وظائف الدم
الوظيفة التنفسية
يقوم الدم بنقل الاوكسجين من اعضاء التنفس ( الرئتين ) الى الانسجة بواسطة هيموجلوبين الكريات الحمراء ، و نقل ثاني اكسيد الكربون من الانسجة الى الرئتين لطرحها خارج الجسم .
2. الوظيفة الغذائية Nutritive
يقوم الدم بنقل و توزيع المواد الغذائية من الجهاز الهضمي الى جميع انحاء انسجة الجسم .
3. الوظيفة الاخراجية ( الطرح ) Excretory
يقوم الدم بنقل المواد الإخراجية لطرحها خارج الجسم مثل نقل ثاني اكسيد الكربون الى الرئتين و البولة Urea الى الكليتين .
4. تنظيم حرارة الجسم Regulation of body temperature
يساعد الدم في تنظيم درجة حرارة الجسم حيث يقوم بتوزيع الحرارة على اجزاء الجسم المختلفة .
5. تنظيم الاستقلاب Regulation of metabolism
حيث يقوم الدم بنقل و حمل الانزيمات من اماكن تصنيعها الى بقية اعضاء الجسم و ذلك من اجل عمليات البناء و الهدم ( الاستقلاب ) .
6. الحماية Defence
و يتم ذلك بوساطة كريات الدم البيضاء بسبب قدرتها على التهام الميكروبات و بالتالي حماية الجسم من الامراض . كما يوجد في الدم الاجسام المضادة Antibodies التي تحمي الجسم من العدوى الجرثومية .
7. تنظيم إفراز الهرمونات و حملها
Carriage and regulation of hormone secretion
حيث يقوم بتنظيم إفراز الهرمونات من غددها ( عن طريق التغذية الارجاعية السالبة ) و يحافظ على نسبتها بشكل متوازن في الدم كما و يقوم الدم بنقل هذه الهرمونات الى اماكن عملها .
8. توازن الماء Water balance
حيث يقوم الدم بالمحافظة على كمية الماء الموجودة في الجسم و ذلك عن طريق إخراج الماء الزائد عبر الكليتين و الجلد .
9. تجلط الدم Blood coagulation
حيث يتم وقف النزيف الناتج عن اصابة الاوعية الدموية عن طريق التجلط بواسطة الفيبرينوجين الموجود في البلازما .
10. الدور الواقي Buffering
حيث يقوم الدم بالمحافظة على PH
1 - البلازما Plasma
وهي عبارة عن الجزء السائل من الدم ، تسبح فيها الكريات الدموية و تبلغ نسبة البلازما الدموية الى حجم الدم الكلي 54%.
خصائص البلازما :
1. اللون :
يميل اللون الى الاصفر و ذلك بسبب وجود البيليروبين Bilirubin .
2. الشكل :
البلازما عديمة الشكل .
3. الكثافة :
تبلغ كثافة البلازما 1.027غم/سم3 ، وهي تعتمد على البروتينات البلازمية .
4. بقية الخصائص :
( اللزوجة / الضغط الإسموزي ، PH ) كما ذكرنا في خصائص الدم .
مكونات البلازما الدموية :
تتكون البلازما الدموية من العناصر التالية :
• الماء و يشكل 90% من حجم البلازما .
• مواد صلبة و تشكل 10% من حجم البلازما منها :
- 9% مواد عضوية .
- 1% مواد غير عضوية .
1. المواد العضوية Organic materials :
وهذه بدورها تتكون من :
* مواد بروتينية ( 6-8) % من حجم البلازما ( 6-8غم /100سم3 بلازما ) .
وهي تنقسم الى :
A – الالبومين Albumin و يشكل 55% من بروتينات البلازما وهذا يساوي الى ( 3.8-5.1) غم /100سم3 بلازما .
B – الغلوبيولين Globulin و يشكل 38%من المواد البروتينية وهذا يساوي 3غم/100سم3 بلازما .
