أفلام كارتون *
الأطفال هم الفئة الأغلى ، أحباب الله كما يحلو للبعض تسميتهم ، عليهم تبنى آمال أسرهم ، مجتمعاتهم ، أوطانهم ....
هذه مقاطع كرتونية، تسعى إلى إفساد عقول "الصغار" الطيبين ، رحمة الأرض ، وبركة الدنيا ،
*********
عدنان ولينا: يصور هذا الفيلم الصراع بين الأخيار والأشرار، يسعى عدنان بكل قواه لهزيمة الشر، ولكن ثمة شيئ مبطّن، هل عدنان يبحث عن الخير فعلا؟ أم أن هدفه هو الظفر بـ"لينا"، لذا فهو يحرق نفسه، ويبذل جهده ليكون بقربها، وحتى "القبطان نامق" أيضا يسعى ليحظى بـ"سميرة"، إنه الصراع الذي تذكيه امرأة، وتُستغل فيه سميرة، لهزيمة الشر،
إنه عالم تحركه النساء، وتحسمه النساء،
ثم كيف سيكون وجه المعركة لو تدخل عبسي على خط الغيرة، وأراد ان يخطف لينا؟
أرأيتم كيف تشكل عقول "أطفالنا"، وتصنع الأهداف الكبيرة، وداخلها أهداف صغيرة، وحظوظ نفس؟
********
توم وجيري: فكرته تقوم على مصادمة العقل، وتسطيح الأفكار، تتوقف كل الخطط في وجه "توم"، وتسير بسهولة لصالح "جيري"، يشاهد الأطفال كيف أن "توم" دائما يُظلم، ويهزم، وجيري ينتصر، بنفسه أحيانا، وبصديقه "الكلب" أحيانا أخرى، حين تُرمى قنبلة، لا تنفجر في وجه "جيري"، لكنها تنفجر بسرعة إذا لمسها "توم"، وهنا يتساءل الطفل، لمه؟ هل ثمة قانون خفي، أو لغز لم يستطع حله؟ ويبدأ يعيش في دهشة، وتسود النزعة السادية لدى الطفل، وهو يشاهد مناظر التعذيب المتنوعة التي تحل بـ"توم"،
إنه مشهد قائم على مصادمة العقل، ومخاطبة عواطف الأطفال ليقفوا في صف الظالم بنشوة....
******
الكابتن ماجد: أتخيل لو أن "طفلا هلاليا" سأل أباه: لماذا لم يطلقوا عليه الكابتن سامي؟ او النعيمة؟ ترى ماذا سيكون رده؟ لو كنت مكان الأب لقلت له يا ولدي: إن اليابانيين لا يعرفون اسم ماجد، ولكنها الترجمة المتحيزة، والتأويل لفكرة اليابانيين حتى توافق أهواء البعض،
ثم أرايتم كيف يصور لاعب ما على أنه مريض بالقلب، ومنهك، حتى تتعاطف معه القلوب وترق له الأفئدة، إنها مبارة كرة قدم، وتحدي لا شأن للعواطف به، فحتى متى تستغل عواطف "أحباب الله" لكسب تأييدهم لاعب ما؟
وحتى متى لا نربي أطفالنا على النظر للأمور بالمنطق، إذا كان رعد أفضل فهو يستحق الفوز؟ وإذا لعب ماجد بطريقة جيدة سيكسب....
**********
كونان: هذا الشقي، في نهاية كل حلقة يفك طلاسم جريمة قتل، ويُكشف الجاني، ويقدم هذا النصر هدية متواضعه لعمّه الغبيّ، بعد تخديره بذلك "الدبوس" اللعين، لكن ألا يشكل فك طلاسم الجريمة، شرحا وافيا كاملا لجريمة قتل أو سرقة، ألا يتعلم الأطفال كيف يفعلون ذلك، وربما يقعون في عشق المغامرة، والقتل، والتفنن في شتى الجرائم، هل يمكن أن تتسلل الأفكار الشيطانية الى عقول "أطفالنا" اللاواعية..
فحتى متى نسلم أطفالنا إلى هذه الأفلام التي تربطهم بالجريمة، والعنف، والتجسس، وأن "الصغار" يفهمون أكثر من "الكبار"....
********
قريندايزر: لا داعي لشرح فكرته، لكنه يزج بـ"أطفالنا" في معمعة معركة وهمية، وعدو غير موجود، ويضعهم في قلب الحدث، أي أطباق طائرة تهاجم "كرتنا الأرضية الجميلة"، وأي أعداء لا نراهم، يسعون لتدمير "مقر عيش البشر"، وأي أضحوكة كبرى تغلف عقول "الواوا"،
بهكذا أفلام صراعية، نصنع عدوّا وهما، ونجعلهم دائما يفتعلون معارك وهمية، لا تمت للواقع بصلة، ولا للحقيقة بنسب، فهل نحمي "صغارنا" من جحيم الوهم المفتعل؟ أم نتركهم فريسة سهلة لهذه الأفكار؟
********
ربما تتبع بعض أفلام الكارتون، لعلنا نوقف تشويه عقول الأطفال، فهم أغلى ما نملك،
ودمتم سالمين.......
*مقال لكاتب في المنفى , لي فيه فقط التنسيق والنقل هنا
وربما أحاول أن أشاركهُ في فضح دسائس ومكر بعض الأفلام الكارتونيّة التي تجتاح الشاشة !