" سيناريو" الصيد الثمين للسلطات السعودية الأمنية في شقة حي التعاون!
لماذا فشلت العمليتان ؟ ومن هو المطلوب الذي صلى بمسجد حي التعاون متخفياً ؟
كيف أصطادت الأجهزة الأمنية السعودية بالعاصمة الرياض المطلوبين السبعة؟!
وكيف تم قتلهم جميعاً في شقة حي التعاون شمال العاصمة ؟!
وكيف تم رصد تحركاتهم والوصول إليهم ومباغتتهم؟!
والسؤال الأكثر جدلاً لماذا لم يشعر المطلوبين السبعة بخروج جميع السكان من العمارة؟!
والأهم من ذلك من أين بدأ " الخيط الأول" للوصول إلى شقة المطلوبين!!
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، استطاعت " جريدة الوفاق" من خلال المعلومات المتوافرة لديها الوصول إلى عدة احتمالات مهمة قادت رجال الأمن إلى المكان ، والشقة الصغيرة التي يقطنها صيد ثمين ، المتمثل في سبعة من المطلوبين أمنياً..
الإحتمال الأول: أن الشقة الصغيرة المكونة من غرفة واحدة وصالة ومطبخ وحمام في حي التعاون الفخم ، الذي شيد حديثاً، ويقع فيه فلل وقصور لبعض المسؤولين، تم رصدها قبل أحداث الأربعاء بفترة، وأنها كانت تحت الأنظار، ويجري تجميع كافة المعلومات عن الموجودين فيها.
خاصة أن الشقة الواقعة في الدور الأرضي، في بناية مكونة من دورين، تطل على شارعين فرعيين، وبها 6 شقق ، وتقع العمارة على مكان مرتفع من الحي وبساطة الشقة وتواصفها لا يثير أي شبهات، وكان المترددون عليها لا يظهرون للسكان، عدا واحد منهم كان يحرص على أداء الصلاة في مصلى صغير بالقرب منها، وكان دائما يضع شماغه على أجزاء من وجهه حتى لا تتضح ملامحه، وكان لا يختلط بأحد!!.
وقد روى أحد السكان في العمارة المجاورة لها لـ " جريدة الوفاق" أنه كان يريد السكن في هذه الشقة التي كانت شاغرة قبل 45 يوماً، ولكن عندما عاينها وجدها صغيرة، فصرف النظر عنها، وقام بتأجير شقة أوسع، وقال: أنه ذهل من الموقف ومن الحركة السريعة التي انتهت بقتل السبعة!! وأضاف : لم أتوقع أن العمارة المجاورة بل في الشقة التي كنت سأقوم بتأجيرها أناس مطلوبين!!
الاحتمال الثاني: أن الحادث الذي وقع مساء الثلاثاء- أي قبل العملية بـ 24 ساعة- في محطة الدريس الواقعة في تقاطع شارعي الأعشى والحجاز بالقرب من منتزة السلام وسط الرياض، كان هذا الحادث الخيط الرفيع الذي قاد الأجهزة الأمنية لشقة التعاون، فتم وضعها تحت المراقبة الدقيقة ورصدها من كافة الجوانب.
وعندما وقع حادث التفجير بالقرب من وزارة الداخلية ثم تــلاه الحادث الذي وقع بالقرب من مبنى قوات الطوارئ، تم رصد بعض الأشخاص الذين ساعدوا في العمليتين وهم يدخلون عمارة حي التعاون، وهنا تأكد وجود صيد في المكان.. خاصة أنه تردد بأن عملية وزارة الداخلية كانت مخطط لها كالتالي:
أولا: تمرير السيارة المفخخة من ناحية الباب الشرقية لوزارة الداخلية، ثم تفجيرها لأحداث أضرار بالغة بها.
ثانيا: تقوم مجموعة أخرى باستغلال لحظة الانفجار واتجاه الأمن ناحيته ثم الدخول من الباب الشمالي لوزارة الداخلية كما حدث في القنصلية الأمريكية بجدة.
ولكن معلومات أخرى استبعدت الأمر تماما خاصة أنه ليس بالسهل دخول وزارة الداخلية التي تتوافر فيها الحماية جيدا ومن الصعوبة أن يتكرر ما حدث في جدة بل من المستحيل حدوثه.ولكن يبدو أن هناك من هرب من السيارة قبل إنفجارها وتم تعقبه حتى وصل شقة التعاون !
ثالثا:أن عملية قوات الطوارئ كان مرتب لها أن تتم بعد حدوث التفجير في وزارة الداخلية، حيث يتم الطلب مساندة من قوات الطوارئ فتخرج السيارات التي تنقل رجال الأمن بأعداد كبيرة في تجاه وزارة الداخلية، حيث يستغل الأمر وتفجر السيارة التي كانت مرابطة بالقرب من قوات الطوارئ في السيارات المحملة بالجنود لتوقع أكبر عدد من الخسائر البشرية في صف القوات.
وهو الأمر الذي اكتشفه رجال الأمن مبكراً وتعاملوا مع السيارة عند محاولتها الاقتراب من المبنى بمسافة 300 متر.
الاحتمال الثالث: أن كاميرات المراقبة الدقيقة جداً المثبتة على جوانب قوات الطوارئ ووزارة الداخلية التي تسجل كافة الحركات، سجلت صوراً دقيقة لأشخاص محددين، منهم من كان تحت المراقبة في شقة حي التعاون.
والاحتمالات الثلاثة تدل على التحليل الدقيق للمعلومات التي ترد إلى الأجهزة الأمنية والتكامل في المهام، والاستفادة من المعلومات التي توفرها المصادر المختلفة وكاميرات التصوير.
وتبقى قضية كيف أخرجت الأجهزة الأمنية سكان عمارة حي التعاون من المبنى دون أن يشعر المطلوبين الذين يقطنون في الشقة في الدور الأرضي..
ترجح المعلومات أن رجال أمن تخفوا وتنكروا في ادوار مختلفة وقام كل واحد منهم بالطرق على باب كل شقة وإخراج من فيها بطريقة لا تثير أي شبهة، بل كان الحرص على أن لا يعرف أصحاب الشقة ماذا سيحدث؟!
وعندما تأكدت الأجهزة الأمنية من إخلاء العمارة بالكامل، ولا يوجد سوى المطلوبين في الشقة تم التعامل معهم..
ومن المؤكد أن المطلوبين فوجئوا بسرعة العملية والحصار المضروب عليهم من الداخل، ولم يكن يتوقعوا أن يرصدوا بهذه الدقة في الحي المتميز.
وقد يكون وجود الشقة في الدور الأرضي للعمارة لم يمكن المطلوبين من رؤية ما يجري، وأيضا ضيق الشقة وعدم وجود منافذ متعددة لها جعل المطلوبين بين كماشة الأمن، من كل الجوانب، لينتهي السيناريو بقتل السبعة داخل الشقة فوجدت جثة أحدهم في الصالة والجثث الستة الآخرين في الحجرة الوحيدة ، والواضح من جثثثهم أن الدخيل والعتيبس قد فجرا نفسيهما بحزام ناسف كان على صدريهما ولذا ظهرا في حالة مشوهة تماماً وبالذات الدخيل الذي لم يتعرف عليه سوى أسرته .وتبقى مراقبة الإتصالات الهاتفية وإستخدام الانترنت بين المطلوبين أمنياً له دور كبير في سقوطهم .