C – فيبرينوجين Fibrinogen و يشكل 7% من المواد البروتينية وهذا يساوي ( 200-400) ملغم /100سم3 بلازما .
* المواد الغير بروتينية و تنقسم الى :
مواد غذائية وهي :
- السكريات Glucose و نسبتها 80-120ملغم/100سم3 بلازما .
- الدهنيات Lipid و نسبتها 600-800ملغم/100سم3 بلازما .
مواد إخراجية مثل :
- البول Urea و نسبتها 11-53ملغم/100سم3 بلازما .
- كرياتنين Creatinine و نسبتها 0.8-1.2ملغم/100سم3 بلازما .
- حمض البول Uric acid نسبتها 0.3-0.7ملغم/ 100سم3 بلازما .
2. المواد غير العضوية Non organic materials :
وهي تضم :
- البوتاسيوم Potassium و نسبته 3.5-5.5 ميلي ايكويفيلانت/ليتر MEq/L
- الصوديوم Sodium و نسبته 135-153 ميلي ايكويفيلانت/ليتر .
- الكالسيوم و نسبته 8.8 -10.2 ملغم/100سم3بلازما .
- مغنيسيوم Manganese و نسبته 1.6-2.5 ملغم/100سم3بلازما .
- الحديد Iron و نسبته 100-150 ملغم/100سم3بلازما .
- الكلور و نسبته 38-110 ميلي ايكويفيلانت/ليتر.
- البايكربونات .
2 - خلايا الدم Blood cells
ويتم تصنيف هذه الخلايا الى:
• كريات الدم الحمراء Red Blood Cells ( R.B.C ) .
وتسمى كريات دموية لأنها لا تحتوي على صفات الخلايا من حيث اشتمالها على نواة و نوية و رايبوسومات و مايتوكوندريا لذلك فهي غير قادرة عن الانقسام و التكاثر .
يبلغ عددها ( 4.5-6.5) مليون كرية /ملم3 دم .
• الخلايا الدموية البيضاء White Blood Cells ( W.B.C ) .
خلايا دموية بكل معنى الكلمة و عددها ( 4-11) ألف خلية /ملم3 دم .
• الصفيحات الدموية Blood platelets.
أجسام دائرية لا تحمل صفات الخلية العادية يبلغ عددها ( 150-400) ألف صفيحة /ملم3 دم .
وظائف كرات الدم البيضاء واهميتها
تعتبر البيضاوات في الدم كخلايا غير نشطة نسبياً ، اذ ان الدم لها مجرد وسيلة للانتقال و لكنها كثيراً ما تغادر تلك الاوعية بواسطة الاميبية و خاصية الانسلال خلال الجدار الوعائي لتصل الى الانسجة الضامة المحيطة بهذه الاوعية الدموية وهناك يتسنى لها القيام بعدد من الاعمال ( الوظائف ) الخاصة بها .
وظائف العدلات Neutrophils
اما خصائص هذه الخلايا الوظيفية فهي :
1. الانسلال : وهي هجرة النيتروفيل الموجود في الدم من خلال جدران الاوعية الدموية الى الانسجة .
2. الحركة الاميبية : و بواسطتها يتم تبادل العدلة بين الدم و الانسجة الضامة الاخرى ، وعند اللزوم و الاستعداد كما يحدث في الالتهابات فإن العدله تهاجر ب اعداد كبيرة الى المكان و تعرف هذه العملية باسم الانسلال Diapedesis وكذلك تتحرك العدلة داخل الانسجة بهذه الحركة للقيام بعملها الاساسي وهو البلعمة .
3. خاصية الجذب Chemotaxis : وهي عبارة عن تحرك العدلة نحو المواد الكيميائية التي تفرز من الجراثيم .
