ضرب وشه بإيدي

"ضرب وشه بإيدي"

استطاع الممثل المصري المخضرم عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة" التي عرضت في بداية الثمانينيات أن يقدم نفسه بشكل مختلف، خصوصاً أنها المسرحية التي شهدت بطولته المتفردة لأول مرة، ولا تزال جملته الشهيرة "ضرب وشه بإيدي" حاضرة في أذهان الكثير، ويستشهدون بها كلما كان هناك من يرمي بأخطائه على غيره.
أبرز اللاعبين السعوديين الحاليين الذين يمارسون هذا الدور وبطريقة مكشوفة تماماً هو نجم فريق الشباب "المدلل" ناصر الشمراني، الذي يجد كل حماية من إدارة ناديه سواء مع زملائه اللاعبين وكذلك الأجهزة الفنية والإدارية وحتى من لاعبي الفرق الثانية.
حادثة الملاسنة التي حدثت بينه وبين مدرب فريقه البرازيلي عقب استبداله في مواجهة الوحدة الدورية الأخيرة، ورميه بقارورة ماء تجاه أحد المعاقين هي إحدى مسلسل حلقات إصراره على ممارسة "الخروج عن النص" وسط مباركة من إدارة ناديه التي استقطبته من نادي الوحدة.
لم تكن تلك الحادثة إلا تكرار لموقفه العام المنصرم من استفزاز احتياطي الأهلي، واشتباكه معهم بعد أحد الأهداف في ملعب الملز، مروراً بضربه لحارس النصر خالد راضي من دون كرة في مواجهة الفريقين بالدوري هذا الموسم، وكذلك ضربة لقائد فريق الأهلي محمد مسعد بشكل غريب في آخر مواجهة بينهما هذا الموسم.
كثير من إدارات الأندية عاجزة عن التصدي لتجاوزات لاعبيها داخل النادي وخارجه خصوصاً في المواجهات الرسمية، ولا تجد إدارة نادي الشباب أية حرج في إلقاء اللوم على الجهات الأخرى في جميع المناسبات الماضية، وأعتقد أن مدرب الشباب سيكون ضحية دلال الشمراني إذا ما تراجع عن موقفه، وقام بالاعتذار للشمراني على استبداله خصوصاً أن مباراة الفريق القادمة ستكون أمام النصر، وهي مباراة "كسر عظم" لذا ستضحي إدارة الشباب بانضباط الفريق وهيبته مقابل مشاركة لاعبها "المدلل" أمام النصر خوفاً من ثورة نصراوية يكون الشباب ضحيتها، وبالتالي إضعاف حظوظه بالمنافسة على الدوري.
الموسم الماضي قام مدرب فريق الهلال كوزمين بحماقة أعقبها بتجاهل مصافحة أحد مشجعي الفريق من ذوي الاحتياجات الخاصة وكانت نهايته الإبعاد من الدوري السعودي، لكن قرار مثل ذلك لم يمنعه من البحث عن المشجع المغلوب على أمره والاعتذار له ومنحه هدية ثمينة جداً، في تصرف مثالي جداً عكس صورة مميزة عن أخلاقيات هذا المدرب المميز فنياً، إذ لم يمنعه خطأه من المكابرة، وقدم صورة جيدة ختم بها علاقته مع الكرة السعودية، في المقابل لا يزال مهاجم الشباب ناصر الشمراني وهو اللاعب "المسلم" عاجز عن تقديم مبادرة تمحي سلوكياته الخاطئة خصوصاً مع مشجع "مسكين" قدره أنه موجود على مضمار الملعب لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن أنصار الشباب وبدلاً من أن يهديه الشمراني هدفاً يضمن بها نقاط المواجهة ويذهب لاحتضانه عقب التسجيل يفاجئ بقارورة مياه ليس من المدرجات خلفه إنما من نجم فريقه وأمامه مباشرة، إنه الدلال المفسد قاتله الله.

توصيل مجاني:
- النصر إن نجح في تجاوز الشباب في موقعة الجمعة سيكون بإمكانه تعطيل الهلال بعدها.
- ديسلفا ينفع لكل شئ إلا تدريب كرة القدم، لأن الفريق لا يعرف كيف يلعب كرة قدم سهلة معه، ويعيش حالة توهان فني.
- رباعي النصر الأجنبي بإمكانه أن يفيد فريق أقل من النصر، لكن استمرارهم لن يجلب لأنصاره الفرح الذي ينتظرونه.
- الدعوة بعدم إعطاء رئيس الشباب أكبر من حجمه جاءت متأخرة لكن مضمونها صحيح، لذا بات الرد عليه في الملعب هو القاتل لأحلامه بالصعود على أكتاف النصر الذي منحه الكثير من الضوء.

صالح الصالح - صحفي ومعد برامج رياضية