الحرباء حيوان يمتلك وسائله المعروفة عندما يستشعر أن الخطر قادم,
فعندما يتوجس خيفةً يغير لونهُ طبقاً للشي الذي يزحف عليه حتى يتوارى
عن الرصد,,
وهي أحد طرقه ُ الآمنة التي يستخدمها للدفاع عن نفسه,,,
هناك شبه بينه وبين الحرباء الناطق مع اختلاف الأغراض لكلاً منهما,,
فالحرباء الزاحف لا يستخدم وسائله إلا من أجل تأمين حياته دون الإضرار
بالغير كونه حيوان,,,
أما الحرباء الناطق فلهُ من الأساليب ما يهلك الحرث والنسل,
هو كالحرباء من حيث اللون عند الاختفاء,
ولكنه يختلف عنه من حيث لعب الأدوار أثناء الظهور عياناً,,,
تراه اليوم بهيئة يبهر الألباب وغداً تراه بشكل تزدريهِ القلوب الحية,,
عنده القدرة على تقمص شخصيات منوعة لغرض الضحك على الذقون,,
وعنده القدرة على تفصيل الثياب التي تكتم رائحة جلدهُ النتن كحيله تصرف
الأنوف عن الشم,,
كما أن لهُ لسان يستطيع أن يلوك المعاني الرنانة التي تلامس الأوتار الحساسة
للتضليل ليس إلا,,,,
(يعطيك من طرف اللسان حلاوة..ويروغ عنك كما يروغ الثعلب)
ينقلب بالثواني دون عناء يرهق باله المرفرف في فضاء الغرور والكبرياء
فلا يزجره حياء,
لأنه يفتقد للحياء,,,
يبدّل مواقفه انسجاماً مع معطيات المصلحة الذاتية دون أن تتحرك فيه
شعره تايقض ضميرهُ الميت,,,
يتسلق على أجساد الضعفاء حتى إذا نال مبتغاة لا يألو جهداً أن يسلب
أدنى حقوقهم المشروعة وينكر معروف جميلهم بكل بساطه,,,
هو كالحرباء ولكنه أعظمُ خطراً لأنّ من صفاتهِ الكذب والخداع والمكر والغدر
والخبث,,,,
هو كالحرباء ولكنه يعيش بيننا وغالباً ما يكسب ثقتنا من خلال منهجه الساحر
الذي يجرعنا مفرداته بسلاسة منطقه العجيب,,,
ونتيجة لهذا السلوك المشين راح ضحيتهُ أبرياء ليس لهم ذنب سوى أنهم
ارتكبوا حماقة لما انساقوا خلف هذا النوع من البشر الذين تجردوا من الإنسانية,,,
يا ما ذهبت آمال أدراج الرياح بسبب هؤلاء المرتزقة الذين يقتاتون من عرق
الناس ولا يبالون أن سالت الدموع أو يبست الشفاه,,,
فالحرباء الزاحف أرحم لولا أنه لم يُعلّم هذا المستهتر فنون الكر والفر
لمصادرة أحلام الصامتين,,
فهل نطقت أيها الحرباء لتسترجع لونك من ذلك المارد؟؟؟
فياليت أنك تسترده وتكف عن إعارته أحداً سواك,,
فلو لم تهديه للعابث لكنت قدمت جميل لن ينساه لك ذلك العاري في برد
الشتاء,,,
فهل صرنا كالحيوانات المفترسة حتى يخدعنا الحرباء؟؟
قد نكون كذلك ولكن لا عتب على الحرباء أن توارى خوفاً من الاعتداء,,
ولكن هذا المفترس الذي سرق لون الحرباء,
كيف نأمن على أرواحنا من أسلحته الفتاكة أن أراد قتلنا بدم بارد؟؟؟
قد نلتمس العذر للحرباء كونه حيوان مصيره الفناء؟؟؟؟
ولكن كيف نحترس من هذا الناطق بين ظهرانينا ونحن لم نزل نعشق الحياة؟؟؟
هل نتركها لهُ ونرحل؟؟؟
أم ننتظر ليوم الجزاء؟؟؟
أم أننا نرضخ للشقاء,ونقدم قرابين تشفع لنا أن تمردنا عن الطاعة العمياء؟؟؟
أم أننا نمزق أستار البناء؟؟؟
تلك أسئلة قد نجد فيها العزاء, أن أدركتها حروف الوفاء,
أما إذا انحرفت جانباً قد لا نبرح ألحان الغناء,
بل قد نرقص تمايلاً على استحياء, على إيقاعات ترانيم البكاء,,
يا لكلمات الثناء التي تمجد أقاويل الحرباء,,,
فهل نسمع النداء إذا حان اللقاء؟؟
أم نكتفي بالدعاء إذا رضينا بالبقاء؟؟
فهو كالحرباء ولكن بانت مخالبه للملاء,,,
أليس فينا من يعتبر من دروس الزمن؟؟؟
أم أن الزمن قطع حبال الرجاء؟؟؟
لا أقول أن الحليم تكفيه الإشارة ولكني أسأل الصامت
إلى متى يصبر على التلقين؟؟؟؟؟؟
/
/
/
راق لي وتناسب لاشخاص معينين ::sa01::