لاشك انها محاور ساخنة بل ملتهبة تزامنت مع بعضها البعض كاختبار حقيقي لجاهزية قطاعاتنا العسكرية والمدنية على حد سواء.
مع العصابة المجرمة من المتسللين على حدودنا الجنوبية اكتشفنا من هم معنا ومن هم ضدنا. تماما كما اكتشفناه عندما دخلت قوات الغدر العراقية مدينة الخفجي حيث رقص فرحا بعض المجرمين الذين عاشوا على هذه الأرض بأمن وأمان وكرامة مستفيدين من كل خدمات الدولة التعليمية والصحية والأمنية.
رقصوا هنا وأمامنا بكل وقاحة, ورقص آخرون في وسط عواصمهم العربية فرحا بما اعتقدوه احتلالا عراقيا دائما لأرضنا السعودية متناسين المواقف النبيلة التي وقفتها المملكة على كافة الأصعدة معهم ومنذ تـأسيسها على يد المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه في مقابل شعارات بلا معنى كالتي نسمعها الآن.
لقد تناست حكومتنا كل ذلك وتعالت على جروحها التي تركتها تلك المواقف وعادت لتفتح قلبها الكبير ليحتضن كل عربي بغض النظر عن تلك المواقف مما شجع البعض على تكرار مواقفهم حتى وهم يدركون ان جنودنا يدافعون عن تراب أراضيهم.
خرجت علينا مجموعة ( النفاق ) التي استكثرت حتى المشاركة في إصدار بيان يؤيد ما قامت به المملكة دفاعا عن أرضها وشرفها وطهارة دماء أبنائها.
لم يكن ذلك الموقف بعيدا عن تلك الجزيرة السوداء التي فتحت أبواقها لتساوي بين دولة تدافع عن سيادتها وبين عصابة مسلحة استأجرت مرتزقة من كل حدب وصوب فباتت تلك الجزيرة كما كانت قذرة نتنة .
كارثة جدة ليس لها عنوان إلا (الفساد) فالحكومة وعبر ميزانياتها الضخمة لم تبخل على هذه العروس فخصصت في كل عام مليارات الريالات لدعم بنيتها التحتية ولكن الفضيحة كانت عندما تطايرت تلك المليارات وبقيت البنية التحتية كما كانت عليه قبل عشرات السنين.
المناطق العشوائية هي أراضٍ تقع في مجاري السيول إلا انه تم منحها لشخصيات كبيرة ونافذة. والأمانة على علم بذلك وقد سمحت بتخطيطها وتداول بيعها على الناس البسطاء فلا داعي الآن للتهرب وتحميل المواطن الذي ذبحته تلك الظروف مأساة ما حدث.
سمعت وكيل أمانة جدة وهو يحمل الطقس والقاطنين في العشوائيات مسئولية ما حدث ويدافع عن أمانته ومعالي رئيسه بينما توقعت أن يبادر الاثنان بتقديم استقالتيهما حتى لو لم يكونا مسئولين مباشرين عما حدث احتراما على الأقل لحرمة الشهداء ومشاعر ذويهم.
كارثة جدة أنستنا أن نقول شكرا لخادم الحرمين الشريفين ولسمو النائب الثاني وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للحج وشكرا للأمير خالد الفيصل وللدكتور عبدالله الربيعة بعد النجاح الكبير الذي شهده حج هذا العام فقد كدنا ننسى ما بذلته الدولة في سبيل ذلك بعد ان آلمتنا مشاهد الموت و الدمار وهزتنا دموع الأسر التي فقدت أعز ما تملك في غمضة عين.
الناس تريد معرفة الحقيقة لأنهم يخافون أن يكون بعض المسئولين قد سرقوا الأذن الثانية للجمل الذي سبق وان سُرقت منه أذنه الأولى واللبيب بالإشارة يفهم .
