مخالفات مع بداية العام الهجري

مخالفات مع بداية العام الهجري


أ.د. أحمد بن عبدالله الباتلي** أستاذ بقسم السنَّة وعلومها



مع بداية كل عام هجري يتبادل بعض الناس التهاني بحلول العام، بل وتكثر رسائل الجوال بالعبارات والمواعظ بالحرص على طي صحيفة العام بالأعمال الصالحة!!!
وينبغي التنبه إلى أنه لا تشرع التهنئة بالعام الهجري؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - وهم أحرص الناس على اتباع هديه، بل قد يكون في ذلك تشبه بالنصارى بالتهنئة برأس السنة الميلادية.
ويظن بعض الناس أن هذه التهاني والنصائح من العادات وليست من العبادات، ولكن يقال يخشى أن يظن من لا يعلم أن تلك عبادات يتقرَّب بها إلى الله تعالى. فتكون حينئذٍ من البدع المحدثات.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد" متفق عليه. وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
وقد يقول قائل: إن هذه من الأمور الحسنة، فيقال لهم: ليس كل حسن مشروع، قال ابن عمر رضي الله عنهما: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" رواه اللالكائي بسند صحيح. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "العبادات مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع" مجموع الفتاوى 22/0150.
ويقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله -: "وأصل البدع قائمة على الاستحسان، وليس كل ما يستحنه الإنسان بعقله يكون حسناً، وإن كان جنسه حسناً، وبعض الأمور وإن لم تكن بدعاً كانت وسيلة إلى بدعة، أو مُقربة البدعة البيّنة. فالواجب الحذر" ا هـ. مجلة الدعوة العدد 3212 ص04 في 71/21/8241هـ.
وأيضاً فالقول بأن صحيفة الأعمال تطوى في نهاية العام يحتاج لدليل، وصحائف الأعمال إنما تطوى بالموت، وتنشر يوم القيامة عند الحساب لقوله تعالى: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } [التكوير: 10] .
وليس للإنسان إلا صحيفة واحدة تُطوى عند وفاته. ولذا قال الحسن البصري رحمه الله: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً". وعلى القول بأن صحيفة الأعمال تُطوى كل عام في محرَّم، فمن المعلوم أن التاريخ الهجري لم يتخذ إلا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه واتفق الصحابة على جعل محرَّم هو أول الشهور، والتأريخ بسنة الهجرة النبوية.
فياا تُرى متى كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري!!
والواجب على كل مسلم أن يحمد الله عزَّ وجلّ إذ بارك في عمره، وليسأله حُسن العمل لقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من طال عمره، وحسنُ عمله" رواه أحمد 4/852.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: "يا سعد إن كُنت خُلقت لجنة فما طال من عمرك أو حسن من عملك فهو خير لك" رواه أحمد 5/762.
وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمن يُعمر في الإسلام لتسبيحه، وتكبيره، وتهليله. رواه النسائي، وصححه الألباني.
فالحمد لله الذي بلغنا هذا العام. ونسأله التوفيق للأعمال الصالحة في كل عام إنه سميع مجيب.

وليس للإنسان إلا صحيفة واحدة تُطوى عند وفاته. ولذا قال الحسن البصري رحمه الله: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً". وعلى القول بأن صحيفة الأعمال تُطوى كل عام في محرَّم، فمن المعلوم أن التاريخ الهجري لم يتخذ إلا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه واتفق الصحابة على جعل محرَّم هو أول الشهور، والتأريخ بسنة الهجرة النبوية.
فياا تُرى متى كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري!!
************
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذه النصائح الجميلة جعلها الله في موازين حسناتك

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليتيم 1

وليس للإنسان إلا صحيفة واحدة تُطوى عند وفاته. ولذا قال الحسن البصري رحمه الله: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً". وعلى القول بأن صحيفة الأعمال تُطوى كل عام في محرَّم، فمن المعلوم أن التاريخ الهجري لم يتخذ إلا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه واتفق الصحابة على جعل محرَّم هو أول الشهور، والتأريخ بسنة الهجرة النبوية.
فياا تُرى متى كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري!!
************
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذه النصائح الجميلة جعلها الله في موازين حسناتك

---

اخي اليتيم بارك الله فيك .وأشكرك على المرور