إنّي أبحث عنّي...

بين ردهات الروح أتمشى ... وعلى عتبات فكري اتكأ لأسأل ذاتي ذات السؤال عن "أنـا"
أي أنا تراني أنا ؟ هل أنا الذي سماني أبي باسمي المفضل لديه ، وحرص على أن أكون ناجحا في حياتي فوجدتني في نهاية المطاف مأزوما بالبحث عني؟
هل أنا الذي عاتبني مرة خالي وعلمني سلوك الأدب في المجالس، ووافقه عمي وأخي الأكبر، ليحددوا لي سلفا كيف أتناول كوب عصير.؟ أتراهم كانوا صادقين أم كانوا يبحثون عن ما يجعل الناس يقولون عني مؤدبا؟
كثير من حولك يظهرون الحرص عليك وهم آخيرا لا يحرصون الا على ما تمثله منهم ولهم فقط...

ترى كيف لي أن أضع حدا لما يريدني عليه من حولي ولما أريده لنفسي أنا

ثم تبا لي .. أتراني أدري أي شئ أريد أن أكون.. هل أنا الذي أريده هو الذي منحني شيخي صورة له حين كان يحفظني القرآن ويرسم لي الدنيا كواحة تسكنها العصافير وأنا...

أم أنا الذي زخرفه لي ذلك الصديق الوغد وهو يحدثني أنني أنفع كحجر زاوية في مشروعه الفكري...

ثم تبا لي... وحتى حين أدوس العشرين سنة الآن مازلت لا أقوى على تعريف ذاتي ونهاياتي ومآلاتي وكل خيالاتي...

سلوكي.... معارفي....أصدقائي ... كتبي التي أقرأها....حتى ما أطلبه من النادلة البريئة باملاءات خارجية وتدخلات سافرة

أتراني منظمة ارهابية؟ أم كنزا وافرا ؟ أم مؤهلا لخلافة أوباما حتى يتقاطع فضول العالم كله ليشكل حياتي..

انقلعوا جميعا من حياتي... اخرجوا من تركيبة افكاري ... غادروا سلوكي .. انسلخوا من طريقة تفكيري ... اغربوا عن وجه طموحاتي..لأكون أنا

ثم تبا لي..حتى ما أريد أن أكون أراه بدا كردة فعل لتطليقكم... فأصبحتم أخرى تؤثرون عليّ ... سحقا

أكاد أجن ّ ولم يزل بحثي عنيَ قائما .......

أعجبني اسلوبك الرائع والراقي وطريقة التنقل من صورة إلى اخرى بسلاسة وكذلك المفردة الجميلة البعيدة عن الإبتذال... والنهاية الأروع.. والفكرة المميزة.. تحياتي واحترامي ياااا أنا..

أثناء البحث عنك فالتفرح كثيراً ولتحزن قليلاً..
لأنهم أيضاً بلا ملامح ثابته ..
إنهم مهووسون بالبحث " عن أنا "
استمر في رحلتك عنك ..!
ولاتقل (جئت ولم أجدني )

أنـــا .. تباً لي لا لك ..

تعجبني منذ الوهلة الأولى .. واختلفنا .. وووو .. ثم تبقى أنـــا

فهل أنت أنـــا ..

عندي سؤال لك :/ لم تحاول الإثبات للجميع أنك ذاك الشخص الذي في كل ماكتبت منذ أول موضوع لك إلى الآن ؟

لم لا تكن من نراه نحن .. لا من تراه .. ولا من تريد أن ترينا إياه .

لا تقلّعهم يـ أنــــا .. فقد تحتاج لهم حين يأتي اليوم الذي تتمتم فيه بما لاتعرف ..

أخي الفاضل ( انا ) تحية عطرة
واسعد الله اوقاتك بالخير والمسرات
جميل جدا أن نرى كل منا وقد رسم الخط والطريق المناسب لحياته مستقبلا
معتمدا على توفيق الله أولا وأخيرا ثم ما يراه مناسبا له وتركيبته النفسية
وطوحه وآماله وامنياته وأحلامه وقدراته .
يا عزيزي ما زال الكثير منا يعيش في حيرة مع نفسه ويصعب عليه اتخاذ
القرار وتحديد المصير في كثير من الأمور ، فنجد التدخلات الخارجية تاتي
من الجميع وكأنها إلقاء أوامر وليست مشورة وطلب راي الآخرين
اصدقك القول علينا أن نتشاور غيرنا ونسمع منهم وناخذ آرائهم
( فما خاب من استشار ) ولكن علينا في النهاية أن نتخذ قراراتنا
على ضوء ما تمليه علينا ضمائرنا وحسب رغباتنا وأن نجمع
بين رغبتنا الذاتية وبين الرأي الحق إذا جاء من اشخاص
نثق في عقولهم وتجاربهم .
لي سؤال أخي الفاضل ( كيف نتصرف إذا زاغت بنا الأهواء واخذتنا في كل مأخذ
وسيطرت علينا رغبات ونزوات النفس الأمارة بالسوء ، فهل نعمل بما تهواه الأنفس
أم نستفيد من آراء الآخرين وتجاربهم ) ؟
تحياتي وتقديري

