الخبراء يتحدثون عن السرقة عند الأطفال
الخبراء يتحدثون عن السرقة عند الأطفال
الإسلام دين عظيم يربي أبناءه على كل فضيلة ويحذرهم ويربأ بهم عن كل رذيلة... يسعى لتأسيسهم على منهج الإيمان وخلق القرآن منذ نعومة أظفارهم ليتعودوا ذلك إذا كبروا.. انظر إلى الصلاة وكيف طالبنا الحبيب [ أن نأمر بها أبناءنا وهم أبناء سبع سنين ونضربهم عليها وهم أبناء عشر ليعتادوها ويعلموا أنها شعيرة من أعظم الشعائر وكذلك غيرها من الشعائر كثير.
ولكن هذا الطفل الذي لم يصل سن التكليف بعد قد يحصل منه جنوح لسلوك مشين أو ارتكاب لشيء من الجرائم أبرزها السرقة، فما الأسباب التي تدفع الأطفال إلى السرقة؟ وكيف يكون العلاج؟ مجموعة من المشايخ والمربين والأخصائيين الاجتماعيين أثروا بآرائهم هذا الموضوع..
الأسرة والتنشئة الاجتماعية
في البداية يقول أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير عضو مجلس الشورى أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إن كون الأطفال يسرقون فهذه مشكلة ينبغي دراستها دراسة علمية ودراسة الحالات التي سجلت والحالات التي قبض عليها: دراسة أحوالهم وأوضاع أسرهم والدوافع والعوامل المرتبطة بجعلهم يسرقون.. لأن هذه الظاهرة ينبغي ألا توجد في المجتمع لأنهم صغار ولأنهم عماد المستقبل ولأن الطفل الذي يقبل على هذه الجريمة -على السرقة- وهو صغير ينذر بنشوء مجرم خطير في المستقبل، فكما يقال: إن حدث اليوم مجرم الغد وهذا السارق الصغير قد يكون لديه الاستعداد لمزيد من الجرائم الخطيرة التي تهدد المجتمع، هذا أولاً، أما ثانياً، فإن هذا الأمر يتعلق بالتنشئة الاجتماعية بالدرجة الأولى، فأين الأسرة وأين وجودها؟ فعندما يقدم الطفل على مثل هذا الأمر لابد أن يكون للأسرة أثر كبير جداً في تنشئته وفي بنائه النفسي والاجتماعي والعاطفي والعقلي حتى يكون لديه الوازع الإيماني والوازع الخلقي والحياء لأن الحياء شعبة من شعب الإيمان، فلا بد أن يربى الطفل على الحياء والذي لديه حياء لا يمكن أن يقدم على مثل هذا الأمر.
والتنشئة الأسرية مهمة وهي خط الدفاع لصد كل الآثام والشرور التي يمكن أن تحيط بالفرد ثم لا بد أيضاً من التنشئة الاجتماعية الثانية التي تقوم بها المدرسة، فالأسرة عليها مسؤولية ومسؤولية كبيرة وأيضاً المدرسة بما تعطي هذا النشء من قيم وأخلاق وتعاليم ومبادئ، إنها ليست فقط مؤسسة تقوم بالتعليم وإنما هي مؤسسة تقوم بالتعليم والتربية وممارسة الخلق والتربية في وسط مجموعة.
ويضيف الدكتور إبراهيم بن مبارك الجوير: إن هناك كذلك التنشئة الاجتماعية الثالثة التي يقوم بها المجتمع بجيرانه بمسجده بمحيطه بوسائل الضبط الاجتماعي من الشرطة والبيئة والحي والأخوة والزملاء والأقارب وأجهزة الإعلام المختلفة وهذه الأخيرة - أعني أجهزة الإعلام - قد يكون لها تأثير إيجابي قوي في عملية التوجيه والتنشئة، وقد يكون لها أيضاً تأثير سلبي في أنها تري الأطفال مجموعة من القيم والصور الخادعة والتمثيليات والمشاهد التي تصور لهم سهولة السرقة وطرقها وأساليبها مما تخفف من وقع السرقة عليهم وتيسر لهم أمرها وتحسنه في عيونهم، فيندفع هؤلاء الصغار بفرطية وعفوية إلى ممارسة ما يرونه في أجهزة الإعلام عبر أفلام الكرتون أو أفلام الفيديو أو حتى عبر الألعاب الإلكترونية التي يلعبون بها.
