نصيحة لله تعالى عن (القات)

رسالة إلى أهل القات
محمد شامي شيبة

يا صاحب القات :

• اتق الله واسمع النصيحة ولا تعرض عن الكلمة الطيبة التي إنما نطلب بها توجيهك لما ينفعك ومرضاة الله عز وجل
• إن القات خبيث وقد حرم الله الخبائث " ويحرم عليهم الخبائث " فدع أكله وبيعه وترويجه والدعاية له ولا تغتر بما يقول السفهاء عن القات فإنما يريدون بمدحه أن يأكلوا مالك وتدهور صحتك وهلاك بدنك فكن عاقلاً ولا تكن سفيهاً
• إن أكل القات إسراف وقد حرم الله الإسراف والتبذير والله لا يحب من كان كذلك " إنه لا يحب المسرفين " وقد قال صلى الله عليه وسلم " كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة"
• إن القات مضر بالصحة فهو من السموم فالذي يأكله يتعرض لقتل نفسه وقد قال صلى الله عليه وسلم "ولا تقتلوا أنفسكم" فيا أخي المسلم اتق الله في نفسك فهي أمانة عندك فكيف تقتلها وتجلب لها المهالك وقد قال صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"
• إن من قتل نفسه بأكل القات وسعى في إفساد بدنه فقد قال صلى الله عليه وسلم في حقه "ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً "
• إن في أكل القات إضاعة للمال وقد قال صلى الله عليه وسلم " إن الله كره لكم ثلاثاً قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"
• إن في أكل القات إضاعة للعمر ( للوقت ) وقد قال صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها ( وعن عمره فيما أفناه )
• إن في أكل القات إضاعة لحق الأهل والولد ويغلب على أهل القات أنهم لا يقومون بتوجيه أهليهم فهم مضيعون لهم وقد قال صلى الله عليه وسلم " كلكم راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته " فكيف ترضى يا صاحب القات بإضاعة أهلك وسوف يحاسبك الله على ذلك .
• إن في بيع القات تعريضاً لدخول الفساق إلى المنزل ونظرهم إلى النساء وربما أدى ذلك إلى مشاكل أخلاقية وإختلاط الرجال والنساء وضعف الغيرة على الأعراض
• قد أفتى العلماء المحققون بحرمة أكل القات وبيعه وترويجه وزراعته بل أن القات هو من فصيلة (المخدرات) التي تضر بالدين وبالعقل والبدن والمال والأهل وقد جاءت الشريعة الإسلامية السمحة بالمحافظة على ذلك كله فكيف يسعى العاقل في إهلاك نفسه وإذهاب عقله " كيف يسعى في جنون من عقل"
• وقد نهى ولاة الأمر عن القات ومنعوا أكله وبيعه وترويجه فيجب طاعتهم في ذلك لأن أمرهم هذا أمر بمعروف قد قال تعالى " يآ أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" فمن أكله أو روجه أو باعه فهوا عاص لله والرسول صلى الله عليه وسلم ولأولي الأمر فيستحق العقوبة والجزاء الرادع
• إن من يبيع القات ويروجه ويزرعه إنما يكسب حراماً وسوف يسأل عن هذا المال المحرم كما قال صلى الله عليه وسلم " وعن ماله من أين اكتسبه " الحديث
• يا أهل القات والدخان والشيشة والبردقان اتركوا ذلك كله وعودوا إلى الله عز وجل
• يا أهل القات ومن يبيعه ويروجه ويزرعه تب إلى الله وانته وقل كما قال أصحاب رسول الله لما جاءهم تحريم الخمر " إنتهينا إنتهينا "

إذا رمت أن تعرف آفة الآفات ** فانظر إلى إدمان مضغ القات

القات قتل للمواهب والقوى ** ومــولـــد للــهم والحـــــــــسرات

ما القات إلا فكرة مسمومة ** ترمى النــفوس بأشبـــع النكـــبات

ينساب فى الأحشاء داء فاتكا ** ويعرض الأعصاب للصدمات

يذر العقول تتيه فى أوهامها ** ويذيقــها كأس الشـــقاء العـــاتى

ويميت فى روح الشباب طموحه ** ويذيب كل عزيمة و ثبات

يغتال عمر المرء مع أمواله ** ويريه ألــوانــاً مــن النقـــمات

هو للإرادة والفتوة قاتل ** هو ماحق للأوجـــــــــــه النضرات

فإذا نظرت إلى وجوه هواته ** أبصرت فيها صفرة الأمــــوات

وهذا مع ما يبذل أهله فيه من الأثمان الغالية المحتاج إليها ، ولو أنهم صرفوها فى الأغذية الطيبة وتربية أولادهم ، وتصدقوا بها فى سبيل الله لكان خيراً لهم وصدق شاعرنا القائل :

عزمت على ترك التناول للقات ** صيانة عرضى أن يضيع وأوقاتى

وقد كنت عن هذا المضر مدافعاً ** زمانا طويلاً رافــــعاً فيه أصـواتى

فلما تبينت المضــــــرة وانجــلت ** حقــيقتــه بادرتـــه بالمــــــنــاواة

وقيمة شارى القات فى أهل سوقه ** كقيمة ما يدفـعه من ثمن القــــات

الأضرار الدينية لتعاطي القات
إن الدين الإسلامي حريص على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع " لا ضرر ولا ضرار " أي لا تضر نفسك ولا تضر غيرك والشريعة الإسلامية جاءت للمحافظة على المصالح الضرورية للناس، وقد حصرها الشرعيون في خمس : الدين والنفس والعقل والعرض والمال.
ولا شك أن لتعاطي القات أضراراً بليغة على الدين وعلى الصحة والعقل والنفس والعرض والمال.
فكم من الليالي التي يقضيها المتعاطي في السهر ويهجر زوجته وأولاده لياليَ عديدة مما يتسبب في ضياع حقوق الزوجة والأولاد وتشردهم. ( ضرر على العرض والنسل )
وكم من مـبالغ يصرفها المتعاطي على القـات، وأسرته وأولاده بحاجـة إلى هذا المال.
( ضرر على المال)
وكم من واجبات دينية يتركها أو يهملها المتعاطي كتركه للصلاة أو تأخيرها عن وقتها، أو معصية للوالدين وعدم البر بهما، أو قطع لصلة الرحم، وكم من معـاصٍ يقترفها أثناء تعاطيه القات كالتدخين وكمشاهدة الأفلام الخليعة. ( ضرر على الدين )
وكم هي الأمراض العضوية والنفسية التي تصيب المتعاطين للقات.( ضرر على النفس والعقل )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟، وعن شبابه فيم أبلاه؟، وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟، وعن علمه ماذا عمل به؟
وقد صدرت في تعاطي القات فتوى مبنية على ما يلحقه القات من ضرر بالضرورات الخمس ومن تقصير في حقوق الوالدين ومن قطع لصلة الرحم، فله مضار صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية.
أليست هذه الأمور تلحق الضرر المباشر في الضرورات الخمس التي حرص الدين الإسلامي على الحفاظ عليها.

اتمنى لكم الفائدة