4. البلعمة او الالتهام Phagocytosis : تلتهم العدلة العناصر الغريبة عنها في الجسم و تدخلها الى جسمها بحركة سيتوبلازمها و اهم هذه الاجسام هي البكتيريا ، فعندما تغزو البكتيريا انسجة ما فإن العدله يزداد عددها في الدم و الانسجة و تقوم بالتهام البكتيريا و تحطيمها بواسطة انزيمات ليسوسوماتها التي تنفجر مسببة موت العدله وفي نفس الوقت موت البكتيريا ، و تكدس الخلايا الميته هو الذي يكوّن الصديد ( القيح ) .
5. الافراز
تفرز العدله بعض الخمائر والتي لها علاقة بعملية البلعمة مثل الخمائر الحالة للغليكوجي الضرورية لهضم المواد المبتلعة و الانسجة لهضم المواد المبتلعة و الانسجة المتموتة ، وكما تفرز بعض المواد الاخرى مثل Transcobolamin و Globulin والتي تثبت و تحمل فيتامين ب12 في البلازما والتي لها علاقة ببعض امراض الدم فمثلاً في احمرار الدم تزداد ال Transcobolamin ، وهذا يعني ان لها علاقة بعدد الخلايا العدله في الدم فعند زيادته تزداد هذه المواد وعندما ينقص عددها تنقص كمية هذه المواد .
وظائف الكريات الحامضية Eosinophil
1. له علاقة مباشرة بالحساسية لهذا يعتقد انه يمتص الهستامين الناتج عن حالات الحساسية و كذلك يمنع تأثير المواد السامة و البروتينات الغريبة التي تدخل الجسم .
2. له دور في تجلط الدم : يعتقد انه يفرز مادة تسمى Plasminogen او Profibrin olysin التي تتحول الى Fibrinolysin والتي تعتبر انزيم يعمل على هضم الليفن من الدم المتخثر .
3. له دور بسيط في عملية البلعمه .
وظائف الكريات القاعدية Basophils
1. تكوين الهيبارين و تحرره داخل الدم الذي يمنع تخثر الدم وكذلك يحرر الدهون من الدم .
2. له علاقة مباشرة بالحساسية فهو ينتج او يمتص الهستامين .
- لا علاقة له بالبلعمة .
وظائف الخلايا اللمفاوية
1. تكوين مضادات المناعة Antibodies ويمكن ان يتحول الى Plasma cell التي هي الجزء الرئيسي لانتاج هذه المضادات .
2. يمكن بدخولها من الدم الى الانسجة ان تتحول الى خلايا بلعميه كبيرة والتي لها القدرة على البلعمه و لكن هي نفسها ليس لها القدرة على ذلك .
3. تكوين هرمون المنشط للغدة الدرقية ، الذي يعمل مثيراً او منشطاً للغدة الدرقية .
4. DNA الموجود في نواة الخلية اللمفاوية الميتة ممكن استخدامه في خلية اخرى .
5. تحتوي هذه الخلايا على خميرة حاله للشحوم .
وظائف وحيدات النواه Monocyte
1. البلعمه : تترك دائما ًالدم الى الانسجة عن طريق الحركة الاميبية فتتحول الى خلايا بلعمية كبيرة macrophages تلتهم الاجسام الغريبة .
2. تساعد على اعادة بناء الانسجة المحطمة بعد الالتهابات .
فقر الدم- نقص الحديد
تتراوح كمية الحديد الإجمالية في جسم المولود الجديد حديث الولادة ما بين (1/2 – 1 ) غرام ، بينما تبلغ هذه الكمية في البالغين ما بين (4.5 – 5 ) غرام ، أي ما يكفي لصناعة مسمار متوسط الحجم والطول . ولكي يبني المولود الجديد هذا النقص في الاحتياطي من مادة الحديد يلزمه يومياً ما يعادل (1- 1.5 ) ملغ من هذه المادة ، وذلك طيلة فترة حياته ، وبما أن عشرة بالمائة فقط من الحديد الذي يصل إلى الأمعاء يتم امتصاصه ، لذلك وجب أن تكو ن الوجبة الغذائية لأي طفل تحتوي على كمية من الحديد لا تقل عن (10 – 15 ) ملغ/ يومياً.
