ألمٌ بسروالٍ مهتريء.........عبدالإله مذكور
ألمٌ بسروالٍ مهتريء
صداع يدك مؤخرة رأسه وأفكار أثقلتْ كاهل جمجمة لم تُكمل عامها العاشر.....يركل قصصات الأزقة بلباسه الرث ويُمسك بيده حقيبته المدرسية المهترئة.........أصداء عويل والدته العشرينية البارحة واستنجادها يُجبر أزمنته على تجرُع أتربة العربات الفارهة المارقة بسرعة والمقلة لزملائه .......قساوة هكذا وجود يجتث إكسير براءة ويُصيب زقزقة الفجر بالخرص....... يمسح بكمه الأيسر إنكسار الدمع وتكتل الوجع......
في قارعة الطريق يتمثل له وجه زوج والدته والذي يكبرها بربع قرن بلحيته الكثة وملامح برائحة الدم الزفرة..... يتفنن في شتات كبرياء من نور....يعربد في محمية الإباء إنتقاماً كلما كشرت عقده المزمنة......... لا يجيد الا مزيج من استغلال الحاجة وجلدها........ كلما زاد فشلاً في قمع عزة زاد بطشاً....... فلا أحد تلجأ اليه والدته بعد الله فكل عزوتها قد زُج بهم في غياهب السجن بجريرة زوجها الأول وهجرها العامة......
إشتاق بجوارحه لأبيه والشكوى لأحضانه الباسمة.....
مازال يتذكر تلك الليلة عندما كان في الثامنة......دنى منه والده وهو نائم......قبَلَهُ فزاد تسارع عمره لتشيخ بعدها ليست ازمنة القُبل فحسب بل أبعاد الحياة......أفاق مبتهجاً بحبور الإنتشاء ليرمي بأنفاس ناعسة على صدر والده الذي ضمه كالماء لينساب على عرصات جسمٍ راحل..... أغلق والده باب غرفته بينما ابنه يتأمل .....ففز الصغير من على سريره متسائلاً: ما هذا حول خاصرتك يا أبتاه؟.....إنها أحزمة الجنة يافلذة كبدي....... يانور عيني هناك أناس يلعقون نتوئات التعفن لينغمسوا في حياة يخال لهم أنها هانئة وهناك من يتجرع خيال تناثر الأشلاء لعله يفوز بنور الحق ورضائه وقوله "ادخلوها بسلام امنين"............
قرْع جرس المدرسة أفزعَ إنتباهه......من ركن الصف إتخذ مرتعاً لإنطواء........يتهامز الأطفال على ملابسه وخصال شعره الشاحبة .......مُدرس الرياضة البشوش طلب من الجميع الإستعداد للعب ......زاد الهرج والإستهتار عليه ........الجميع تجهز بلبس خاص حاشاه....... إقترب المدرس بعد أن نهر الطلاب واسر له " ياصغيري إغفر ضعفي بالجهر بها...... أنت الأفضل....... فأنت جينات الشهيد العطره......ونحن العار بجلبابه النتن"......
رد : ألمٌ بسروالٍ مهتريء.........عبدالإله مذكور
ما أروع أن تنزف الأبجدية نصا كهذا ..
نص تمرد على كل طقوس الوثن .. وجيش من الحروف كتيبة تمركزت هناك .. على خط التماس ..
وانتفضت على الصمت ( العار ) .. لتحرض مابقي فينا من وعي ..
مثل هذا النص جدير بدفعنا كي نشتري عقولنا ونسترد ضمائرنا من حالة الرهن قبل أن يباع شرفنا في المزاد العلني ..
لم يعد الصمت ممكنا أخي عبد الاله ..فصمتنا سيحملنا وزر نوايانا ..
عبد الاله ..
عندما لايكون الأدب ترفا .. يصبح للحقيقة والزنزانة باب واحد ..
رد : ألمٌ بسروالٍ مهتريء.........عبدالإله مذكور
عبدالاله المذكور
هذه الحروف تحمل عبيرا عطرا من رائحة ماضي مجيد
لمستقبل لا يحمل في صفحاته سوى احرف كتبها لنا مستشرقون ...
اخي الرائع
ارعبت بداخلنا ذلك الصمت المُطبق
والهبت نار الغيرة في جوانحنا
فما كان لن يعود لاننا اضعنا مفتاح الزمن
ومفتاح النصر ...
مازلنا نتخبط في لحظات اكل الدهر عليها وشرب
وهاانت الان تحي مامات بداخل كل رجل شهم ...وانت كذلك ..
رائحة الجلباب النتن هذه هي ما ورثها لنا صمتنا اليائس وخوفنا البائس
سيدي سلمت يداك ...
مع حبي
القبس
رد : ألمٌ بسروالٍ مهتريء.........عبدالإله مذكور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
عبد الالــــه
المرة الأولى التي أقرأ لك
أسلوب بلاغي أنيق
أغراني بالعوده مرات
حرف جذاب ونص فاخر000 سخاء لغوي براق
بركان توسد الإبداع وثار
هيا أخي أغرف لنا من أرضك الخصبه
وفقك الله
رد : ألمٌ بسروالٍ مهتريء.........عبدالإله مذكور
عبدالإله0000
حروفك تنساب لتتخلل الروح
ونصك يفيض بمعاني يصعب تجاهلها00
لقلمك قدرة على تطويع الكلمات وصياغة عبارات جميلة00
سلمت على هذاالإبداع000
ولك تحيااااااااتي