من لا يتعامل مع التقنية.. أمي(الوسائل الالكترونيه)

عميد كلية الحاسب الآلي بجامعة أم القرى أ.د. محمد الصالح:من لا يتعامل مع التقنية.. أمي!

أصبحت الوسائل الالكترونية الحديثة تمس الحياة اليومية للإنسان بشكل مباشر سواء كان ذلك في مجالات العمل المختلفة أو في شتّى الأمور الحياتية الأخرى، ولذا كان التدريب على تقنية الحاسب الآلي من ضروريات هذا العصر الذي يطلق عليه عصر المعلومات نتيجة للتقدم السريع والمتنامي في تقنيات المعلومات والحاسب الآلي وكلية الحاسب الآلي بجامعة أم القرى من أهم الكليات التي تسهم بشكل كبير في إعداد الكوادر البشرية المؤهلة لسد حاجات سوق العمل التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على التقنيات الحديثة، لهذا كان لنا هذا حوار مع عميد كلية الحاسب الآلي بجامعة أم القرى الأستاذ الدكتور محمد عبد الله عثمان الصالح فإلى تفاصيل الحوار:
فرص العمل
* ما رأيكم في فرص العمل المتاحة أمام خريجي الكلية؟
- فرص العمل أمام الخريجين كثيرة ومتنوعة سواء في القطاع العام أو الخاص وذلك لوجود ثلاثة أقسام بالكلية وبالتالي فمجال العمل أمامهم واسع وبعضهم يحظى بفرص جيدة جداً في القطاع الحكومي مع الاتجاه نحو الحكومة الالكترونية وتقنية المعلومات في القطاعات المختلفة.
* إلى أي مدى يؤثر تطبيق برامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي في توفير فرص العمل أمام خريجي الكلية؟
- هذه البرامج لا تعني التخصص فهي تهدف إلى تحفيز غير الدارسين لمجال الحاسب الآلي فهي شيء ثانوي يمد الدارسين بمبادىء بسيطة في التعامل مع الحاسب الآلي. وطالب الحاسب الآلي ليس لديه أي مشكلة في الحصول عليها لأن شهادة البكالوريوس تعني التخصص في هذا المجال والتمكن منه.

أسباب البطالة
* هناك كثير من خريجي الكلية يعانون البطالة في مناطق معينة بالمملكة ما تفسيركم لذلك؟
- هم كثيرون ففي مناطق معينة قد تكون ميكنة الأجهزة الحكومية لم تصل لذروتها بعد، فمعظم الخريجين يتطلعون للعمل في القطاع الحكومي ولا يوجد في الحكومة أو القطاع الخاص هذه التقنيات الحديثة فهي تكتفي بالتعاقد مع شركات خاصة تعمل في هذا القطاع ولكن هناك مجالات عمل أخرى في شركات الاتصالات المنتشرة حالياً وكذلك مراكز تقنية المعلومات بوزارة الداخلية، وبالنسبة للطالبات كان مجال العمل صعباً ولكن الآن هناك فرص وظيفية تمكنهن من أداء العمل من داخل المنزل وبالتالي ففرص العمل جيدة إلا إذا كان هناك نوع من التحفظات كالرغبة في العمل في القطاع الحكومي أو في مؤسسة معينة.

نشر التكنولوجيا
* ما الدور الخدمي الذي تقدمه الكلية للمساهمة في محو الأمية التكنولوجية سواء لدى طلاب الجامعة أو باقي أفراد المجتمع؟
- الكلية تحرص دائماً على هذا النوع من التوعية من خلال إعطاء دورات تدريبية مختلفة إما أثناء العام الدراسي أو خلال الإجازات الصيفية وهي متاحة للجميع وعن طريق هذه الدورات نستطيع المساهمة في محو الأمية التكنولوجية ورسوم هذه الدورات رمزية وأيضاً لمحو الأمية التقنية لا بد أن يعي الأفراد أن التعاملات أصبحت إلكترونية بدءاً من التعاملات الشخصية فلا بد أن يلم الشخص بكيفية التعامل مع هذه التقنيات أرى أن كثيراً من فئات المجتمع مقدمة على ذلك فكثير من الطلاب في المراحل الأولية تكون لديهم قدرات وخلفيات سابقة في تقنية المعلومات والحاسب وهذا يعكس تعاملات سابقة مع التقنيات الحديثة.