يتم امتصاص الحديد في الجزء الأنسي من الأمعاء الدقيقة proximal ، وبالتحديد في العفج duodenum والصائم jejunum .
العوامل التي تساعد على امتصاص الحديد هي :
زيادة حاجة الجسم له .
حموضة المعدة .
فيتامين ج ( سي c ) .
بينما على العكس هناك عوامل تقلل من امتصاصه وهي :
القلوية البنكرياسية .
والمواد الفوسفاتية .
وكل سبب يؤدي إلى أذية مخاطية الأمعاء الدقيقة ، وخاصة العفج والصائم .
وأخيراً العمليات الجراحية على المعدة والأمعاء التي تقلل من سطح الامتصاص .
الحديد الذي يتم امتصاصه إلى الدم ، يتوزع في الجسم على الأماكن التالية :
خضاب الدم الأحمر hemoglobin :
وهو يشكل ثلثي حديد الجسم تقريباً ، ولذلك فإن فقدان الدم ، ولأي سبب كان ، هو واحد من أهم أسباب فقدان الحديد ، ويكفي كي ندلل على هذه الحقيقة أن نذكر بأن كل (1 سم3) من الدم يحتوي على (نصف ملغ ) من الحديد ، بينما (1 سم3) من الكريات الحمراء يحتوي على ( 1 ملغ ) من الحديد .
مخازن الحديد stores :
وهي على نوعين :
مخازن متحركة serum ferritin: وهو نوع خاص من البروتين ، يحمل الحديد ويكون مرتبطا به ، متوسط تركيزه في الدم ( 35 ng/ml ) ، ونقصه يعتبر واحداً من أهم دلالات نقص الحديد المختبرية .
مخازن ثابتة hemosiderin: وتتوزع في الكبد ونخاع العظم ، ونقص أو غياب هذه المادة من نخاع العظم هو أهم وأبكر علامات فقر الدم بعوز الحديد أيضاً .
حديد مصل الدم serum iron :
ويتراوح ما بين ( 50 – 120 ميكروغرام / ديسيلتر = 100 مل ) في الأطفال ، و ( 70 – 160 ميكروغرام / ديسيلتر = 100 مل ) في الكبار .
خمائر الجسم enzymes :
يدخل الحديد في تركيب الكثير من خمائر الجسم ولذلك فإن نقصه ينعكس على عمل هذه الخمائر وأهمها :
( catalase , pyroxidase , mono amin oxidase , cytochrome)
أسباب نقص الحديد :
إن أهم أسباب نقص الحديد في الجسم هي :
فقدان الدم : ولقد بينا تفسير ذلك قبل قليل ، ولذلك تعتبر الدورة الشهرية لدى النساء من أهم أسباب فقر الدم لعوز الحديد لديهن .
نقص الوارد الغذائي من الحديد : حيث يوجد الحديد بكثرة في اللحوم ، وبكمية أقل في الخضراوات أما الحليب فهو فقير به جدا ( كمية الحديد لا تتجاوز نصف ملغ في ليتر حليب بنوعيه الإنساني والبقري ).
خلل في امتصاصه من العفج والصائم ( راجع العوامل التي تساعد أو تقلل من امتصاصه ) .
الصورة السريرية :
يغلب أن تظهر أعراض فقر الدم بنقص الحديد في الأطفال ما ين الشهر التاسع إلى الشهر الرابع والعشرين من العمر . ولعل من أهم أعراض وعلامات هذا المرض هي :
الشحوب : ويكو ملحوظاً في الأغشية المخاطية لملتحمة العين ، وفي الشفاه ، وفي راحة الكفين ، وسرير الظفر . أما إذا تقدم المرض فيكون الشحوب واضحاً في جميع أنحاء الجلد .
ضعف الشهية
تغيرات في الجلد والأغشية المخاطية
أكل التراب
ضخامة الطحال ( 10 – 15 % من الحالات )
أعراض وعلامات عصبية : وتشاهد في الحالات المزمنة وغير المعالجة ( مثل النرفزة والعصبية ).
