وكانت الأيمـــانَ قد عقّدتْ *** فيا سرعان ما الهوى ينسيـــها
تسمع الحادي للهدى يناديها *** فتأبى إلا معصيةَ من يناديــــها
كأنها لا ترى إلا ما الدنيا *** تجمل.. والدنيا دومـــــــا تجافيها
وكيف تسعد والهوى يرافقها *** وإن يسقطْها فمن ذا الذي ينجيها
وإن ذنبها يوماً أبـــــصرتْ *** وأقبلتْ على التوبة توافيـــــــها
أسرعتْ إلى ما عنه أدبرتْ *** حتى بات الذنب يشنـــيـــــــــها
أرهقتني الذنوب وشدتني العيوب *** فأمسيت وأصبحت غارقا فيها
وإن كنتُ لا أرجو إلا طاعـــــة *** ودوماً أنشد صادقاً معانيـــــــها
لكن النفس لأمارة بالســــــــوء *** تضعف حين ترى ما يغويــــــها
تالله إن ما أدركها الله برحمة *** لكانت جهنم بما فيها تؤيـــــــها
فيا حسرة ما بعدها حسرة *** إن ظل الهوى دربها يعميهـــــا
حتى يقذفها في غيها هالكة *** فلا تنجو ولا حبيب يواسيـــــها
فيا رب العزة أرجوك رحمة *** فأنت الغني عن الدنيا ومن فيها
لا تعذبني فإني بك مؤمن *** ونفسي تعلمها فأنت بانيهـــــا
إن أصابت ذنباً فلجهلها *** غير مصرة ولو عادت تواليها
وأنت الغفور ذو الرحمة *** فاغفر لعبد أسلم النفس لباريها
