذا هو الاسم المتعارف عليه محليا بمنطقتنا0
وكذلك أهل المناطق الساحلية كانوا يرون الأسود المعروفة باسم مسياب للجمع ومفردها سيب وخاصة المناطق القريبة من البحر جدا لأنها كانت تتمتع بغطاء نباتي كثيف جدا إلى عهد قريب من أشجار الشورى وأشجار الحمض والمنطقة التي تسمى امدوح كانت تشبه الغابه وكانت توجد بمنطقة امدوح أشجار القطف والعجا والحراج(الأراك)والقضب والسلام والسمر والتنعيم والصرح والمرخ والسداد وغيرها من الأشجار والنباتات0وأذكر أنه كان يصعب الرعي بمدواب(المواشي)في المنطقة المحاذية للبحر ومنطقة امدوح الكثافة الأشجار ووجود الهوام(الحوش المفترسة مثل مذياب(الذئاب) وامجعاري(الضباع)000الخ000
وكانت منطقتي الساحل القريبة جدا من البحر والجبال هما المأوى للهوام(الوحوش المفترسة)
وعندما سمعت زئير الأسد مؤخرا في الحدائق التي زرتها وفي ألأفلام تذكرت الزئير الذي كنا نسمعه في جبل جحفان وجبل أبو النار وتأكد عندي تماما أن الأسد كان موجودا في جبال منطقتنا0
ولكن من بداية الستينات من القرن الرابع عشر الهجري قلت الأمطار تدريجيا بمنطقتنا وازداد عدد السكان واتسع العمران ومهدت الطرقات وانتشرت الآلات الحديثة مثل السيارات والحراثات والتركتورات وامتدت الرقعة الزراعية وأزيل الكثير من الأشجار لغرض استبدالها بالزراعة وانتشرت الأسلحة النارية التي ساعدت كثيرا في قتل الكثير من الحيوانات سواء لغرض أكل لحومها مثل الغزلان والأرانب أو لاتقاء شرورها مثل الذئاب والضباع والنمور والأسود0ومع قلت الأمطار قل الغطاء النباتي الذي هو الغذاء الرئيسي للحيوانات آكلة الأعشاب والتي هي بنفس الوقت الغذاء الرئيسي للحيوانات آكلة اللحوم والغطاء النباتي ذو أهمية قصوى لجميع الحيوانات كغذاء ومأوى مما تسبب في تناقص الحيوانات بشكل عام إلى انقرض البعض والبعض الأخر شبه منقرض حاليا ومن الحيوانات المنقرضة تقريبا الأسد0
سلوك الأسود الاجتماعي :تمضي ذكور الأسود معظم حياتها خاملة: الأسود حيوانات لاحمة تعيش في مجموعات تسمّى زمراً وتتألّف المجموعة من الإناث ذوات القربى وأشبالها بالإضافة إلى ذكر أو ذكرين (أخوين في الغالب) ويكون عدد أسود المجموعة من ذكور وإناث وأشبال بين 7و25من الأسود0وكان يعتقد أن الإناث هي وحدها التي تقوم بعمليّة الصيد أما الآن فأصبح يعرف أن الذكور تشارك في الصيد أيضاً، فجميع الذكور العازبة التي لم تسيطر على زمرة خاصة بها تصطاد بوتيرةٍ منتظمة، وأما الذكور المسيطرة على مجموعات فلا تشارك في الصيد إلا أحياناً نادرة لأن إناثها اللبوات توفر لها الغذاء0إلا أن نسبة مشاركتها تختلف حسب شكل الأرض التي تقطنها وحسب نوعيّة الطرائد المتوافرة فيبدو أن الذكور في المناطق الحرجيّة تصطاد لنفسها بشكلٍ أكبر من الذكور القاطنة في السهول المفتوحة0 كما يبدو أن الذكور تفضّل الطرائد الكبيرة الحجم كالجواميس بينما تفضّل الإناث الطرائد الأصغر حجماً وأقل خطرا كحمير الوحش و الغزلان والقرود والخراف البرية والفيلة صغيرة السن0والذكر هو دائماً من يأكل أولاً ثم يليه باقي أفراد الأسود(اللبوات والأشبال)
صورة الأسد يفترس حمار الوحش0
صورة اللأسود في عراك لافتراس الجاموس0
ويدافع الذكر عن مجموعته ضد أي أسد آخر ذكر يحاول الاقتراب من مجموعته أو الاختلاط بها0