وينبغي أن نلاحظ أن أهم عامل في عملية سلوك الأطفال هو عامل قرناء السوء، فقرناء السوء هم أخطر وأكثر عامل له تأثير على الأطفال خاصة مرحلة المرهقة وما قبلها لأن الطفل لا يفكر بعقلانية وإنما يمارس مع أقرانه السلوك بتلقائية وتقليد عفوي ويرفض مسألة الأمر والنهي ولكنه يقوم بعملية الممارسة الفعلية مع أقرانه سواء كانت هذه الممارسة إيجابية أو ممارسة غير إيجابية من حيث إنها سلوك غير سوي يمارسه هؤلاء النشء في حياتهم مع أقرانهم، فمسألة العناية بهؤلاء الأقران ومتابعتهم وتحصينهم هي أمر في غاية الأهمية وفي غاية الضرورة. كما ينبغي أن نلاحظ أن أسلوب التربية الذي يوجه لهؤلاء الأطفال لهو على درجة كبيرة من الأهمية فلا التدليل الزائد ولا القسوة أسلوب يؤدي إلى نتيجة فاضلة في هذا الأمر.
أتصور أنه لو أخذنا عينة من هؤلاء الأطفال الذين يلجؤون إلى السرقة ودرسناهم لوجدنا أنهم تربوا تربية غير سوية سواء بالتدليل الزائد أو بالقسوة الزائدة والحرمان الذي أدى بهم إلى أن يمارسوا مثل هذا السلوك المشين، فلا بد أن نلاحظ هذا الأمر وأن نوجههم إلى التربية الصحيحة القويمة المعتدلة التي تؤدي إلى التفاهم والتعاون والحب والعطاء والثقة المتبادلة.
حب التملك والحاجة
الأستاذ علي بن صالح المقيطيب "مرشد طلابي في مدرسة الإمام أحمد بن حنبل" يقول: هناك فرق في السرقة من حيث المفهوم فمفهوم الطفل مثلاً للسرقة يرجع إلى ما يسمى بمفهوم حب التملك، فنشاهد أن الطفل في المرحلة الابتدائية في السن السادسة والسابعة والثامنة في بعض الأحيان ينظر إلى السرقة على أنها حب التملك فلو شاهد مثلاً دفتراً فيه نوع من الجاذبية فإنه يحاول الحصول عليه من زميله بأي طريق من الطرق طبعاً هو لا يعي ما يسمى بالسرقة وإنما أعجبه هذا الشيء فقام بعملية السرقة بالمفهوم العام هنا ولكن عند هذا الطفل يسمى بحب التملك، كما أوضح ذلك علماء النفس وعلماء الاجتماع لكن إذا تطورت هذه الإشكالية وتواصلت مع الطفل سنة بعد أخرى حتى يصل مرحلة المراهقة فهذا شيء خطير.
ففي مرحلة المراهقة يحب المراهق الخروج على التعليمات والسطو على بعض الأشياء، لهذا نجد أن السرقة في مفهومها المتعارف عليه في هذه المرحلة تكون أشد من مرحلة الطفولة السابقة. ويرجع ذلك إلى احتياج الفرد.
فنشاهد أحياناً الطالب يقوم بسرقات عادية مثل سرقة سندوش أو سرقة مبلغ معين من زميله وفي بعض الأحيان نجد هذا المبلغ بسيطاً كريال أو ريالين وهذه أشياء بسيطة لكنها قد تتطور فيما بعد، وتخرج لنا أشخاصاً يقومون بعملية الإجرام أو حتى الدخول في تنظيمات عصابية موجهة لعمليات سرقة مستقبلاً هذه الأشياء يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء الدراسة في المدرسة، وفي عملية التنشئة الاجتماعية والوسائل المساعدة على القضاء على هذه الظاهرة.
كما أن هناك ما يسمى بالاحتياج والاحتياج مهم للطالب، فالطالب السارق ظروفه المادية تكون صعبة جداً فيحاول بعملية السرقة أن يساير زملاءه الآخرين في الإنفاق على نفسه ولا يخفى علينا أيضاً أن الشخص في مرحلة المراهقة يريد أن يلبس أفضل الملابس، كما يتأثر بما يراه في وسائل الإعلام أو الأفراد أو الأقران الذين هم جماعة الرفاق. كل هذه أمور مساعدة على عملية السرقة لكي يجب ألا نغفل عما يسمى بالتنشئة الاجتماعية والتركيز عليها منذ مرحلة الطفولة، المرحلة الابتدائية من خلال معالجة ما يسمى حب التملك لأن هذا المسمى سيتغير إلى السرقة.
