القبض على أي سعودي يقترب من الشريط الحدودي مع اليمن

أدت المواجهات العنيفة بين القوات اليمنية والحوثيين في محافظة صعدة " شمال شرقي اليمن" إلى نزوح بعض السعوديين من مساكنهم في محافظة الحرّث "جنوب شرقي منطقة جازان"، وفضلوا الانتقال للسكن مع أقاربهم في بلدة الخوبة ـ مركز المحافظة ـ والقرى القريبة منها.

دوي المدافع والقذائف والقصف الجوي للطائرات اليمنية يهزّ البيوت في القرى الواقعة على الشريط الحدودي في محافظة الحرّث، ويسمع بوضوح على مسافة تصل إلى 60 كيلومترا، وبعض القذائف سقطت في محيط القرى الحدودية، وقد أصابت قذيفة يمنية في 2 سبتمبر الجاري مسجداً في قرية "المظبّر"، وألحقت به أضراراً كبيرة، كما يظهر في صورة تناقلها كثير من المنتديات الإلكترونية.

أفاد أهالي قرية "مجدّعة" بأن عناصر حوثية مسلحة نجحت في دخول القرية، وحاولت السيطرة عليها، إلا أن السلطات الأمنية السعودية أفشلت مسعى العناصر الحوثية المسلحة وطردتهم إلى ما وراء الشريط الحدودي مع اليمن، وحلّق الطيران السعوديّ في سماء المنطقة لتعقّب آثارهم.

يذكر علي شراحيلي ـ من سكان محافظة الحرّث ـ أن الموقف صعب للغاية في المحافظة، لأننا منذ أكثر من شهر ونحن في أرق وقلق من أصوات المدافع والقذائف وقصف الطائرات، مضيفاً أن هناك نزوحاً ليمنيين نحو القرى السعودية على الحدود، وتحديداً قرى مجدّعة والمظبّر والقرقاعي والقصبة والسودة، هرباً من نار القتال بين القوات اليمنية وجماعة الحوثي، مشيراً إلى أنه لا يمكن تمييز النازحين اليمنيين عن العناصر الحوثية إلا بالأسلحة، بعد أن سكنوا المساجد والأسواق، وافترشوا الطرقات والأودية والشعاب والأراضي الزراعية، وزاحموا السعوديين في كل شيء تقريباً.

تسارع دوريات حرس الحدود في المحافظة إلى مواقع سقوط القذائف في كل مرة، كما ذكر أهالي الحافظة، مؤكدين أن الدوريات الأمنية تمنع الوصول لهذه القرى الحدودية لغير ساكنيها، ما جعلهم يعيشون في عزلة خلال شهر رمضان المبارك.

بعض سكان القرى المتضررة من الحرب السادسة في صعدة غادروا مساكنهم، واستأجروا في محافظة أحد المسارح المجاورة والبعيدة نسبياً عن فوضى الحرب، وبعضهم الآخر قرر مشاركة أقاربهم في السكن إلى أن تستقر الحدود وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.

تشهد محافظة الحرث تواجدا أمنيا كثيفا، وتحديداً الدوريات التابعة لقطاع حرس الحدود، وعلمت "السياسي" من مصادر أمنية في منطقة جازان بأن قيادة حرس الحدود في جازان استدعت منسوبيها المتمتعين بإجازاتهم السنوية، وأصدرت أمراً برفع التأهب والاستعداد إلى الدرجة القصوى، وعدم مغادرة منسوبيها مواقع عملهم إلا في الضرورات القصوى، منعاً لحدوث أي اختراق مسلح لحدودها مع اليمن.

تعد القرى اليمنية، وتحديداً الملاحيط والمشنق، من أكثر المواقع التي تشهد مواجهات دامية ومدمرة بين القوات اليمنية والعناصر الحوثية، وسبق أن نشر المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي بياناً في 31 يوليو 2009م، على موقع الكتروني مؤيد للحوثيين زعم فيه أن كتيبة عسكرية من الأمن المركزي اليمني قامت بالدخول إلى الأراضي السعودية عبر بلدة الخوبة، بتنسيق مسبق بين الجانبين السعودي واليمني، متجهةً إلى محاذاة قرية الحصامة اليمنية، التي ما زالت المواجهات المسلحة مستمرة فيها بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، في محاولة للالتفاف على العناصر الحوثية فيها، واتهم البيان السعودية باشتراكها في الحرب الدائرة، وهدد البيان بنقل ميدان المعركة إلى الأراضي السعودية، كما اتهم الحوثيون ـ في بيان آخر نشر في 27 أغسطس الماضي ـ السعودية بإرسال طائرات حربية قصفت مواقع شمال مديرية "الملاحيط" اليمنية، الأمر الذي نفته السلطات اليمنية على لسان مسؤوليها وفي بيانات رسمية.

الجدير بالذكر أن المواجهات ما زالت مستمرة بين القوات اليمنية والحوثيين، وما زالت أصوات الطائرات والمدافع تسمع في كثير من القرى السعودية على الحدود اليمنية، وحاولت "السياسي" دخول تلك القرى، إلا أن دوريات حرس الحدود السعودية رفضت ذلك، موضحة أن التعليمات لديها تفيد بالقبض على أي سعودي يقترب من الشريط الحدودي المحاذي للأراضي اليمنية من الجانب السعودي، وتعاقبه بالسجن ثلاثة أسابيع ودفع غرامة مالية.

المصدر http://alassiyasi.com/?browser=view&...0619&lang_id=0

http://alassiyasi.com/_img/jazan-ksa864.jpg

مشكلة هذه المرة .. الحرب قويّة جداً . أكثر من اي وقت مضى .

وقد تؤثّر على المناطق السعودية .

شكراً قف هنا فقط .