مرت شهور..وبقى أيام..تغير شيء!
-قد تكون مخطئاً فيما لو فكرت في ركن سيارتك في ظهيرة أحد الأيام أمام سور إحدى الثانويات, فتصطدم بكتاب رياضيات من فئة الـ 200 صفحة يسقط على سيارتك مصحوباً بـ “جزمات”, وماهي إلا ثواني حتى يخرج عليك جسد طالب ثانوي من خلف السور.
-طالب قد ضاق ذرعاً من البقاء حبيساً لإحدى مؤسسات التعليم العام, نعم حبيساً فمدارسنا لم تعد سوى “جوانتنامو” آخر لكنها بصورة مهذبة من الخارج.
-عاصرت هذه الوزارة على مدى 12 سنةً تغير فيها مسماها ثلاث مرات, وللأسف لم يتغير سوى الاسم بينما مناهج التلقين “هيّا هيّا”.
-أذكر أن أخي أتاني ذات مرة يطلب مني شرح درس له, بدأت في القراءة لأصل إلى الجزء المتعلق بأحمد و هند.”لأحذفه” بالكتاب بأقوى ما يكون وأقول له “لا تحل الواجب “.
-إحدى أهم مراحل التأسيس نفتقدها وبشدة, والنتيجة أجيال تتخرج تفتقد كل شيء, زارت أسماء هند وقالت لها … وأكمل أنت الباقي “وإنت جاي”.
-ويلام الطالب حينها على أسباب تقصيره التي هي “هم”..!.
-في كل صباح أرى طالب يحمل “بقشته” متجهاً إلى المدرسة, أحترمه جداً.. وأرحمه جداً في نفس الوقت.
-فالطالب السعودي شخص مليء بالصبر, لـ كونه لازال يتجه إلى المدرسة, ولو أن لي من الأمر شيئاً لمنحته وسام من نوع “صبر أيوب”, “وفسحة” أسبوع مجاناً.
-إذ كيف يدرس!! وهو يرى مقاطع البلوتوث التي يصورها مدرس مستهتراً بعدة أطفال هم في الحقيقة طلابه..! وتمر هذه الجريمة على الجميع.
-وفي الأخير يمنح أكثر من ربع الدرجة في تقييم الطالب وهو في الحقيقة لا يستحق درجة واحدة من الأمر.
-عبد الله زميل لي سابقاً خدمته الفرصة وبعضاُ من فيتامين واو في الدخول لكلية التربية, وهو لم يستطع تهذيب نفسه, بادلته بالسلام ليخبرني بأنه يعمل مدرساً في مكان ما!!!, ويستأذنني في الذهاب لمقهى الشيشة لأنه محتاج “كم شفطة” ليروق على دفتر التحضير فالمراقب سيأتي غداً!!, قلت له تفضل يا “أستاذ عبدالله”.
-لا يتطلب الأمر منا الكثير لنتنبأ بمستقبل أبنائنا, الذي ترعاه أيدي عبدالله وغيره, بعد أن تخلت أيدي من راحوا يغطون في سباتهم المعتاد.
-الأمر سهل, غيروا المناهج, أعطوا المدرسين ليعطوا, وابحثوا عن “عبدالله”.
-لا لا لا الأمر صعب, دعوا كل شيء من أيديكم وابحثوا عن وطني صادق, فلم تعد مصلحتهم تهمكم, كيف لا وأبنائكم يترعرعون في كنف “مدارس المملكة” بينما أبناء الآخرين “يتهجون” الحروف وهم مقبلين على المرحلة المتوسطة!!.
-خيانات تحتاج من ينتبه لها, وجرائم في حق أبناء الوطن تستحق أن “يجر” مفتعلوها للمشنقة أمام أعين الملأ.
-ويقول تربية وتعليم.. تعليم “إية اللي إنتا جاي تؤل عليه”.
أيمن الجعفري.
كاتب سعودي.
*من الإيميل*
