ليست وحدها الكواكب من تقترن مع بعضها بمجراتها, فها نحن نشهد بمشيئة الله اقتران مناسبتين فرائحيتين ضمن مجرة حياتنا, حيث لا يفصل بين هاتين المناسبتين سوى يومان, وبذا فنحن على موعد مع حالتي فرح (سيامية) - لا تحتاج تدخل الدكتور (الربيعة) لفصلهما بكل تأكيد - الأولى, هي احتفال الأمة الإسلامية بعيد الفطر السعيد, أعاده الله علينا بالخير والمسرات وتقبل منّا ومنكم صالح أعمال الشهر الكريم.. والثانية, هي احتفال الوطن بيومه الوطني - الموافق هذه المرة لرابع أيام عيد الفطر لهذا العام - وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعون لتوحيد مملكتنا, هذا الكيان الذي أرسى قواعده الملك المؤسس عبد العزيز - طيب الله ثراه - إبان ملحمة تاريخية سطرت بمداد من ذهب على صدر صفحات التاريخ.. تلك الملحمة التي بدأها الملك (المؤسس) في العام 1902م, مستعيناً بالله رب العالمين, وأنهاها في 23/ سبتمبر من العام 1932م, معلناً بذلك قيام دولة إسلامية مجيدة دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ورايتها راية (التوحيد) تحت مسمى, المملكة العربية السعودية. محيلاًً بذلك حالة الشتات والفرقة والخوف والتخلف.. التي كانت تسود هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية إلى الوحدة والتلاحم والأمن وواضعاً لبنات التطور والبناء الأولى لهذا الكيان الشامخ.. وسار على هذا النهج - الذي رسمه الموحد - من بعده أبناؤه البررة الملوك سعود, فيصل, خالد, فهد - رحمهم الله جميعاً - وصولاً إلى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله وأمد في عمره - وما نعيشه بحاضرنا ونحظى به من تقدم ونماء وازدهار بشتى المجالات التنموية والحضارية.. إن هو إلا نتاج فكر وعمل أؤلئك الرجال - بعد توفيق الله - الذين نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم وتشرفوا بخدمة الحرمين, فصدقوا العهد وأوفوا الوعد.. فهنيئاً لنا بهذا الوطن وقيادته, ولنحتفل بهذه المناسبة أيما احتفال ولنسعد بهذا الفرح المقترن.
(دمت ودامت أفراحك يا وطني)