أيضاً في بعض الأحيان يمكن ألا يقام الحد الشرعي لعدم اكتمال شروط إقامته ولكن يكون هناك عقاب مثلاً معين غير العقاب البدني وخاصة في بعض المراحل الدراسية حتى يجد هذا الشخص أن هذا السلوك الذي يقوم به وهو السرقة مناف للدين الإسلامي، وينافي التعليمات الموجودة المقررة من قبل الدولة وفي بعض الأحيان النظام والتعليمات الموجودة في المدرسة لكن المشاهد لإهمال هذا الجانب فيكرر الطالب مع زملاء آخرين له، لذا يجب أن نركز على مسألة احتياج الطالب لبعض الأشياء الذي يدفعه إلى عملية السرقة كذلك الفراغ وخاصة أيام الإجازات لاسيما الطويلة فنشاهد أن السرقات تنتشر بشكل أكبر.
دور الأحداث
ويشير المقيطيب إلى دور الأحداث فيقول: إننا نشاهد الأشخاص الذين يدخلون هذه الدور بسبب السرقة لأول مرة يتأثرون بشكل أكبر، فطريقة التعامل مع هؤلاء الأحداث داخل هذه الدور قد يكون فيها نوع من التعامل الخاطئ في عملية ما يسمى بتغيير السلوك، فعلى أقل تقدير هو تخفيف أو تعديل هذا السلوك.
كما يلاحظ استخدام العقاب البدني بشكل كبير دون وضع خطط لما يسمى بالعلاج طويل الأمد، إذ يحاولون التخلص من هؤلاء الأفراد عن طريق الضرب البدني، فتجد أن هذا الشخص من خلال العقاب البدني يكون ملتزماً بالتعليمات الموجودة لفترة معينة. كل ذلك من أجل الخروج وليس أكثر أي أنه لم يكن لديه اقتناع بترك هذه العملية التي هي السرقة وإنما يكون هذا الاقتناع لفترة وجيزة للهروب من العقاب. وبعد خروجه يرجع سريعاً إلى دور الأحداث في نفس القضية أو في قضية أكبر منها.
فأنا أركز كثيراً على دور الأحداث وأطالب بأن تكون هناك خطة علاجية منظمة ومدروسة ومستعان بها في كثير من رجالات العلم والخبراء لأن العقاب البدني وحده غير مجدٍ ويمكن أن يقضي على السلوك لفترة وجيزة ولكن ليس علاجاً طويل الأمد.
أسباب جريمة السرقة
ويعدد الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش وكيل جامعة الإمام للبحث العلمي والتعليم المستمر والأستاذ بقسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومستشار معالي مدير الجامعة أسباب هذه الظاهرة في قوله: إن من أسباب الوقوع في هذه الآفة، والولوج في هذه الجريمة ما يلي:
الفقر المدقع والجهل بأن يعيش الطفل في كنف أسرة فقيرة، يسودها الجهل والأمية ويعتصرها العوز والحاجة والمسكنة، وتعمها البطالة والقصور عن العمل.
انصراف الآباء عن متابعة أولادهم، وانشغالهم بأمور دنياهم، وتدبير شؤون معاشهم.
نشأة الطفل في أسرة مفككة الأوصال، أو مهددة بالانفصال، بها رياح التشرد من كل جانب.
فقدان الأب بسبب الموت، أو السجن، وعدم وجود من يحل مكانه في الإنفاق والتوجيه والتربية.
الإفراط في تدليل الطفل، وتعويده منذ صغره على تلبية كافة احتياجاته، وتأمين سائر مستلزماته ومتطلباته، وكذلك إعطاؤه مصروفات مالية تفوق حاجته دون حساب أو تقدير. فإذا ما قصّر الأب أو الولي بعد ذلك عليه انساق وراء السرقة ولجأ إليها، لتغطية ما يشعر به من نقص أو تقصير في النفقة مما كان قد تعوّد عليه، وقد يبدأ ذلك بسرقة القليل ثم يزداد شيئاً فشيئاً إلى أن يكبر ويعظم ويتسع، فيعتادها، ويتقنن في ضروبها وسبلها، ويتعذر عليه الخلاص منها.
