بائع الفل

(( بـــــــــائـــع الــــــفـل))


من يشتري الفل من يدنوا..؟! تعال هنا!!
أنا..؟ أجل أنت من ناديته حسنا..
كم ذا أُنادي .. ولا تُصغي أمن صممٍ
أذناك تشكوا .. أم كبر وبطر غنى؟!
عفواً ولكن .. ولا تُكثر بثرثرةٍ
فنحن بالسوق والأنظار ترقبنا
دعني أرى ما بهذا الكيس.. تحمله
ماذا لديك ؟! وماذا قد جلبت لنا
الفل لا شئ غير الفل أحمله
فكل ماتشتهيه الغانيات هنا
عندي ومن كل صنفٍ ما تهيمُ به
عين الملاح . وما أغرى .. وما فتنا
تأملي فيه واشتمي روائحه
روائح تُسكرُ الأرواح والبدنا
*** *** ***
وتلك ماذا ؟! مسابيحُُ مطرزةُُ
فما أردت خذي طوبى وألف هنا
والعقدُ هذا الذي لامست من "يمنٍ"
طفلُُ يخبي في أعماقه "أليمنا"
الفل عندي نديُّ في طراوته
فما احتواه ذبولُُ .. واعتراه ونى
نظمي له وانشغالي في صياغته
يكاد يأخذُ مني العمر والزمنا
أنا هنا مذ شروق الشمس سيدتي
كما ترين.. أجوب الريف والمدنا
من أجله أعبرُ الدنيا وأذرعها
فرحلة البحث عنه شقوة وظنى
الفقر والجوع بعض من مكاسبه
لكنه مهنةُُ لا تُشبهُ المهنا
*** *** ***
تخيري ما تشائي من قلائده
أمام عينيك يبدوا ظاهراً علنا
مهما تُحاولُ إقناعي بفلسفةٍ
ففل " جازان " أبهى منظراً وجنى
حباته كفصوص الدر لامعة
وكالكواكب إشراقاً ولمع سنى
من دونه تفقد الأعراس بهجتها
ويستحيل وجود الكائنات عنا
كم سافرت فيه أعمارُُ وأفئدةُُ
فالحب للفل شئُ من طبيعتنا
أُريدُ فلاًّ " قريشياً " إذا عبقت
اشذاؤوه نبهت ما في دمي سكنا
*** *** ***
"الكبش" هذا بكم قل لي سآخذه
عجّل عليّ فميعادُ الزفافِ دنا
وكيف بالله أبدوا حين البسه
وأطرقت خجلاً . ماذا أقول أنا!!
دعي مجادلتي بالسعر سيدتي
ففي القناعة قالوا للنفوس غنى
فقيمة الفل أسمى في تصّورها
تفضلي والبسي لن أقبض الثمنا
لن يشتكي الفل بعد اليوم غربته
أمسى يُعانقُ في أحضانك الوطنا ....




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ


شعر الأستاذ الأديب / محمد جبريل العكام (( بـــديع الأثـــل ))

تسلم أخوي على الطرح الجميل