الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية

الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المعتاز*

منهج السلف الصالح ومن سار على طريقهم واتبع أثرهم من السلفيين أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. قال تعالى: { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً } [المدثر: 31] . فالعلم يقوي الإيمان، قال الله تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر: 28] .
كما يزيد الإيمان بالتقرب بالنوافل قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري، 2056 وأحمد 6/652.
ومما يزيد الإيمان التفكر في خلق الله تعالى، قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 190 - 191] .
ومما يزيد الإيمان الزكاة والصدقات الخالصة لله تعالى والتي تزكي الروح والقلب والنفس وتطهرها، قال الله تعالى:{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة: 103] .
ومن ذلك الصلاة الخاشعة المتبعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } [العنكبوت: 45] .
ومن ذلك الصيام لله تعالى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً). متفق عليه البخاري 0482 ومسلم 3511 من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ومما يزيد الإيمان .. الذكر المستمر لله تعالى بحضور قلب قال الله تعالى: { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد: 28]، إن الذكر بحضور قلب يورث محبة الله وزيادة الإيمان ويطرد الشيطان ويورث الإنابة والخشوع ويقرب إلى المحبوب ويحط الخطايا والذنوب ويرقق القلوب وتحصل به السكينة والطمأنينة.
ومما يزيد الإيمان الورع والقناعة والزهد في الدنيا بأن تكون بيدك لا في قلبك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير دينكم الورع) رواه الحاكم 1/29 والطبراني في الأوسط 0693.
ومما يزيد الإيمان تدبر كتاب الله تعالى وقراءته بتلاوة خاشعة والعمل به وحفظه والاستشفاء به قال الله تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجه ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر) متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
ومما يزيد الإيمان الحج المبرور. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ومما يزيد الإيمان بر الوالدين فالجنة تحت أقدام الأمهات وكذا صلة الأرحام التي تزيد في العمر والرزق والإيمان، ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث يكسب الآمر والناهي أجور من اتبعه دون أن ينقص من أجورهم شيئاً وكذا الخلق الحسن. قال صلى الله عليه وسلم (لتجدن أقرب الناس مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون).
وكل عبادة تزيد الإيمان وكل معصية تنقصه هذا منهج السلف الصالح نسأل الله تعالى زيادة الإيمان والتوفيق لما يحبه ويرضاه.
وأهل السنّة والجماعة جمعوا بين التمسك بالسنّة والتمسك بالجماعة فلا تنفرد السنة عن الجماعة ولا الجماعة عن السنة فلا بد من الاتباع وكذا الاجتماع، قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] ، فيد الله مع الجماعة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكون الاجتماع على كتاب الله تعالى وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرقة وبيَّن أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة وأن النصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. وهي ما كانت على مثل ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وقد كان العرب قبل الإسلام في فرقة وتشتت وجاهلية وعنصريات قبلية حتى جاء الإسلام فوحد بينهم، قال الله تعالى: { وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [آل عمران: 103] .
فأمة الإسلام أمة واحدة لا فرق بين أفرادها إلا بالتقوى قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء: 92] .
وشعائر الإسلام في الصلاة والصيام والحج كلها تمثل الجماعة وصلاة الجمعة والجماعة تمثل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) رواه مسلم 9962 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد ندد الإسلام على من خرج عن الجماعة وعن طاعة ولي الأمر وعن إمام المسلمين وعن العلماء العاملين وأمر بقتل من خرج عن الجماعة وبيَّن أنه في النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عرفجة بن شريح الأشجعي رضي الله عنه (من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه) رواه مسلم 2581. إن الاجتماع يكون بين أهل العقيدة الصحيحة والاعتصام يكون بحبل الله المتين، أما اجتماع صاحب العقيدة السليمة مع أهل الفرق والشيع والخرافات والبدع فليس مطلوباً وليس منهجاً للسلفيين، لأن الله تعالى يقول: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } [آل عمران: 103] ، فأمر أن يكون الاعتصام والاجتماع بحبل الله تعالى وهو التوحيد، فمن كان موحداً مهما كان عنده من أخطاء فهو اخونا نجتمع معه بالتوحيد الخالص ونناصحه فيما عدا ذلك، أما من كان مشركاً أو كافراً أو مبتدعاً بدعة مكفرة أو منافقاً فقد قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4] .
(إن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)حديث رواه الترمذي 5112 وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). متفق عليه.
إن الاجتماع منهج أهل التوحيد لذا فرضت صلاة الجماعة وهم رسول الله تعالى باحراق بيوت المتخلفين عنها بالنار لولا وجود النساء والأطفال فيها إن الجلساء المجتمعين على الخير لا يشقى جليسهم كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه وإن في الاجتماع القوة والعزة والمنعة والترابط والبركة وإن في الفرقة الضعف والهوان والفشل والتنازع وذهاب الريح.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
فإذا افترقن تكسرت أفرادا

بارك الله فيك أخي عبدربه ونفع بك

وأسأل الله أن يزيد إيماننا ويثبتنا بالقول الصالح في الدنيا والآخرة

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

إن الاجتماع منهج أهل التوحيد لذا فرضت صلاة الجماعة وهم رسول الله تعالى باحراق بيوت المتخلفين عنها بالنار لولا وجود النساء والأطفال فيها إن الجلساء المجتمعين على الخير لا يشقى جليسهم كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه وإن في الاجتماع القوة والعزة والمنعة والترابط والبركة وإن في الفرقة الضعف والهوان والفشل والتنازع وذهاب الريح.
*****
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يهدينا صراطه المستقيم
حفظك الله وبارك فيك أخي الفاضل

بارك الله فيك على هذا الطرح
وجزاك الله خير على النقل المفيد والقيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله