يقول الشاعر والروائي الفرنسي لا مارتين: "إن عبقرية المرأة تكمن في قلبها"، فالمرأة تحب بقلبها، وتكره
بقلبها، وتفكر بقلبها أيضا، ورغم ذلك فإن قلبها الذي اتخذته دليلها نادرا ما يخذلها، فهو كثيرا ما يقودها إلى الصواب.
والمرأة أكثر حساسية من الرجل، وأسرع استجابة منه للمؤثرات الوجدانية، خاصة أنها تميل ــ في العادة ــ
إلى التعامل مع الأشخاص أكثر من الأفكار المجردة، فتتلون الكثير من مواقفها بـ "العاطفية"، إلا أن عاطفة
المرأة هذه غالبا ما تبحث عن أمانها في ظل دقة "الحدس"، فللمرأة قدرة على الحدس تقودها في الكثير
من الأحيان إلى نوع من الحقائق التي يعجز منطق الرجل عن بلوغها.. وهذا الخاصية عرفت بها المرأة عبر التاريخ، حتى أصبحت سمة من سماتها، وملمحا من ملامحها.
وحدس المرأة هذا لغز يستعصي على التفكير العلمي، ولكنه حقيقة لا يجادل فيها الكثيرون، خاصة أولئك الأزواج الذين لهم مع حدس زوجاتهم الكثير من الخبرات المدهشة، فالمرأة تستشعر المتغيرات العاطفية لدى الرجل حتى ولو حاول إخفاءها.
وأغلب الظن أن "زرقاء اليمامة" التي يقال أنها كانت ترى من مسيرة ثلاثة أيام فتحذر قومها بني جديس من اقتراب العدو، إنما كانت ترى بعيون القلب، أي بحدس المرأة في دواخلها.
ومثلها "حذام" اليمنية التي حذرت قومها من اقتراب العدو لما رأت سرب القطا يطير ليلا، فقالت مقولتها الشهيرة: "لو ترك القطا ليلا لنام"، فكذبوها فداهمهم العدو، فأنشد زوجها يقول:
إذا قالت حذام فصدقوها
فإن القول ما قالت حذام
فلم يكن لسرب القطا أن يثير تفكير الرجال، لو لم يتنبه له قلب المرأة.. فهل يصدق القول: "إن قلب المرأة يساوي عقول عشرة رجال"؟
منقوووول
