نصوص شعرية/لفهد الخليوي

نصوص شعرية/ لفهد الخليوي

بوح

سناء
أنت للروح
مرسي
ومسرى
وسماء
أنت موج راقص في شغاف القلب
وعشب ندي تنامي بشتي كياني
أنت بركان الأنوثة
وينابيع الخصوبة
سناء
دلفت بأشجاني إلي نهرك العذب
قادم من غبار الوقت
ومن عطش الصحاري
رشحتك جراحي الأليمة
لفاتنة...
تجلسين على رملي اللؤلؤي
لملمي ماتبقى من فتات الرمل
واهطلي مطرا على سفح قحطي وجوعي
سناء
ضمي تفاصيلي
كل أحلامي
ضجي بأصقاع دمي
أغنية شجية
معلقة على وجه المساء
كوني لبوح مشاعري منفى
وبحرا ومدينة
كوني لهول تشردي
وطنا للغرام.


منك تنهمر التفاصيل

مدى حبال حضورك صوب قلبي
اخرجيني من نمط قتل النبض وأسرار الولادة
جئت من ذاكرة مرهقة
أنهكتها الأساطير
فرت من أكاذيب الخرافة
إلمسي غيبوبة وقتي
رشي رعودك في شراييني
وقتك شاهق في ترانيم حزني
سابح في وريد الشمس
مبحر في تفاصيل صمتي
وقتك عرس هذا الرمل
حلم هاذي الأرض
وامتزاج البدء في دفء الخصوبة
وقتك مطر للعناق
فلك يشرق الفجر من غيثه
يشمخ النخل من مائه العذب
وقتك خالج القلب
انفضي لغتي من تراب الليل
واشعلي مفرداتك في مهجتي
غردي في سمائي
ارسمي من تسابيح الوهج
لوحة للوطن.
تباريح

موغل في هروبي إليك.
يغمرني ألق باهر وعبق مثير كلما اقتربت لأمواج بحرك.
كلما اجتاحني دفئك.
يغشاني وجهك الفاتن وتمتلئ روحي بأكوان فسيحة.
تغمرني عبقرية أنوثتك
صخب عطشك
إنسانية جوعك.
نعزف معا سيمفونيتنا المجنونة.
ويستكين كياني خاشعا لشمس عينيك.

***
للقماش رنين على جسدك...
كأن خيوط القماش منسوجة من وهج.
أنت غصن من غصون الخصب...
أنت نصف البحر.
نصف الأرض.
نصف القلب.
لو تنائيت بعيدا...
كيف أنصافها الأخرى...
تغني
كيف تحيا؟

***
* ميدوزا...
الحب رحيق النبض...
لا يتحجر
لايجف
لا يموت أبدا.
يتسلل بين الدهشة والدهشة.
ويسكن في شغاف القلب.
ميدوزا...
أحيلي من تشائين إلى حجر.
إلا الحب.



عزف غير منفرد

على راحتيك
قرأت خرائط عمري
وهمتٌ بصحراء الحرائق
كي اطبع
وطنا
يشبهنا
أو قبلة تصهرنا
إستوقفتني جهات الوقت
لكني سريت
وحملت تيهي
صوب رمل الجزيرة
حامت على رأسي
نسور غضيبه
ناخت لها الأنواء
وانهمرت
ونهلت
من اطيافها
حتى ارتويت
ضجت
رعود
قرب ظلي
وبحثت
في نفرة الغزلان
عن وجهي
وعنك
على شاطئيك
نثرتٌ
عصوري
مواويل
اعتراف
غريب
تملقت كل حدود البحار
بحلم غنائي
ايقنت
أني غريق
إلى يوم
أن تبعثي
إلى يوم
أن يصبح الماء
في قاع كأسي
يفيض
بروقا
يفيض
شموسا
يفيض
كما تشتهين


تفاصيل من عينيك

أناديك00
ياجولة الأبد الغريقة في لوحة العشق
وأدخلك في ردهات اختلاجي
تذوب المسافات في المستحيل
وعبر دمي تعبرين المواني
تصيرين في كل حرف قصيدة
وفي كل قلب عشيقة
ومن بين سرب الجميلات
تصيرين نهرا من الشجن العذب
زمان يجول بعينيك أحلى من الشهد
وأجمل من كل وقت ووعد
بعينيك , لا يذبل ورد الصباح
ولا يعطش حلم المساء
بعينيك لاتغرق تسبيحة في السماء
أناديك
رنينك في عروق المحبين يجري
ويغسل وجه الزمان المقيت
تعالي..
كقاطرة الموج
وتشكيلة العشب في هاجسي.

عبق

تجف بحاري وأنهاري ، وتبقى مواعيدك الممطرة تجول في ردهة القلب..
أنت حلم مترع بالوهج ، يزرع عند ساحل عتمتي حدائق فجرك وإشراقة شمسك.
في ظلال انتظارك ، أضئت قناديلي وأوقدت جمرعشقي .. مبتهلا لحضورك الخصب أن يجيء ، ليلملم بقايا نبضي ويمطر في صحراء عطشي.
أراك بإحساسي بكل غرامي .. تنهمرين ، تقتربين مني .. وتبتعدين عني!
يغمرني عبق عطرك .. وأظل في حرم انتظارك خاشعا للمح برقك ونكهة وردك.
تدور سنين أحزاني ، وأفلاك أزمنتي قرب ضفاف أوقاتك ، وتعزف أناملي على أوتار غيابك لحنك الشجي.
أضناني سراب المسافات .. كلت خطاي وأنا أجوب رمال التيه وليل البلاد الطويل.
متي تصطخب رعودك في صمت سمائي ، وتفيض أوديتى بماء غيثك العذب؟
متى يطفح كأسي بنبيذ دفئك وفيض جلالك؟
أنت خريطة روحي ، وشريان حلمي ، ونجمة تبث ومضها البهي داخل خيمة غربتي.
أنت حروف بوحي ومسك بدايتي وختامي.