ويشترك الذكور والإناث في الدفاع عن المجموعة ضدّ أي عدو خارجي وضدّ الدخلاء0 فيعرف أن الأسد الذكر لا يتحمّل وجود أي ذكر غريب في مجموعته0 كما أن الإناث لا تتحمّل وجود أي أنثى غريبة0
وتطرد الذكور اليافعة من الزمرة عندما تبلغ النضوج الجنسي (أو قد تغادر بنفسها)ويعتقد أن السبب الذي يجعل ذكور الأسود عدائيّة جدّاً تجاه غيرها من الذكور و المفترسات الأخرى، كالضباع والكلاب البريّة والفهود هو اشتباكها فيما بينها بشكلٍ مستمرّ في معارك عنيفة أكثر من غيرها من السنّوريّات الكبيرة0 وعندما يقوم ذكر جديد (أو تحالف من الذكور) بالاستيلاء على المجموعة وإطاحة الذكر المسيطر السابق فإنهم غالباً ما يقومون بقتل الأشبال المتبقية ويفسّر هذا الأمر بأنّ الإناث لا تكون متقبلة للتزاوج حتى تكبر أشبالها أو تنفق(تموت)0 تبلغ ذكور الأسود النضج الجنسي بحلول عامها الثالث، وتصبح قادرة على الاستيلاء على مجموعة خاصة بها بحلول عامها الرابع أو الخامس وتبدأ شيخوخة الأسود عندما تبلغ العام الثامن مما يترك في هذا الوقت فرصة ضئيلة لأشبالها بالنضوج0 لذلك يجب عليها أن تبدأ بالتناسل حينما تسيطر على مجموعة خاصة بها0 قد تدافع الأنثى عن أشبالها أي أشبال الذكر المهزوم ضدّ الذكور الجديدة لكن قلّما تكون هذه المحاولة ناجحة0
أطوال وأوزان الأسد0
الطول من مقدمة الرأس إلى أخرالجسم دون الذيل من 170-190 سم أما الذيل فيقدر طولة بـ 100سم
أما الوزن فيقدرمن 150-250 كلغ
والإناث أقل طولا ووزنا من الذكور0
التناسل والتكاثر:
بعد أن يتم التزاوج بين الذكر والأنثى تدوم فترة حمل للبوه من95إلى115 يوما تقريبا وتلد من 2-4 أشبال وتقوم إناث المجموعة جميعاً بعملية رعاية وإرضاع وإطعام الأشبال الجدد بشكل جماعي لأن من طرائف الأسود أن إناث القبيلة ينجبن في وقت واحد0
وعند الولادة يكون طول المولود الصغير حوالي 30 سم ويزن حوالي نصف كيلو جرام ويكون جلد المولود منقطاً بالبقع الرمادية بأشكال مختلفة وتكون عينا الشبل عند الولادة مغلقتين ولا يستطيع أن يفتحهما إلا بعد أسبوعين أو أكثر من الولادة ويستمر في الرضاعة ما بين3-6 أشهر من عمره0 وتضل في المجموع قرابة 18شهرآ0
صورة أنثى الأسد(اللبوة)مع أشبالها0
فتره بقاء الأسد في المجموعة لا تزيد عن الخمس سنوات حيث أن المجموعة تتعرض للكثير من الهجمات من أسود عازبة لا تتبع لأي مجموعة وتسعى للحصول على مجموعة.
وفي حال تعرض المجموعة لأي هجوم فأن البداية تكون عن طريق الزئير وهو صوت الأسد ومن ثم بعدها استعراض الجسم ونفش شعر العرف لدية وفي حال لم ينسحب أحد الطرفين يحدث الاشتباك الدموي بين الاثنين ويتم في المعركة استهداف المناطق الحساسة لديها مثل العنق0 وفي حال انتصار الذكر الدخيل يتم طرد الذكر الأول من مجموعته والذي قد لا يعيش بعد المعركة أكثر من يومأ واحدا بسبب الإصابات التي أصيب بها.
المرحلة الثانية وهي قيام الأسد الجديد بفرض سيطرته على إناث المجموع لكسب ولائهن له حيث في البداية تقوم إناث المجموعة بمقاومة الدخيل الجديد وذلك بدافع حماية أشبالها مما يجبر الأسد الجديد على قتل الأشبال الصغيرة حتى يتسنى له قياده المجموعة دون أي منازع أوعوائق ويكون بذلك قد قتل نسل الأسد السابق وحان دوره لنشر جيناتة0
وإلى اللقاء في الحلقة التالية إن شاء الله0
