گيف اعترك الغرب مع الگنيسة؟
گيف اعترك الغرب مع الگنيسة؟ *بقلم أ. د. نعمان السامرائي
من طبيعة (الأحياء) كافة حصول التجديد والتغيير، خلايا تموت وأخرى تولد، أوراق تتساقط وبراعم تتفتح، أفراد تولد وشيوخ تموت، هذه من سنن الحياة التي لا يستطيع الإنسان أن يغيرها..
ولعلَّ مما يتصل بسنّة التجديد والتغيير أن الهدم أسهل كثيراً من البناء، إن بناء عمارة أو مطار أو جسر يتطلب الكثير من الجهد والوقت، لكن هدم عمارة أو إزالة جسر أو مطار يتطلب جهداً أقل وزمناً أقل، وتدمير القديم يتطلب رسم وتحديد الجديد، ولكن أن نهدم ثم نعجز عن بناء جديد مكانه فتلك (قمة الفشل)..
ويتضح الأمر في الأخلاق والأعراف الاجتماعية، د. برهان غليون عالم الاجتماع السوري الأصل والفرنسي الجنسية والأستاذ بجامعة السوربون يقول(1):
إن فهم (الأزمة الأخلاقية) التي يعيشها المجتمع العربي، والتي تتجسد - بنظرنا - في (عجز التحديث) عن تقديم إمكانية لقيام (أخلاق عقلية)، في الوقت الذي يجري تدمير (السند الديني) للأخلاق، وذلك راجع إلى أسباب نابعة من (طبيعة الحوادث) نفسها، إلى أسباب أخرى نابعة من الثقافة العربية، ومن العلاقة التي تربط بين الدين والمجتمع.. وهكذا عكس ما حصل في الغرب، فقد نجح الإسلام - منذ أيامه الأولى - في أن يوحِّد بين الدين كمصدر لأخلاق فردية خاصة وبين الشريعة كمصدر لنظام (اجتماعي سياسي مدني)، ولعلَّ ذلك راجع إلى أن الإسلام استطاع منذ البداية أن يوفق بين حاجات (الحرية الشخصية) وبين حاجات (بناء السلطة)، لذا لم يضطر إلى إحداث قطيعة بينهما، وهكذا تطورت وبشكل موازٍ، ودون تناقض يذكر بين النزعات الروحية مع المنظومة (الفقهية) التي حاولت أن تستوعب التغييرات الاجتماعية وتفتح الباب للتأويل والتفسير والاجتهاد العقلي، وباختصار: لم يحصل في هذه التجربة ما يدعو للفصل العميق بين الجهد العقلي الإنساني الروحي وبين الوحي الإلهي، بل اعتبر هذا الجهد متمماً للآخر وموافقاً له، ومن هنا استنتج المسلمون أن الإسلام (دين ودنيا).
والواقع أن الأديان - بشكل عام - لا تختلف فيما بينها حول الاهتمام بالروحي والمادي، بالفرد والمجموع معاً، ولكن مضمون (التجربة الإسلامية الأساس) هو النجاح حتى وقت قريب في التوفيق بين مقتضيات (الدين والدنيا)، أي في تطوير القضايا الأخلاقية والسياسية والقانونية، التي تواجه (الجماعة المدنية)، على قاعدة من (السند الديني)، ولم يضطر من أجل تحقيق مكتسبات مدنية، إلى التخلص من الدين، أو (شن حرب شاملة عليه) - كما حصل في المجتمع الغربي - ولذا لم تظهر (العلمانية) كمطلب أساس في أيديولوجية التقدم الحديث... اهـ
تصور واضح للفرق بيننا وبين الغرب، ولماذا احتاج الغرب إلى العلمانية والمعركة الساخنة مع الكنيسة ورجالها، ولماذا لم يحصل ذلك عندنا... في الغرب تحتكر الكنيسة ورجالها فهم الدين وتفسيره، لذا عرف الغرب (صكوك الغفران) وفتح مكتب (عقاري) وبيع أراضٍ في الجنة وقبض الثمن في الدنيا.
البعض يعمل (قياساً) فما حصل مع الدين ورجاله في الغرب يجب أن يحصل عندنا وفق (القياس المعروف) البقرة تتنفس وأنت كذلك فأنت بقرة أو هي إنسان لأنها تتنفس كذلك..
رد: گيف اعترك الغرب مع الگنيسة؟
اصبحت الكنسيه لا تمثل ثقل دينيا لدى الغرب وما نراه من سيطرت المادية والعلمانية وتحقيق المصالح الخاصة على العامه اكبردليل على ذلك .
اشكرك عزيزي على ايصال مثل هذه الطرح الجميل
رد: گيف اعترك الغرب مع الگنيسة؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزم الظامي
اصبحت الكنسيه لا تمثل ثقل دينيا لدى الغرب وما نراه من سيطرت المادية والعلمانية وتحقيق المصالح الخاصة على العامه اكبردليل على ذلك .
اشكرك عزيزي على ايصال مثل هذه الطرح الجميل
اخي المبارك جزاك الله ألف خير على الاطلاع والمرور