من أنتَ يا أنا ؟ أو من أنا يا أنت ؟
لن أخاطب ( أنا ) بل سأخاطبُ ذاتي ( وأنا ) ,!
منذ أن تهادت قدميّ على الأرض , وهم يشكّلوننا كيف شاءت العادات , أو الدّين ( من زاويتهم )
كنتُ صغيراً جداً حين وجدتُ بين يديّ أول كتاب , كنتُ أتعاطاهُ في الخفاء , لأن على الغلاف صورة نزار
لاأذكر أول هديّة قدمها لي أبي , ولكن أذكر أوّل يوم أدخلني حلقة التحفيظ في العاصمة , وأذكر جيداً أنني هربتُ بعد أسبوع لأقرأ ( روايات مصريّة للجيب ) ,!
حين أدركتُ ياأنا أنني تنقاد لي الموسيقى كلمات , نظمتُ أول قصائدي وكانت دعوة للجهاد ,! ( ردّة شحن متوقعة )
بعد سنتين هجوتُ ذلك التنظيم , وبدأت حربنا الفكريّة ,!
حين نبحثُ عنّا , نرمي نرد الحظّ لنرى الأرقام ونعود للوراء في لعبة الحياة , ربما نجدُ ذواتنا في طريقٍ ما ,!

واصل البحث يا ( أنا ) ,!
الضباب يغطي المكان ,!

اعتدت على مخالفة أعراف المنتديات في الرد على كل رد وكأن القضية رد دين أو شكر لمن منحني وقته ليقرأ ما أكتب

واعتدت كذلك الا يهمني من يتفق معي ومن يختلف معي

اعتدت ايضا أن لا أحاول الغوص في القضايا التي تخلقها أفهام القراء لأنها في المحصلة ستذهب بي بعيدا عن فكرتي*

*هذا على افتراض وجود فرة أصلا

اعتدت على مواصلة البحث عني في كل حرف يخالفني وأكره دائما من يوافقني
لأن الموافقة تعني ان هناك نسخ مكررة لك بينما المخالفة تعني أنك وحيد
والوحدة خير من رفيق السوء كمايقولون وأحيانا خير من الاتحاد والهلال(الا ياسر::sa06::)

اعتدت على الكتابة ونشر الرد بدون مراجعة لأن المراجعة تعني انني افكر كثيرا في القارئ او المشرف وهذا ليس من ديدني
القارئ والمشرف هو آخر من يستحق التفكير

اعتدت على الهذيان بكل ماله علاقة بالموضوع وماليس له علاقة لأجد في أحايين كثيرة أن السذاجة تعني معرفة الأشياء البدهية والفلسفة تعني العمق ومحاولة الربط

اعتدت على شرب الشاي في الايام الساخنة والموكا في نهاية الشهر فقط والكتابة حال الشعور بأقصى درجات الضياع من العمر الهجري

اعتدت على قراءة "الوطن" لأجدني بلا وطن، و "المدينة" لأجدها خرابة و"عكاظ" لأجدها نفاقا محضا خالصا سائغا للكاذبين و"اليوم" لأجدها قبل أمس و"الجزيرة" لأجدها جريرة و"الرياض" لأجدها البوم دعايات مدفوعة الثمن ...

اعتدت على متابعة الدوري السعودي فقط لاستمتع بنزول اي شاب الى أرض الملعب ولأقرأ كل ما يكتبه مدني وخصومه، لأن هذا هو الشئ الوحيد الفريد في دوري "المنحرفين"

اعتدت على المرور بجانب مكتب الضمان الاجتماعي صباحا وظهرا فقط لأرى كم هي اللحى البيضاء والقامات الحدباء والـ"شمغ " المرمية عمدا على ظهور من قصفهم العمر وهم يبحثون عن لقمة... لقمة... قيمة سداد فاتورة...او علبة حليب لرضيعة...او ثوب لابن السادسة ليباهي زميله...

اعتدت على أشياء سيئة كثيرة وكثيرة ....

أعوذ بالله من أنا

وهل وجدت نفسك

كل حروفك وجملك ولا زلت تبحث عنك

من وجد نفسه إن كان أو سيكون فليهدي أنا كيفية البحث عن كينونة نفسه

ويحدد مداره

أنا

ابحث عن نفسك في عز ظلمة أفكارك فستجد النور الى دربك

ولا تفقده فإن فقد لن يرجع

وستضيع يا أنا كما لم تكن

فكن أنا