كانت سيارة الأجرة باستقبالي بمطار الملك خالد الدولي, صافحني قائدها بحرارة متحمدا لي بالسلامة .
كان ستيني العمر يملك كل ملامح البداوة السعودية
ابتداء من طريقة لبس العقال انتهاء إلى المتكئ البدوي التصميم بلوني الأحمر والأسود وشعار الوطن السيفين وبينهما نخلة الذي كان مابين المقعدتين الأماميتان
في غاية الأناقة والأدب وهو يرحب بي بحرارة .
هاتفي النقال وكعادته السلبية لا يحترم إصغائي لحديث الناس , وضعته بلمح البصر على الصامت
وابتسمت لقائد الأجرة كإشارة بأن حديثك أهم .
واستمر بالحديث .
سألني عن أسمي ومن خلاله عرف أني من أهل جازان التفت الي فرحا وهو يردد والله أطيب ناس أنتم يأ هل جازان.
علي العتيبي قائد سيارة الأجرة كان لبقا في تعامله معي لدرجة لا توصف
يسألني إذا كنت أرغب بالمرور إلى السوبر ماركت ؟
ويخيرني مابين جهاز التكييف أو فتح النوافذ
كل تلك اللباقة وابتسامته مشرقة كصباح الرياض المشرق .
من حيث لا أذكر أبتدئنا حديثنا وفاجأني بالدول العديدة التي زارها
البرازيل وجنوب أفريقيا والسنغال ورواندا وغانا واليونان والد نمارك والعديد من الدول الأسيوية
وأدهشني عندما سألته هل كانت للعمل أم للسياحة تلك الزيارات .؟
علي العتيبي قائد الأجرة كانت رحلاته من أجل العمل التطوعي
وبابتسامة دهشة ملئت قلبه حماسا للاسترسال بحديثه
علي العتيبي يخصص 50% من دخل أجرته للعمل التطوعي .
يقضي الصيف في العمل التطوعي من كل سنة .
يذهب وهو أعضاء عمله التطوعي الى أرجاء العالم مبشرين بالإسلام
وهو يحكي لي قصة أحد البريطانيين الذي أعتنق على يده الإسلام في أمارة الشارقة.
فاجأني بدموعه وبغصة كلامه
يقول تخيل يا أخي فهد كم هم محرومين من نعمة الإسلام
لماذا لا نذهب إليهم نخبرهم بهذا الخير الذي نحن فيه .
أنانية كبيرة أن نراهم يتخبطون في حياتهم الروحية دون أن نبصرهم إلى طريق النور والهداية .
أخبرني بأن الصيف القادم ستكون رحلته إلى الصين
شجعته كثير على عمله التطوعي الرائع
وساعدني هو مشكورا في إنزال حقيبتي من السيارة
وعندما دفعت له أجرته
شكرني وهو يقول ستكون بإذن الله شريكي في الأجر عند الله لأن نصف هذا المبلغ سأدخره لرحلتي الصيف القادم
علي العتيبي قائد الأجرة بمطار الملك خالد الدولي
نذر نفسه ونصف دخله من أجل العمل التطوعي ليس لشيء ولكن لإيمانه بأن هذا العمل طريقة لحياة ايجابية وحياة لها معنى, حياة لها هدف سامي .
في داخل كل منا حب للخير وللعمل التطوعي
ولكن من منا من حول ذلك الحب للخير إلى عمل تطوعي ملموس.
لا أريد منكم أن تخصصوا 50% من دخلكم الخاص للعمل التطوعي
ولا أريد منكم أن تقضوا إجازتكم الصيفية من أجل العمل التطوعي .
كل ما أريده هو عمل تطوعي بسيط
التفتوا حولكم وانظروا ما هو الشيء الذي تريدون التطوع به
هل أنت رجل أعمال محترف? إذن تطوع في إرشاد شباب الأعمال المبتدئين .
هل أنت من هواة القراءة? إذن ما رأيك لو تقرأ بصوت مسموع لأحد المسنين الذين لا يجيدون القراءة؟
أنت بنفسك تعرف ما هو العمل الذي تريد أن تتطوع به .
أرجوكم أجعلوا لحياتكم معنى أجمل بعملكم التطوعي
وعندما تزورون مطار الملك خالد الدولي أبحثوا عن علي العتيبي فذلك تطوعا بحد ذاته.
خبر يهمك (( سبرايم روكفلر وفرانك لوف يتطوعان بجمع التبرعات لبناء المعبد الثالث بالقدس ))
صحيفة الوطن السبت 6 فبراير2010
فــــهـــد عــــريشي
