استشاري تغذية ينفي تهمة التسبب في السمنة عن الأرز
http://samtah.net/vb/uplooaded/22024_01244099014.jpg
أحد المعانين من السمنة
لم يعد الأرز متهماً وحيداً بما تحمله كروش السعوديين من شحوم ونتوءات وتهدّلات مرعبة. صك البراءة هذا منحه استشاري تغذية علاجية سعودي هو الدكتور عبد العزيز بن ابراهيم العثيمين الذي أعاد توجيه الاتهام إلى السلوك الغذائي السعودي برمّته، واضعاً في قفص الاتهام خليطاً غير متجانس من الأغذية التي اختطفت السعوديين، وجعلت منهم مدمني ألياف وأصباغ ونكهات صناعية صنعت، بدورها، أمراضاً مزمنة وحالات سمنة وعادات ضارة..!
ثلاث مراحل
وبشدّة ينتقد الدكتور العثيمين واقع السلوك الغذائي لدى السعوديين، لكنه يعتبر هذا الواقع جزءاً من واقع أوسع، يتمثـّل في التغيّرات الاقتصادية والاجتماعية التي مرّ بها المجتمع قبل النفط وبعده، ويرى أن السلوك مرّ بثلاث مراحل غذائية انتهت إلى الشكل الذي نحن عليه. يقول الدكتور العثيمين إن "المجتمع كان في مرحلته الأولى معتمداً على ما تنتجه الأرض والحيوانات. كانت التغذية، في مرحلتها الأولى، بدائية وطبيعية، وتتكون من الحليب واللبن والتمر والخبز واللحوم، وبالمقابل كانت الحياة اليومية تقوم على الجهد الجسدي والعمل الحرفي واليدوي في الحقول والمراعي، وقد كان الأرز موجوداً في السلوك الغذائي، ومع أنه لم يكن بمستوى توفره الآن؛ إلا أن البدانة لم تكن كما هو حالها الآن".
أما المرحلة الثانية فيقول الدكتور العثيمين إن آثارها بدأت مع بداية اكتشاف النفط، وتوفر المال، وبدء الاستيراد وظهور مواد غذائية جديدة جاءت مع توافد العاملين من خارج البلاد.
ويضيف أن "الأعداد البشرية التي توالى قدومها إلى البلاد جلبت معها أغذية دسمة وأنواعاً متنوعة من الحلويات والأغذية الهشة، وذلك ما أسهم مع الزمن في تأمين مستوى من الرفاهية، يقابله ضعف في النشاط والعمل اليدوي، وكان ذلك سبباً مباشراً في التمهيد للمرحلة الثالثة، والتي تم فيها تبلور هذا السلوك الغذائي الجديد مع الزيادة في الكسل وضعف الحركة والنشاط والاستمرار في الإضافة للمائدة المزيد من الدهنيات والحلويات والأغذية الخالية من السعرات الحرارية التي انتشرت بسرعة لسهولة إعدادها وقبول طعمها.
الراحة.. أمراض..!
ولا يفصل الدكتور العثيمين السلوك الغذائي عن السلوك الاجتماعي، متهماً ازدياد وسائل الراحة والرفاهية والكسل والخمول، والاعتماد على وسائل النقل، وترك المشي ، والاعتماد على العمالة في كل الأمور والأعمال إضافة إلى عدم ممارسة أي رياضة أخرى.
ويؤكد استشاري التغذية العلاجية أن هذا السلوك كان عاملاً مهماً من عوامل انتشار السمنة التي كان من آثارها ارتفاع نسبة انتشار أمراض القلب والسكر.
وبالمقابل ينتقد الدكتور العثيمين المستوى المتدني في الوعي الصحي، للتقدم الاقتصادي الذي أظهر ما يسمى الطفرة في الوزن، مشيراً إلى دراسة أجراها مستشفى الملك فيصل، قبل مدة، وقال "كشفت الدراسة عن أن أهم ما يجمع المرضى المصابين بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان هو عادة تناول الأغذية الدسمة وتناول لحوم الغنم. ويضيف أن المصابين بالسمنة تميزوا بتناول الأغذية الخالية من السعرات والدسمة والعالية المحتوى من الطاقة الحرارية مثل الوجبات السريعة والمقليات والمشروبات، وتدخل في ذلك المياه الغازية والمشروبات المحلاة والملونة بمعدلات عالية بعد الوجبة مباشرة، مؤكداً وجود علاقة بين هذه الأغذية وحالات فقر الدم.
ويقول الدكتور العثيمين إن ضخامة الكروش ليس بسبب الأرز وحده كما يظن الكثيرون، بل بسبب الإسراف في تناول الطعام أياً كان مصدره سواء الأرز أو الحلويات أو اللحوم أو الدهون، مؤكدا أن الإسراف في التهام الطعام وتحميل المعدة أكثر من طاقتها، ومن ثم الخلود إلى النوم والكسل، وعدم مزاولة أي نشاط حركي كل ذلك من أسباب ضخامة الكروش..!
وينبه العثيمين إلى حتمية تعديل سلوكياتنا الغذائية، محمّلاً الأجهزة الصحية مسؤولية تنشيط برامج الوقاية والتوعية، وفي الصدد ذاته يشدّد على تجنب الدهنيات والأغذية الخاوية، وأهمية التوازن والتنويع، وعدم الإسراف، والحركة والنشاط، كما يركز على ضرورة استبدال المشروبات الغازية والملوّنة بالعصائر والحليب والماء.