الحضن الأخير - على لسان شهيدة فلسطينية
الحضن الأخير - على لسان شهيدة فلسطينية
أماه إنني كما ترين
في خندق ٍ
خوى الرصاص من حقيبتي
ولم أجدْ.......!
سواي في حقيبتي
قذفتها
ولم أطق لهيب الانتظار
فالانتظار عارْ
ما الانتظار عندما
يهان كل ما أري
و ما الحياة عندما
يدوسنا كل الورى
ما زرتُ حجركِ الحنونَ
لو خذلتُ قدسنا
و ديننا
و أرضنا
فلتقتلي التلفازَ و المذياع َ
و اسمعي لنا.
دعي الكلام
مايعيبنا
.
.........إذن.....!!
يعيبنا...
أماه قبليني
في الرسم في الجدار
و قبلي أخى
و قبلي الأطفالَ في شوارعِ المدينة
و كفكفي دموعك السخينة
كما أنا ....
فجهزي العشاء كل ليلة ٍ
و جهزي.الفراش كل ليلة ٍ
أماه..........................,,,,,
قد يهزني
بأنني
رحلت ُ دونَ قبلة ِ الوداع ْ
فسامحى فؤادك ِالمكلل ِّ
لطالما رقيتني.........
لطالما صنعتِ ليْ التمائم ْ
صغيرة ً
.........كبيرةً
وها أنا......
نزعتُ عنيَ التمائم ْ
كفرت كل رقية رقيتني
أحبها
و إنما....
أحب ضحكة الطفولة ْ
أحب راية طويلة ْ
أماه خضبي يدك....
بذلك الدم المراق ْ
فــإنه فؤادكِ
دم ٌ يسح ُّ من وريدك ِ
فإنه فؤادك ِ
اضاء ما لثمتِ من جبينه ْ
تصيبه ارتعاشةٌ
اذا هوت دموعكِ السخينة ْ
تقضهُ.
عسى يغير السكينة
تصيبه ارتعاشة
اذا هوت دموعكِ السخينة
عليه في توسل ٍ
.
....
لأنها
هوت على حنينه ْ
أماه خضبي يدك
بذلك الدم المراق
فإنه فؤادكِ
فإنه ........
دعاءُ فجر ِ كل ليلة ٍ
فإنه..... انتظار عودة الحبيبْ
فإنه..... العناقُ... الاشتياق ْ
و إنه الفراقُ.... الاحتراق ْ
أماه ........
أعلم انفرادك ِ
ووحشة المبيت في.....
مواطن التذكر ِ
فمنظر الفراش خاليا به
......شديد
و جثة المكان ساكنا ....
......تميتُ كل عيد
كئيبة ٌ مناظرُ المقاعد ِ
و غصة ٌ جوانب ُ الموائد ِ
جهنم ٌ......تأتي مع المساء ْ
الموتُ.....و العواء ْ
تبكينَ ثم توترينَ بالدعاء ْ
و نام كل قائد ٍ
فأرهقَ الوسائدْ
لكنما ....
علت مآذن المساجد ْ
أماه خضبي يدكْ
بذلك الدم المراق ْ
غداً يضوعُ في دروبنا عبيره
يداعب الضفائر..... الطفولة ْ
و يجهد الحكاية الطويلة ْ
حتى تجيبه التحية
ْ
مشاكس ٌ
يلهو بكل ما يطاله
يجري إليك ...
.
.............يرتمى بحضنكِ
وتضحكين ثــَـمَّ ضحكة ً عميقة ً
و تحضنينه ْ
أماه...
احضنيني.....
و شددي العناق ْ
و شددي و شددي
فذاك حضنك الاخير ْ
و شددي و شددي
صغيرك ال...........صغير ْ
أماه لا تألمي
أماه لا تكلمي
سوى الدعاء و الترحم ِ
بحق وحشة المساء ْ
بحق الاحتراق ْ
بحق طفلك الصغيرْ
بحق كل ما يراق ْ
بحق ذلك الفؤادْ
أماه لا تفاوضي
أماه لا تفرطي
فلا يحرر الوطن ْ...؟؟
بالبيع و الشراء
أماه لا يحرر الوطن ْ....؟؟
سوى الدماء تستجيب للدماء ْ
أماه خضبي يدك
بذلك الدم المراق ْ
فإنه خضابنا
وكلنا تخضبت يداه
لتطبعيها بين خطي العلم
لتطبعيها فوق حائط الحرم
إلى جوار إخوتي
غدا ً نعود كلنا
على رؤوس الفاتحين
و أرتمي بحضنك الحنون
فعانقي أو الثمي الجبين
أو اسمحي لدمعك السخين
أماه جهزي الفراش كل ليلةٍ...
أماه جهزي العشاء كل ليلةٍ ......
فربما غداً أعود ْ
فهل
أبيت
دونما
عشااااااااءْ ........؟؟؟؟؟
سامي عبد الرحمن