الفحوصات المختبرية :
عندما يحدث نقص في حديد الجسم ، فإن تغيرات تحدث وفق تسلسل معين ، وأول من يتأثر هي :
المخازن : فيقل الصباغ الحديدي الموجود في نخاع العظم Hemosidrene أو يختفي تماماً ، كما يقل البروتين المرتبط بالحديد في مصل الدم serum ferritin إلى ما دون ( 10 نانوغرام / مل ) =35 ng/ml) n).
ثم تحدث تغيرات دموية hematological changes
فيقل الحديد في مصل الدم serum iron إلى ما دون ( 30 ميكروغرام /دل )(50- 120 microgram/dl ).
وتزداد نسب الإشباع الكلية للحديد في الدم (total iron binding capacity (tibc إلى أكثر من (350 ميكروغرام /دل )( 350 mcg/dl – 250 ).
وتقل النسبة المئوية للإشباع transferrin saturation إلى أقل من (15 % ) ( طبيعي = 33 % ).
ثم ينقص هيموغلوبين الدم بالتدريج ...
وتحدث التغيرات الدموية المشهورة في الكرية الحمراء ، فتكون الكرية صغيرة الحجم microcytic ، ناقصة الصباغ hypochromic ، وتقل جميع المقادير المطلقة للكرية الحمراء ( حجم الكرية الوسطي MCV ، تركيز الهيموغلوبين الوسطي MCH ، وتركيز الهيموغلوبين في وحدة الحجوم من الكريات الحمراء MCHC .
وآخر من يتأثر بنقص الحديد هي الخمائر ENZYM DEPLETION ومن أهم مظاهر تأثرها :
فقدان الشهية anorexia
هيجان irritability
تغيرات عصبية ونفسية neurological changes
العلاج
تعتبر أملاح الحديدي ferrous التي تعطى عن طريق الفم هي المفضلة في العلاج ، فهي غنية بالحديد ، وسهلة الامتصاص ، ورخيصة الثمن ، وقليلة الأعراض الجانبية . ومن أهما : ( ferrous sulphate , f.gluconate , f. fumarate) الجرعة اليومية ( 6 ملغ / كغ / يومياً ) على ثلاث جرعات بعد الأكل ( قطرات للرضع ، وشراب للأطفال ).
يستمر العلاج حتى تعود معطيات الدم إلى الطبيعي ، ثم نضيف فترة ( 4- 6 ) أسابيع لملء المخازن الفارغة . آخر من تأثر بنقص الحديد ( وهي الخمائر ) هي أول من تنتعش بالعلاج ، ويتم ذلك في غضون ( 12 – 24 ) ساعة ، حيث تتحسن الشهية ، وتتلاشى الأعراض العصبية .
ثم تبدأ معطيات الدم بالتحسن ، ويستغرق ذلك فترة تتراوح من ( 36 ساعة ) إلى ( شهر ) . فتزداد خلوية نخاع العظم ، وتكثر الشبكيات retcs في الدوران الدموي ، ويرتفع الهيموغلوبين في الدم ، وتأخذ الكريات الحمراء صفاتها وأشكالها الطبيعية .
ثم تبدأ المخازن الفارغة بالامتلاء ، وهذه آخر مرحلة في العلاج ، وقد تستغرق ( 1 – 3 ) أشهر .
يبقى أن نقول كلمة أخيرة في العلاج وهي : أنه لا داعي لإعطاء الحديد عن طريق الحقن العضلي ، نظراً لسهولة إعطائه عن طريق الفم ، إلا إذا رغب المريض بذلك ، وإذا قررنا ذلك فقانون حساب الحقن يكون كما يلي : الحاجة الكلية من الحديد ( ملغ ) = ( كمية الهيموغلوبين المطلوب رفعه × وزن الجسم × 3 ) .
مع تمنياتنا لأطفالنا الأعزاء بالصحة الدائمة .
