http://tbn2.google.com/images?q=tbn:...b/scorpion.jpg
إنها نفسي تأكلني
،
أيتها الغائبة القابعة على أبواب الهلاك كزائرٍة لـ ( وطن )
بعد أن أستوطن بي الدمار والهلاك يختارك المُستعمر ملكة وتنفضين عن غبار الانتماء
وتتمادين في مشّط أبواب الفقد وتفتحين فاهكِ متثائبة على نوافذ الغياب وتعودين...!!
وتسائلين بِكل صفاقة لماذا نفسي تسعد لعودتك؟
حسناً
يبدو لي هناك الكثير من الأشياء غايت عنكِ ، كم هائل من تلك الأنسجة التي نصبها العنكبوت على بإحكام
وهنا أيتها البائدة نفسي مليئة بالأنسجة القويّة . قوية جداً حدّ الانتقام من صورِك وذكرياتك
حتماً سأحراقها قبل أن تقيدني تماماً
في كل ليلة أتنفسك والأرق يجتاحني على أمل أن أحتويك
وكم حلمت بأسمك منقوشاً على اللافتات ، واتكائك على الأرصفة وإصرار الناس على تسمية بناتهن باسمك..!!
أعلم تماما بأنكِ قادرة على الصمود أكثر لأن العالم هنا مختلف
يهزني بعنف ويصرخ في وجهي ، قالاً لنبضاتي أن عليها فسح غول الغضب
وعلى الليل الدامس أن يسترجع كل حقوقي المنتهكة ويشتت الأرق
هكذا سيكون ..
عودتك لا تعني لي شياً فهي
بلا برق
بلا رعد
بلا مطر
،
كان أحد أسباب انقطاع المطرِ هو احتباسه بين اجفاني
دائماً أذرفه وحدي وأقسِّمه على البؤساء والمحرومين قسمةً ضيزى ..!!
إن كنت تعتقدين أنكِ قادرة على الصمود أكثر حتى هذة اللحظة
فإعلمي أنه أكبر المؤشرات على نهاية حياتك ..!!
وبالنسبة لي أكبر الكوارث أن تنمو روحك النتنة فأنتِ ممن يعبثون بوجودهم فقط لا أكثر
لأن ليس ثمة فرصةٍ أخرى
وكل ما خلف الأفق بات مجهول
ستكون تلك المسافة القصيرة التي كانت تفصل أنفاسنا حين لقياك
مسافة ستطول وأن استفزازي لبقايا ضميرٍك سيكون كتناول سيجارة مع
قليل من القهوة أثناء مشاهدة
فلم الحرب العالمية الثانية
تلك الأيام التي أنصرمت والعالم كان موصداً بوجهي وتلك الحياة التي كانت تسلب مني كل ليله
وتمضي بي الى تاريخ الجنون والألم
وأنتِ ماضية تتمخترين على نزيفي وترقصين بنشوةٍ على انتحابي حين تطلق زفراتها بقعر صدري
تفاصيل وجهك تذكرني بالجبال وكم أمشي عليها وكم تأبى أن لا تترك لي أثر
فكم من الأغبياء الموتى مازالوا في انتظار تأبينك ليتم تنصيبهم في عالم القبور
واحتسائهم لنخب الدمار ، الهلاك ، الفناء
كيف أُخبِرُ أزهارك الفاخِرة أن قيمة الإنسان تكمُن في قِيمة مَا نحمِله بين الحنايا
لستُ ذلك الرجل الذي يشبة البرواز .. فكم اكرهه تسويق ذاتي بشيء لم يُخلق معي ولم أصنعه أنا ..!!
أعلمُ تماماً أنه يصعب عليك كثيراً فهم واستيعاب أنني رجل مختلف
غيابك غير الكثير في ذاتي وأصحى ظمير تناول المخدر بيدكِ
لا بئس فأنا الأن بخير
في غيابك إلتزمت الشمس بالموعد المحدد لشروقها ..وإلتزمت النجوم على تزيين وجه الليل في كُل ليل ..!!
بنظرات دقيقة كنت أرقبها والحزن يمزق أحشائي وأتسائل لماذا الأيام تمضي
وأنا هكذا..!!
ياللعجب ..!! لماذا العالم لا يحزن ؟!! ألست حزين؟!!
ألا يراني؟
في غيابك أسهبت في الهذيان مع الجميع على أنهم أنتِ ..!!
كنت أسخر بهم وأشتمهم لأنهم أغبياء ..وبصقت على وجيههم لأنهم حمقى
وتآمرت مع صديق ضد حبيبتة لأنها تشبهك..!!
،
في غيابك قرأت اسمك في قائمة المسافرين معي في كل رحله هرباً من ذاتي
العالم بأسرة جعلتة مغلقاً في وجهي بوجهكِ وكم هو قبيح وجك ليسدّ الأفق بقباحتة
هل أخبركِ أن أصغر أخواني يحدثني عن خيانة النساء وأنا يا حينها لم أتذكر سواكِ
هل أخبركِ عن بؤس المشاعر حين تلتهم بعضها كالنار والحطب
أتذكرين حين ضممتكِ فصرختي : ..أبي ..أبي!!
وأعود لأسألُني ذات السؤال كلّ ليله ..
لماذا يبقى الأب صورة الرجل الكامل في مخيّلة المراة ويبقى رمزاً للتّوقِ الكامل ؟؟!!
ويحين يوم لقائك لأحفظ أكبر قدرٍ ممكن من كلام الاباء وعبثاً أكتشِفُ
أن في داخلي رغبةٌ لتقبيلك لا لضمك كما يجدُرُ بأبيك أن يفعل
،
غلبني النعاس سأنصرف