فتاة غـــلاف
سليمان الطويهر
أغلقتُ دونكِ يا سخيفة ُ بابي !
وفطمتُ قلبي
واستعدتُ صَوابي !
وشطبتُ من دنيا الخِداع
حكايتي ..
وسحبتُ من رفِّ الهموم
كتابي !
يكفيكِ ما أعطيتُ
لا تـتـوسَـلي !
ما عدتِ من صَحبي
ولا أحبابي
لن تـتـعـبي ..
فبكلِّ سوق ٍ ثلة ٌ..
تـقـفـو خــُـطاكِ ..
فما يضيرُ غيابي ؟
امضي إليهمْ
يا فتاة َ غلافـِـهمْ ..
طــَهـّـرتُ من حبي الرخيص ِ ثيابي
لا تسْـأليني عن وعُود ٍ خــُـنـتِـها !
فـلـِـمَ السؤالُ ؟
وقد خنـقــْـتِ جَوابي !
أنا ..
من ظننتُ الناسَ مِـثـلي في الهـَوى
فأضَـعـْـتُ في دربِ الظــُـنون ِ
رِكابي !
أجبرتُ نفسي أن أحبكِ ..
مُـشـفِـقا ً !
لمـّا سَكبتِ الدمعَ مثل سَحَاب ِ
وشَـكوت ِ حتى
شـَـكّ سهمُـكِ خـَافِـقـي !
فأضَـرّ قـلبي طـبعـُـه المُـتغابي
زيـفـتُ حُسنـك ِ
كيْ أبرِرَ صَـبـْـوتي
ومَـدحتُ زورا ً.. وجهَـك ِ المتصابي !
ورَسمتُ أحلاما ً.. تشابهُ طيبتي
في أعين ٍ تعـِـدُ الـظــَما
بــسَـراب ِ
وحَملتُ حزنكِ .. فوقَ ظَهري باسمـا ً
وسَـللتُ سَـعـْـدكِ .. من صَميم عَـذابي !
ومسحتُ دمعَـك ِ
إذ ْ تحدّرَ شاكيا ً..
ولكمْ غضبتُ وما شـَرحتُ عتابي !
وسبقتُ غيري في ابتكارِ قَصَائدي
ولمن كتبتُ ؟ .. لدمية ٍ ؟ .. لتراب ِ !
جذابة ٌ..
كذابة ٌ..
رغابة ٌ..
لا تـصْـلــُحـيـن لمن سَـعَى لـِـثواب ِ
والآن عُدت ِ !
أما اكـتفيت ِ تسولا !
ماتَ الحَيـَـاءُ .. فهـلــّـلوا لمُـصـَـابي !
لاتطـرقي الأبوابَ
إن حبَـيـبـتي ..
تغـفـو مــَـلاكا ً.. في ثـرى أهـْـدابي
لا توقـظـيها
يا فديتُ نعَـاسَها ..
بجميـع ِ مَـنْ مَـرّوا على أبْـوابِي .