فقر الدم بسبب نقص الحديد Iron-deficiency Anemia
إن مرض فقر الدم (أنيميا Anemia) كثير المصادفة وله أسباب كثيرة، والمعالجة الناجحة تعتمد على كشف السبب الذي قد يكون واضحا في بعض الأحيان، ويكون خفيا صعبا في أحيان كثيرة وبالتالي يحتاج إلى كثير من التحريات الدقيقة. ومن أحد أنواع فقر الدم الكثيرة نقص الحديد، وهو مرض كثير الانتشار في العالم وهو يحدث في كل الأجناس والأعمار، وخاصة عند النساء والأطفال.
ما هو فقر الدم بسبب نقص الحديد؟
من الممكن تعريف هذا النوع من فقر الدم بعجز نقي العظام عن توليد عدد كاف من الكريات الحمر بسبب نقص الحديد الذي يعتبر ضروريا في تركيب الهيموجلوبين (الخضاب).
أما نسبة الإصابة بهذا المرض فهي مختلفة من بلد لأخر، ونسبة الإصابة هذه تعتمد على المستوى الصحي في ذاك البلد، فهي قليلة في البلاد المتقدمة ذات المستوى الصحي العالي، وحيث تكون نوعية الغذاء والشراب على مستوى عالي، وعلى العكس تكون الإصابة مرتفعة في البلاد المتأخرة حيث المستوى الصحي المنخفض، هذا ناهيك عن كثرة انتشار الطفيليات والديدان فيها. والنسبة تختلف أيضا في البلد الواحد بين الرجال والنساء وهي أعلى في النساء بسبب متطلبات الطمث (العادة الشهرية) والحمل والإرضاع.
ما هي أسباب فقر الدم بسبب نقص الحديد؟
نادرا ما يكون نقص الحديد وحده هو السبب فقر الدم ذلك باستثناء حالات الطفولة، وبعض الحالات التي تتطلب كميات إضافية من الحديد مثل الحمل، وسن النمو عند الأطفال، وبعض الحالات التي يضطرب فيها امتصاص الحديد في الجسم مثل الإسهال الشحمي والسبرو sprue (التهاب مزمن في الغشاء المخاطي للقناة الهضمية) ؛ وإسهال المناطق الحارة.
أما باقي الحالات والتي تشكل معظم حالات فقر الدم بنقص الحديد فهي ذات أسباب أخرى تختفي وراء فقر الدم هذا، والذي يكون نتيجة للمرض الأصلي المسبب، وهنا تكون الأعراض التي يشكو منها المريض والتي يراجع من اجلها الطبيب هي أعراض فقر الدم، وليست أعراض المرض الأصلي المسبب لفقر الدم، فإذا ما شك الطبيب بوجود بؤرة نازفة ولم يستطع كشفها بالفحص السريري، فغالبا ما تكون في الجهاز الهضمي، وان فحص الدم الخفي في البراز والدال على النزف غالبا ما يكون إيجابيا، وتكرار هذا الفحص ضروري حيث لا تكون النتائج إيجابية دوما، لان النزف الهضمي قد يكون متقطعا وغير مستمر. ومن أهم البؤر النازفة في الجهاز الهضمي والمسببة لفقر الدم بنقص الحديد:
البواسير.
قرحة المعدة والاثنى عشر.
المعالجة الطويلة بالأسبرين.
دوالي المريء.
سرطان القولون والمعدة.
الديدان.
ما هي أعراض وعلامات فقر الدم بنقص الحديد؟
بصورة عامة هناك نوعان من الأعراض:
أعراض المرض الأصلي المسبب.
الأعراض الأخرى التي يشكو منها المصاب وهذه تقسم إلى قسمين:
أعراض وعلامات عامة تشاهد في كل أنواع فقر الدم:
وهي: الشحوب، سرعة التعب، ضعف عام بالعضلات، صداع، دوار مع الشعور بعدم الثبات، طنين الأذنين، نفخات انقباضية وظيفية، وغيرها....