حول الابتعاث
* هل لديكم برامج للابتعاث حدثنا عنها بإيجاز؟
- لدينا برامج للابتعاث فبمجرد حصول الكادر الأكاديمي على معدلات تراكمية جيدة يتقدم الطالب للعمل كمعيد بالقسم بعد اجتيازه الاختبارات الشخصية ويمكث بالقسم لمدة عام أو عامين لمعرفة متطلبات القسم، ثم يبتعث لدراسة الماجستير والدكتوراه، لدينا إلى الآن اثنان وعشرون طالباً وطالبة مبتعثون للدراسة في مجالات هندسة الحاسب وعلوم الحاسب. وكذلك هناك بعثات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - وأيضاً بعثات تقدمها مؤسسات وشركات لكي يلم الطالب بأهدافها ومجالات عملها في هذه التقنيات الحديثة.

شكاوي الانترنت
* مع التزايد المستمر في أعداد مستخدمي الإنترنت ظهرت بعض الشكاوى من ارتفاع تكلفة هذه الخدمة مع وجود أعطال مستمرة بها في بعض المناطق، كيف ترون ذلك؟
- هذه قضية تقنية أرى أنها قد ترجع إلى وجود ذروة في الاتصالات في بعض المناطق وبالتالي يحدث ضغط على الشبكة وهذا سبب حدوث بعض الأعطال أحيانا ولكنه يعكس وجود اتجاه عام للمجتمع نحو التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ولابد أن نفخر بوجود هذا الاتجاه ولهذا يجب أن تبذل الجهود لتتلاءم الخدمة مع التزايد المستمر في أعداد مستخدمي هذه التقنيات ولكن بشكل عام فمستوى الخدمة المقدمة جيد ومتلائم مع المستوى المطلوب لتحقيق دفعة تكنولوجية خاصة مع وجود تنافس بين شركات الاتصالات المختلفة التي تسعى لاستقطاب مستهلكين جدد وهذا يصب في مصلحة المستهلك فالتكلفة أصبحت مقبولة نوعا ما لذوي الدخول المتوسطة وهناك أيضا الكروت التي أصبحت تستخدم وتقدم خدمة جيدة بأسعار مناسبة.

المستقبل مطمئن
* وماذا عن توقعاتكم للمستقبل في ضوء التطور المتنامي الذي تشهده هذه التقنيات الحديثة في العالم كله؟
- هذا أمر بديهي جدا فالإنسان يدرك الأهمية الكبيرة لهذه التكنولوجيا فيما يتعلق به شخصيا فهو مرتبط بها في أداء متطلباته اليومية مثل دفع الفواتير المختلفة عبر الإنترنت، فالإنسان الذي لا يتعامل مع هذه التقنيات إلى الآن حكم على نفسه بالأمية ففي المستقبل القريب لن يستطيع أي إنسان إدارة أعماله الشخصية ما لم يكن لديه معرفة بكيفية استخدام الحاسب الآلي وأجهزة الاتصال الاخرى، والتعليم يسير في هذا الاتجاه حالياً. فحكومتنا الرشيدة تسعى لربط التعليم بالتقنيات الحديثة فالطلاب يستخدمونه في المراحل التعليمية الأولى وكذلك التعليم العالي، فهي متاحة في معظم الجامعات في المملكة وهذه جميعها مؤشرات لمستقبل أفضل ودليل على النظرة الثاقبة، فالتقنيات الحديثة وسيلة مهمة للرقي بالمجتمع وما تصبو إليه الدولة من تقدم ورقي وتطلع للوقوف في مصاف الدول المتقدمة.