ما الذي أعاد الداعية عبدالله عسيري إلى "الفن"؟

تصدقون ان هذا دنحي الي في بيني و بينك













بعد خمسة أعوام من توبته

ما الذي أعاد الداعية عبدالله عسيري إلى "الفن"؟
GMT 19:30:00 2009 الخميس 27 أغسطس

إيلاف


ثامر الصيوان من الرياض: بعد غياب يزيد عن خمسة أعوام عاد الفنان السعودي عبدالله عسيري ليقتسم نصيبه من "الكعكة الدرامية" خلال شهر رمضان بعملين أحدهما ينفرد ببطولته فيما الآخر مجرد مشاركة، هذا الغياب الذي تباينت أسبابه في ظل صمته مابين توبته وخوضه مجال الدعوة إلى الإسلام، ومابين عمله وارتباطاته وثالث عن أزمة مادية، لكنه عاد الآن بعد سنين خمس أطلق فيها لحيته وقصر ثوبه ولبس العباءة بحكم تحوله إلى "داعية"، ليعود إلى الفن مثيراً الكثير من علامات الاستفهام والعجب .

عبدالله عسيري ابن منطقة عسير (جنوب غرب السعودية) الذي يصر على تجسيد أي دور يمثل هذه المنطقة، عاد من خلال مسلسل (بيني وبينك 3) وهو ليس حليق اللحية، بل وبطلاً أيضاً لمسلسل (عوانس سيتي) وهو قصير الثوب. عبدالله عسيري الداعية المتحول مؤخراً عن توبته عن الفن إليه مرة أخرى والشهير بـ"شش" اعتزل وعاد من دون أن يتحدث إلى الإعلام حيث لم يحبذ ذلك بحسب مقربين له تحدثوا مع "إيلاف"، يؤكدون عدم معرفتهم للأسباب الحقيقية لهذه العودة و لم فضل التكتم عليها .

أسباب العودة أو الانتكاسة

وبغض النظر عن تسمية البعض لعودته بأنها انتكاسة فإن هذه العودة بالتأكيد لم تكن قراراً سهلاً بالنظر لكون الرجل دخل مجالاً العودة منه تثير جدلاً كبيراً في العادة . وهو المجال الدعوي فكان عليه أن يتوقع كل ما يمكن قوله . الأسباب التي تم تداولها وجهت أصابع الاتهام للفنان المعروف حسن عسيري ومطالباته المتكررة لابن منطقته بالعودة لأن مكانه مازال شاغراً ، و وعده بدعمه . فيما يقول أحد المتابعين " لإيلاف " حول السبب الأهم :" رجحت أصوات كثيرة أن الظروف المادية الطاحنة التي مر بها الفنان التائب بعد توبته ، وكون مجال الدعوة لم يخدمه ولم يحقق له الشهرة والمادة وتحقيق الهدف الدعوي كما حدث للعديد من الدعاة في الساحة ، كل ذلك جعله يرضخ في النهاية للعودة للفن وسط أكثر من عرض مقدم له ، خصوصاً أنه كما يقال حافظ على بعض الحضور الفني من خلال اهتماماته المسرحية والعمل في بعضها. والأدهى ما قيل أن الرجل حصل على فتوى شرعية تسمح له بالعودة بحكم قربه من المشايخ بعد أن أصبح داعية ، وفي كل الأحوال فالعسيري جرب المجالين الدعوي والفني وربما رأى أن الأخير حاليا تفوق في العائد المادي ، وتبقى الحقائق عندما يوافق هو شخصيا على الحديث حول ذلك ".

أما زميله في "عوانس سيتي " الممثل عبد العزيز الشمري فيقول عن عودة العسيري " في الحقيقة عبدالله عسيري افتقدناه فترة من خلال الدراما التلفزيونية، لكنه كان حاضرا في المسرح طوال فترة غيابه، وحسبما عرفت فإنه كان غائبا عن الفن بسبب وظيفته وعمله، والآن بعدما تفرغ أعتقد أنه يشكل تهديدا لبعض نجوم الكوميديا عندنا في السعودية؛ فهو فنان رائع وله حضور متميز وعملت معه في مجموعة من المشاهد في (عوانس ستي)، وأرى أنه كان دافعا قويا وإيجابيا للجميع، وبالنسبة إليّ شخصيا فأنا أشعر بالسعادة لمشاركتي معه في هذا العمل " .

أصداء العودة

ربما لم تقل أصداء العودة في قوتها عن تلك التي قيلت عن خبر اعتزاله الفن ودخوله مجال الدعوة . إلا أن هذه العودة لم تنل بكل تأكيد إعجاب التيار الديني ، ولا لاقت التمجيد من عشاق الفن والدراما . وإن كانت الفئة الأخيرة قد استقبلته بنوع من التفهم الواضح والترحيب المعقول ، في ظل أن العسيري لم يكن هو الوحيد الذي فأجا المجتمع السعودي بنوع من تلك الصدمات التي بدأ أن السعوديين اعتادوا على سماعها مابين فترة وأخرى ، ومعظمها ينصب إما على تحول داعية إلى مطرب أو العكس . أو انفتاح غير مبرر أو مسبوق من داعية شهير على جمهور غنائي مثلاً .

العسيري ( 55 عاماً) بكل تأكيد سيرى نفسه ليس أقل من مماثلين له في حالته مثل أحمد الحسين ، ونادر الحساوي ، ومحمد المازم الذي وصل الحال ببعضهم للجهاد في أفغانستان ثم عادوا بكل بساطة وأريحية إلى مؤتمرات صحفية ليعلنوا عن أعمال قادمة . لذا ربما ليس على العسيري أن يرهق نفسه بسماع تعليقات مثل " هذه حلقة جديدة في مسلسل الاحباطات و الفشل في الإعلام الإسلامي ، عودة الممثل التائب سابقا إلى حقل العفن في مسلسل رمضاني و مع ممثلات خليجيات..!" . و "ماذا سيحضر معه هذه المرة ،ربما دي جي إسلامي ، وهيب هوب إسلامي وروك اند رول إسلامي ..!"

درامية عوانس سيتي

وفيما يخص العمل الدرامي الذي اختاره العسيري لتدشين عودته إلى الفن فهو مسلسل كوميدي يحاول معالجة أزمة " العنوسة"الخليج من خلال قالب كوميدي ، وهو من 30 حلقة ويشاركه في البطولة أسماء معروفة خليجياًَ مثل العمانية فخرية الخميس والبحرينية سعاد علي . وبالرغم من أن المسلسل لم يحظ حتى كتابة هذا التقرير بنسبة مشاهدة كبيرة إلا أنها معقولة حيث خدمته مسألة عرضه على قناة mbc فيما يرى المتابعون أنه ليس العمل القوي الذي يحتاجه العسيري في هذا التوقيت لتدشين عودته - بعد انقطاع طويل كهذا – ما لم يكن هو يريدها هادئة ودون جلبة أو أضواء .