أحياناً يكون الفقر لائقاً بك ..

المال كما يصفه الاقتصاديون ـ عصب الحياة ـ والسعادة لكي تكتمل ينقصها جرعة من المال. والمجربون قالوا: إذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك .
فحتى الحب الذي هوا لتجرد من قضبان الماديات كما يفترض تتقوض أركانه حينما يغيب المال ويحل الفقر. ورغم ما يفعله الفقر من تنقية لأجواء الروح من شوائب الطمع والجشع والتكبر ــ فإن فقيراً واحداً لم يكن ليتمنى الفقر لولا أنه فرض عليه فرضاً ـ وفي الإسلام نعم المال الصالح في يد العبد الصالح.
وفي زمننا هذا لم يعد مقبولاً أن يرضى الإنسان بالفقر ، ويخنع للفاقة ، بل ينبغي عليه السعي لتحسين أموره المادية حتى يتساوى على الأقل مع الطبقة المتوسطة من المجتمع ، وليس عيباً أن يطالب المواطن بحقه في الحياة الكريمة لا الباذخة
لكن الاعتراض يمكن في رداءة الموقف حينما تطالب بمالك ناسياً أو متجاهلاً تماماً ما عليك !! عندها فقط يكون الفقر حلالاً عليك ولائقاً بك ...
ليس من اللائق أن تجد أسرة فقيرة تحتاج الصدقة والإحسان ثم تجد بين أفراد ها رجلاً سوياً فوق الخامسة عشر وتحت الستين ، فذلك عيب يقدح في رجولته وسمعته كإنسان مسلم ، فلماذا يدب اليأس بشباب لفظته الجامعة أو الثانوية إلى سرداب الانتظار والقلق ما دامت الحياة مليئة بالمباهج التي تفتح للنفس باب الأمل
وطالما هناك عقل يفكر ، ويد تعمل ، وقلب ينبض ، فلن تجد شاباً يموت في صمت
أو مجتمع يتفكك في طريقة تجلب الرعب والهلع .. أقول هذا والشباب الذين لم يجدوا وظائف تسد رمقهم وحاجتهم الملحة إلى وظيفة يأتي معها الستر والزواج والبيت والسيارة واحترام الناس ، يملؤون الطرقات زارعين في جنباتها باساً وبؤساً وحسرة !!
ياشباب ليس الحل لهذا الفقر والملل الذي تقاسونه معاقرة الفضائيات وتعاطي النوم
انظر حولك وفتش عن نور ينبثق من هنا .. أو إضاءة تنبعث من هناك .
فلقد تواترت الأخبار ألاَ مشكلة بلا حل وإن خفي وإن صعب ، وإن توارى خلف كثبان من يأس ، أو أرتال من عجز ، فهوا موجود .. موجود . وذلك أحد أسرار بهجة الحياة وجمالها ، وكينونتها واستمرارها ،