رسالة من (شهيد الواجب ) إلى من يهمه الأمر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا الجندي يحيى بن حسن بن عبدالله التابع لشرطة منطقة جازان تزوجت قبل وفاتي بأشهر قليلة ولم تكتمل فرحتي بذلك الزواج ولا بطفلي الذي لا يزال جنيناً في بطن أمه فقد وافتني المنية أثناء تأديتي لواجبي تجاه وطني وذلك عندما كنت في دورية مشتركة مع المجاهدين على حدود البلاد لحفظ الأمن من كل عابث وحاقد ولكن السرعة التي كان يسير بها سائق الدورية لم تعطني الفرصة حتى أذكره أنني وزميلي نقبع في مؤخرة تلك الدورية المكشوفة وهي عبارة عن شاص تويوتا حوض مكشوف كي يهديء من سرعته التي لا داعي لها خصوصاً وأن الحمولة الموجودة معنا في حوض الدورية ( أكياس دقيق مهرب ) كبيرة جداً وقد تتسبب في الإخلال بتوازن السيارة وهذا ما حدث فعلاً فقد انقلبت بنا الدورية و لفظ زميلي أنفاسه الأخيرة تحتها بينما فارقت أنا الدنيا في مستشفى الملك فهد في نفس الليلة بتاريخ 20/10/1429هـ نعم فارقت الدنيا وكل من أحب قلبي سواءً أهلي وزوجتي وحتى طفلي الذي كم كنت أتمنى لو أنني رأيته قبل وفاتي لكنه قدر الله والحمدلله على ما شاء ربي ألذي شرفني بالموت أثناء قيامي بواجبي تجاه حكومتي وبلادي وشعبي ولكن بكل أسف في الوقت الذي كان يجب فيه أن أجد التكريم والتقدير من المسؤولين في شرطة المنطقة حدث العكس تماماً وكأنني أجرمت في حق وطني وحكومتي وأبناء بلدي أهكذا يعامل شهداء الواجب ألهذه الدرجة كنت وأهلي وقبيلتي قليلي القيمة لدى مدير شرطة المنطقة الذي لم يكلف نفسه عناء تعزية ومواساة أسرتي ألهذه الدرجة كنت قليل القيمة والمكانة لدرجة أن سائق الدورية الذي تسبب بتهوره في وفاتي ولم يكتفي بحرماني من حياتي والتمتع بأهلي وبطفلي القادم بل ويصر على إذلالي بعد وفاتي وذلك بمماطلته للحضور لإنهاء الإجراءات حتى يتسنى لأسرتي الاستفادة من رواتبي ومستحقاتي المتوقفة حتى إنهاء تلك الإجراءات , ألهذه الدرجة كنت رخيصاً لدى مسؤولي شرطة المنطقة الذين يسايرون مماطلة هذا السائق الذي لم يراعي حقوقي لا إنسانياً ولا دينياً ويقفون عاجزين عن إحضاره في الوقت الذي تعاني فيه أسرتي الحاجة التي أجبرتهم على اللجوء للمساعدات الخيرية كي ينفقون على أنفسهم بسبب تأخر إنهاء مستحقاتي , أهكذا يكرم شهداء الواجب ويكرم أهاليهم بعد وفاتهم ألم تشفع تلك الدماء التي أريقت من جسدي على تراب هذا الوطن لأسرتي كي ينالوا من التكريم والتقدير ما وجدته أسر شهداء الواجب من قبلي وإن اختلفت طرق الموت إلا أننا في النهاية دفعنا أرواحنا فداءً لهذا الوطن وحكامه ومحكوميه فأين العدل والمساواة في التكريم والتقدير وقضاء حاجة أسرتي ألتي تجرعت مرارة الحاجة وألم الفقدان تلك الأسرة التي تركتها أمانة في أعناق المسؤولين وفي أعناق جميع أبناء هذا الوطن ولكن بكل أسف لم يجدوا غير الهوان ومذلة الحاجة ولم تجد دمائي سوى الجحود والنكران , ما أشد قهر الرجال أحياءاً فما بالكم بقهرهم أمواتاً نعم قد مت وبين الثرى دفنت لكن لأهل القبور من كلمات الحق ما ينطق بها غيرهم من أهل الدنيا وعلى هذا الأساس سوف أبقى مطالباً بحقوقي وحقوق أسرتي التي تجرعت المرارة بكل أنواعها , وعليه فإني أناشد أهل الوفاء والجود والكرم الذين تشهد لهم مواقفهم بأصالة معدنهم وسمو إنسانيتهم أولئك الرجال من أبناء عبدا لعزيز وأحفاده وأخص بالذكر صاحب السمو وزير الداخلية وصاحب السمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية سرعة التدخل وذلك بتوجيه أولئك المماطلين لإنهاء إجراءات مستحقاتي المالية ومحاسبة كل من تسبب في هذه المماطلة ألغير إنسانية مذكرٍ في نفس الوقت صاحبي السمو أنني قد تركت أسرتي وطفلي القادم أمانة في أعناقكم حتى ألقاكم بين يدي الله في ذلك اليوم العظيم وأنتم بإذن الله أهلاً لهذه الأمانة وأهلاً للوفاء كما عهدناكم دائماً وأبداً راجياً لكم من الله دوام التوفيق والسداد والله يرعاكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهيد الواجب / يحيى بن حسن عبدالله
الرقم العسكري536 / 287476
منقول
.....
رد: رسالة من (شهيد الواجب ) إلى من يهمه الأمر
رحمك الله أخينا / يحي بن حسن بن عبدالله , وأسأل الله أن يغفر لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر ويتم نعمته عليك , ويهديك سراطاً مستقيما و يرزقك الجنة تدخلها بسلام
لست بحاجة لعزاء بلا نيةٍ صادقة أخي من مدير إدارتكم , فعزائك أنك متّ في حماية بلدك , وخدمته وأسأل الله العلي العظيم أن يجزيك كل خير , على ماكنت تقوم به وزميلك , وأن يحاسب المتسبب في موتك .
إن كان المدير ظالماً لا يخاف الله فيكم , ولم يخافه في أهلك وعائلتك , فـ لكلّ ظالم من سلطه الله عليه , فـ ليلجأ بنوك واخوتك , إلا من يهمه الأمر , لصرف حقوق ابنائك , وسير رواتبهم الشهرية .
إنا لله وإنا إليه راجعون , وإنا والله لخبر موتك لمحزونون .
شكراً / إنـسان من الماضي .
رد: رسالة من (شهيد الواجب ) إلى من يهمه الأمر
الله يجزاك كل خير
أنت من يستحق الشكر أخي الكريم حذيفة على تعاطفك وتواصلك
بارك الله فيك