عدم تلبية احتياجات الأطفال المعقولة، أو التقصير في الإنفاق عليهم تقصيراً يبلغ إلى حد التقتير والشح والبخل مع يسار المنفق أو العائل وقدرته. فإن عدم المبالاة في الاستجابة لمتطلباتهم الضرورية أو الحاجية أو الكمالية المعقولة، أو عدم إعطائهم كفايتهم من المصروفات يظهرهم أمام أقرانهم وأصدقائهم بمرتبة أو منزلة أقل منهم، أو بمظهر مزرٍ غير لائق فتنتابهم العقد النفسية، وربما أدّى بهم ذلك إلى السرقة أو نحوها، أو الارتماء في أحضان قرناء السوء، وجلساء الشر والفساد لتغطية نفقاتهم، والتجمل أمام أصحابهم.
ضعف الوازع الديني لدى بعض الآباء والأمهات أو بعض المربين والموجهين، والاعتناء بتربية الطفل تربية مادية والإهمال أو التقصير في الجانب الديني مع أهميته وتقديمه على غيره.
علاج صور الانحراف
وحول سبل العلاج يقول د. أحمد الدريويش: لعلاج هذه الظاهرة وغيرها من صور الانحراف لدى الأطفال علينا أن نسلك في تربيتنا لأولادنا الآتي:
مراقبة الأطفال، والتعرف باستمرار على أحوالهم، ومحاولة علاج أي انحراف قد يظهر على سلوكهم منذ البداية، فالإصلاح مادام في بدايته سهل بخلاف إذا استشرى وتمكن فإنه يصعب.
الأسوة الحسنة، والقدوة الصالحة من قبل الآباء والأمهات والمربين لأطفالهم، ليتأسوا بهم، فعين الولد منذ الصغر مسلطة على والديه يراقب حركاتهما، ويرصد تصرفاتهما، لاسيما الأب. فالولد سرّ أبيه، والبنت سرّ أمها كما يقال.
اختيار الجلساء الصالحين، ومرافقة أهل الفضل والصلاح، وذوي الاستقامة في سلوكهم وتوجههم.
إشغال الطفل بتعلم كتاب الله الكريم تلاوة وحفظاً بما يتناسب وسنه وقدرته على التلاوة والحفظ.
الاعتناء بتربية الطفل تربية شاملة روحية وعقلية وبدنية واجتماعية وعدم طغيان جانب على جانب آخر.
غرس مبادئ الدين الحنيف، والمعتقد الحق القويم في نفس الطفل، وتعويده أمور الحلال والحرام منذ الصغر بالطريقة المناسبة لسنه الزمني، وفهمه وملكاته وقدراته، وبالأسلوب الأمثل الحكيم الذي يتناسب وطريقة استيعابه وإدراكه ترغيباً وترهيباً.
تعويده على الأمانة والصدق في القول والعمل والاعتماد على النفس، واطلاعه على نماذج تطبيقية في ذلك من سير المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام - رضوان الله عليهم- وسلف هذه الأمة الصالحة من الأئمة المهديين والتابعين وتابعيهم بإحسان.
التزام جانب الموعظة الحسنة، والتوجيه السديد، والمنهج القويم، والمنطق الإقناعي الرصين الهادف في تربيته وتعليمه، وأمره ونهيه.
تعويده على القراءة والمطالعة والانشغال بالعلم لاسيما العلم الشرعي، وما يحتاج إليه من علوم الدنيا فالقراءة مفتاح المعرفة، ووسيلة الاتصال.
الكشف عن مواهبه وميوله وقدراته وملكاته وتنميتها وتوجيهه على ضوء ذلك الوجهة السليمة بما لا يتعارض معها.
سلوك طريق الاعتدال في الإنفاق على الذرية والأولاد من غير إفراط أو تفريط، أو بذخ أو تقتير أو تبذير أو إسراف، بل توسط واعتدال.. امتثالاً لقوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} [الإسراء: 29] . وقوله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} [الفرقان: 67] .
غياب القدوة الحسنة
وعرض د. إبراهيم الخضيري - القاضي بمحكمة التمييز - لأسباب حدوث هذه الظاهرة قائلاً: إن السرقة عند الأطفال مردها إلى ثلاثة أمور أساسية:
أولاً: غياب القدوة الحسنة من قبل آبائهم وأمهاتهم.