وطبعا ليس من الضروري أن يشكو المريض من كل هذه الأعراض السابقة، وإنما في حالات كثيرة تنحصر الشكوى بعرض واحد أو اكثر وذلك حسب شدة فقر الدم لديه.
الأعراض والعلامات الخاصة بفقر الدم بنقص الحديد:
إذا استمر فقر الدم مدة طويلة تظهر تغيرات في الفم واللسان والأظافر، فالغشاء المخاطي للسان يصبح في نسبة لا بأس بها من المرضى شاحبا ناعما وبراقا، وتضمر الحليمات اللسانية (خاصة على الجانبين)، ويكون اللسان غير مؤلم إلا إذا أصيبت بقع منه بالالتهاب. أما الغشاء المخاطي للفم والوجنتين فقد يبدو بلون احمر، وقد تظهر تشققات على جانبي الفم يقال لها الصوار cheilosis. أما الأظافر فتبدو مسطحة أو مقعرة كالملعقة وتعرف باسم تقعر الأظافر، وتتصف الأظافر بتشققها وسرعة انكسارها. أما الطحال فقد يتضخم في بعض الحالات القليلة.
الفحوص المخبرية
إن استمرار فقر الدم بنقص الحديد لسبب من الأسباب، كأن لم ينقطع النزف عن المريض أو لم تعالج المرأة المصابة بغزارة الطمث أو امتداده، فان مخزون الحديد في الجسم يقل تدريجيا حتى ينضب، وهنا يهبط الهيموجلوبين (الخضاب) والهيماتوكريت وعدد الكريات الحمراء. ويكون هبوط مقدار الخضاب شديدا وقد يصل إلى حوالي 4 غم/100مل في حين أن المعدل الطبيعي الوسطي له هو حوالي 14 غم/100مل، أما عدد الكريات الحمراء فلا ينخفض كثيرا.
اللطاخة الدموية Blood film
تبدو فيها الكريات الحمراء صغيرة الحجم ناقصة الصباغ ويتخذ كثير منها أشكالا مختلفة، ويتخذ البعض الأخر أحجاما مختلفة، فبعضها تكون صغيرة الحجم والبعض الآخر كبيرة. وقد يظهر عدد قليل من الكريات الحمراء الفتية في اللطاخة. أما عدد الكريات البيض والصفيحات والشبكات فعادة تكون ضمن الحدود الطبيعية على الغالب، ولكن تحدث فيها تغيرات في حالة النزف.
كيف تتم المعالجة؟
تعتمد في الدرجة الأولى على معرفة سبب نقص الحديد، ومداواته بإيقاف النزف أو تحسين تناذر سوء الامتصاص (أي سوء امتصاص الحديد في الجسم) ثم البدء بإعطاء مركبات الحديد. وغالبا فإن العلاج يعطى عن طريق الفم، ومدة العلاج يجب أن تستمر لثلاثة اشهر على الأقل بعد أن يعود مقدار الخضاب إلى الحدود الطبيعية لكي يستعيد الجسم مخزونه من الحديد.
وإذا كان هناك أي مانع لإعطاء العلاج عن طريق الفم كعدم تحمل الدواء أو غيره، فمن الممكن عندئذ إعطاؤه بشكل حقن عضلية. إن الاستجابة للعلاج عن ممتازة عموما، ويجب معايرة خضاب المريض بعد ثلاثة أسابيع من بدأ العلاج لمعرفة مدى التجاوب. فإذا لم يرتفع الخضاب إلى المستوى المتوقع فيكون سبب ذلك:
عدم تناول المريض العلاج بشكل مستمر ومنتظم.
وجود خطأ في التشخيص.
إصابة المريض بتناذر سوء الامتصاص.
إذا لم تعالج الإصابة فإنها تسير سيرا مزمنا، وان أهمية الإصابة ليست خطورتها على الحياة، ولكنها تؤدي إلى فقد الفعالية وخفض المقاومة للانتان (عدوى infection).