عرض للطباعة
بعد مُشاهدتي لمكالمة الشيخ محمد العريفي على أهل غزّة
بادرتُ بالإتصال عليهم ودقات قلبي في تزايُد
خوفًا أن يقع اتصالي بين صراخات الأطفال ونحيب الامّهات
أتصلتُ وأنا أدعي
اللهم سلّم سلّم
هُنا سيكون المكان للتواصل مع إخواننا في غزّة
وكلٌ منا يسرد لنا الحوار الذي أدرهُ معهم
أرجوكم لا تبخلوا بإتصالكم
فإن لكم من الاجر الكثير الكثير
المكالمة الأولى
ردّت طفلة صغيرة ومن ثم امرأة كبيرة
قلتُ السلام عليكم نحن إخوانكم في السعودية نُريد أن نعرف ما هي أوضاعُكم وكيف أنتم مع هذا الغزو
ردّت بنبرة حزية "نحن بخير الحمدلله مع السلامة"
وكأن في داخلها الكثير ولكنّها آثرت الصمت
لم أكلّف عليها حتى لا أزيدها ألماً وقلت مع السلامة وأقفلت الخط
الله كم أنت جميل إجتياح
حقيقة لم أبادر بالإتصال بهم
لكننا لانجهل حالهم
ان كنا نقصد مواساتهم
فقد يتلقون ضربة من العدو وانت تواسيهم
فأين المواساة الحقيقيه .
ولاحول لنا ولاقوة إلا دعاء الله لهم .
........
فلم نسرد مادار خلال دقيقة قد يملؤها البكاء
والشاشات تسرد ثلاثة عشر يوما باكيه بأكملها .
دمت محبا
المكالمة الثانية
ردتّ فتاة فقلت لها نحن إخوانكم في السعودية نود أن نتطمئنّ عليكم وعلى أحوالكم
بادرتها بالسؤال/ كيف أنتم مع القصف
قالت الحمد لله أنا وعائلتي لم يُصب منّا احد ولله الحمد ولكن الكهرباء مقطوعه منذ ما يُقارب الأسبوع تقريبا
ومن ثم سالتني/هل تُشاهد ما يحدث عبر التلفزيون
قلت لها نعم نُشاهد
ونحن هُنا ندعوا لكم في كل صلواتنا وقلوبنا معكم
ومن ثم سالتها/ من أي مُحافظة أنتِ وحدّثيني عن الأوضاع الآن وأي المناطق هي أكثرتضرراً
ردت وكأنها تريد أن تجمع كلَّ الكلام لتوصله لنا
قالت أنا أكلمك من غزّة والكهرباء مقطوعة لا نرى النور إلا في الصباح
وقالت لا أعلم أي المناطق أكثر تضرراً وكأنها لم تخرج من بيتهم منذ بداية القصف
هدّاتها وقلت لها نحنُ معكم بقلوبنا ودعائنا
قالت لا نريدُ منكم إلا الدعاء
قلت لها نحن ندعوا لكم في كل الأوقات أن ينصركم الله عليهم ومن ثم أنهيتُ المكالمة
فاروقاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاروق
صدقني لن تندم
صحيح ان البعض منّا ينظر إليها وانها مجرّد مكالمة لا تسمن ولا تُغني من جوع
ولكن على العكس
فعندما تسمع لهم وهم يصفوا لك الحال تشعر بأن معنوياتهم أرتفعت
تشعر وأنهم وجدوا طعم الأمان
تشعر وكأنهم ينتظرون لهذه المكالمة منذُ زمن
صدقني لن نتدم
لن تندم أبداً
المكالمة الثالثة
ويا الله من المكالمة الثالثة
تداخلت الخطوط
كنتُ أسمع اثنين يتحادثان
لم أُغلق الخط
حاولت أن أعرف حول ماذا يدور الحوار
أول ما بدأت أسمع هو "خلّ المسألة إنسانية"
وبعد ذلك اتضحت لي الأمور
كان الحوار بين رجلين أحدهما من صوته وكأنه على مشارف الأربعين والآخر في العقد الثالث
الأربعيني صاحب جوال وجواله مفصول عن الخدمة واتصل على خدمة العملاء لطلب إعادة الخدمة مؤقتاً
والثلاثني موظف في شركة الجوال
إليكم ما سمعت
قال الأربعيني"خلّي المسألة انسانية يا أخي الآن لو أصاب القصف بيتي وأصيب واحد من العائلة ايش بسوي "
الموظف "يا أخي أنا ما أقدر أسويلك أي شي , عليك فاتورة لازم تسددها"
الأربعيني"أنت تعرف إن كل الشبكات تعطّلت مع القصف وما بقي إلا شبكة الجوال الي هي تبعكم وإنت عارف الوضع الآن"
الموظف "يا أخي أنا ما أقدر أسويلك أي شي "
طبعًا لم يملك الأربعيني أعصابة فقال"شوف إنشالله صاوح يضرب شبكة الجوال تبعكم وينقطع كل الإرسال"
الموظف"هذا رأيك يا اخي"
الأربعيني"طيب يا سيدي إنت شاب فيك الخير مع السلامة"
وانتهت المكالمة ومن ثم أقفلت الخط
اتصلت مرات عدّة على نفس الرقم يتم الرد ولكن بدون صوت
معكم الله يا أهل غزة