ثانياً: عدم التربية الطيبة التي أوصى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: "ما نحل والد ولده بأفضل من أدب حسن" وعدم حرص الأهل والأقارب على إبعاده عما حرّم الله عزَّ وجلَّ من المحرمات.
ثالثاً: وهو أمر مهم جداً: الأفلام التي تعلم الأطفال السرقة والجريمة تعليماً من خلال القنوات الفضائية وغيرها. ولهذا فإن السرقة عند الأطفال مردها إلى هذه الأسباب الرئيسة.
وهناك سبب آخر ولكنه - بحمد الله- في المملكة غير موجود - وهو استخدام عصابات المافيا وغيرها للأطفال ليقوموا بأدوار السرقة وهذا من أشنع الأمور وأشدها فظاعة ويعتبر الطفل كالآلة التي يقبض بها المال. فقد يرى الحاكم الشرعي تعزير من استخدم الأطفال وربما يصل تعزيره إلى القتل إذا استخدمهم بطرق محرمة لما في ذلك من خيانة للأمة وخيانة للمسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من غشنا فليس منا"
تقوى الله أسمى العلاج
ويقول د. إبراهيم الخضيري: إن أسمى العلاج تقوى الله عزَّ وجلَّ وتربية الأولاد تربية إسلامية صحيحة ناصحة مبنية على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصحيح مناهج التعليم وكذلك تصحيح الإعلام في عالمنا الإسلامي وإبعاد أدران الفسق والفجور والأمور الداعية إلى الجريمة أو المسببة لها عن وسائل الإعلام.
السلوك التفاخري
ومن جانبه يرى أ. د. إبراهيم الجوير أن هناك مسألة تتعلق بهذا الأمر وهي أن هؤلاء الأطفال لا بد أن يلاحظوا من قبل الحي كله وليس من قبل الآباء فقط ذلك لأن المسؤولية ليست مسؤولية مقتصرة على الآباء في هذا الشأن، وإنما يجب أن يكون الحي كله متعاوناً ومترابطاً في كثير من جوانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والناحية الفردية الآن التي عمت المجتمع من حيث إنه لو ترى بيت من البيوت يسرق لما تحرك أحد من الجيران ولما تأثر ولما انتبه ولما دافع لأن الكل في همه والكل لا يدري عما يدور حوله في المجتمع، فهذه نقطة مهمة جديرة بالملاحظة فمثل ما نؤكد دائماً أن السلوك الذي يقوم به هذا الطفل ليس سلوكاً فردياً فالطفل وحده لا يمكن أن يمارس مثل هذا الأمر لكنه يمارسه من خلال مجموعة ومن هنا فلا بد من متابعة هذا الأمر والسعي لإيجاد البيئة الصالحة سواء في البيت أو في المدرسة أو في الحي حتى نخرج بجيل صالح.
وهناك من يتحدث عن البطالة كعامل مؤثر على هذا الموضوع وهذا أمر مستبعد لأن الأصل أن الأطفال لا يعملون فالأطفال ليسوا في سن العمل فإذا دفع هؤلاء الأطفال إلى جريمة السرقة بحجة البطالة فهي من باب البحث عن الأعذار الوهمية.
فالبطالة ليست هي عاملاً من العوامل الأساسية ولا الفرعية في مسألة سرقة الأطفال بل هناك عوامل أخرى مثل انتشار السلوك الاستهلاكي والتفاخري، فعندما يكون هناك تفاخر عند الناس حتى الأطفال في الملبس والمأكل والمشرب والسيارة والمظهر وغيرها. فإن هذا يجعل المرء يتطلع إلى أكثر من قدرته ويبحث عن مصادر أخرى تؤدي بالأسرة أحياناً إلى التقسيط أو إلى البحث عن الدين أو البحث عن مصادر أخرى مثل الرشوة والسرقة وغيرها وكلها أمور مترابطة تعني أن السلوك الاستهلاكي والسلوك التفاخري قد أثر حتى على نفسيات الأطفال ودفعهم إلى مثل هذه الأمور.
رد: الخبراء يتحدثون عن السرقة عند الأطفال
من الأفضل أن يتركوهم في حالهم ..
فطرتهم .. تقودهم .. وحسن التربية .. يبنيهم ..
شكراً أخ عبد ربه .