بسم الله اغلرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الهادي الأمين محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبة وسلم تسليماً كثيراً
الشمس كتلة نارية ملتهبة ونجم مُشتعل منذ أربع مليارت سنه , وسبب مهم لستمرار الحياة على كوكب الأرض
ولكن هل يا تُرى
هل فهم الإنسان الشمس وحركاتها كما نفهمها اليوم ؟
إهتم الإنسان بدراسة الفلك والكواكب والنجوم منذ قديم الزمان
فقد إستطاع الصينيون والبابليون ان يتنبوء بالكسوف والخسوف
وزاد الإهتمام في عهد اليونان فقرر طالس ارسطو وباطلنوس ان الأرض ثابته وهي مركز الكون
والشمس وكل الكواكب تدور حولها في كونٍ كروي مغلق
قبل الميلا د بثلاث قرون جاء ارستاركوس بنظرية أخرى
فقد قال بدوران الارض حول الشمس ولكنه اعتبر الشمس جرماً ثابتاً في الفضاء
رفض الناس هذه النظرية وأعتبرها خروج عن الدين والعلم لقوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)
صدق الله العظيم .
وحكمو على مؤيديها باشد أنواع العقاب ’ ظلت الأمور كذلك حتى أنتهت العصور الوسطى , في عام1543 نشر العالم الفكي موبر نيكوس كتابة عن الفلك والكواكب , أمسى كوبر نيكوس في كتابه , نظرية دوران الأرض حول الشمس , ولكنه أعتبر ايضاً كسلفه أرستاركوس أن الشمس ثابته
بدأ العلماء يميلون إلى هذه النظرية تدريجياً وبدأت تتحول إلى حقيقة بعد أختراع التلسكوب ففي القر السابع عشر ميلادي إستطاع العالم الإيطالي غاليلو ان يصل إلى هذه الحقيقة عبر مشاهدتة الدائمة وتعقبة لحركة الكواكب والنجوم , وتوصل العالم الفلكي كابلر إذا ان الكواكب لا تدور حول الأرض بل تسبح في مدارت خاصة بها حول مركز هو الشمس , بعد كل هذه القرون من البحث توصل العلماء إلى حقيقة دوران الأرض الكواكب حول الشمس ولكنهم تسالو ثانيةً
هل الشمس هي مركز الكون , وهل هي ثابته ام إن لها مدار تسبح فيه ؟
في منتصف القران التاسع عشر كشف العالم الإنجليزي ريتشر كلنقتون ان الشمس تدور حول نفسها خلال فترة زمنية قدرها ب28 يوما و6 ساعات وثلاث واربعين دقيقة وذالك من خلال تتبعة للبقع السوداء التي اكتشفها في الشمس , وتذكر الموسعة الأمريكه (اُن كارتا ) ان مجرتنا تحوي حوالي مئة مليار نجم من بينها الشمس كلها تدور حول مركز المجره
تبعد الشمس عن مركز المجره مليارات مليارت الكليو مترات في 2.7 *10 أُس 17 كيلو متر وتجري حوله بسرعة 220 كيلو متر في الثانية , وتسترق حوالي 250 مليون سنه لتكمل دوره كامله وقد أكملت ثمانية عشر دوره فقط مخلال عمرها البالغ 4,6 مليارت سنه ويعتقد العلماء ان الشمس قد قطعت نصف مدة حياتها وأنها ستتحول تتدريحياً ألى نجم منطفىء
بعد خمس مليارت بعد أن تبرد طاقتها وتتكثف الغازات فيها ,إستغرقت الإنسانية حوالي اربعة االأف سنه لتصل إلى هذه الحقائق والنتائج , واستمر بناء النظريات ليكتمل منذ مئة سنة فقط
وجاء في الأية 38 من سورة يس (
ومعنى الأيه
قولة تجري يشير أن الشمس ليست ثابته وأن لها حرمة خاصة بها
وقوله تعالى ومستقر لها:يشير إلى انها ستصل إلى وقت ستسكن فيه وتنطفىء
والإستقرار كما قال علماء اللغة يأتي بمعنى السكون والهدوء .
منذ ذلك الزمان كان معظم علماء المسلمين مقتنعين بأن جريان الشمس هو دورانها حول الأرض في قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) ولذلك عندما اقترح العلماء أن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها أنكر علماؤنا عليهم هذا القول لأنه يخالف صريح قوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي)، وهذا حقهم لأن القرآن هو الأصل وهو الحقيقة المطلقة، أما العلم فهو نسبي متغير.
والعجيب أن علماء الغرب بعد أن قالوا بثبات الشمس تراجعوا عن قولهم وقالوا إن الشمس تدور حول مركز المجرة، ثم بعدما تطورت علومهم وجدوا أن حركة الشمس هي حركة اهتزازية تشبه جريان الخيل!!! في وصف حركة الشمس!
وهكذا اتضح أخيراً أن الشمس تجري بالفعل، ولكن هل سيستمر هذا الجريان للأبد! يقول علماء وكالة ناسا إن الشمس تجري باتجاه نقطة يسمونها "المستقر" وهنا تتجلى معجزة القرآن عندما أخبر بهذا الأمر بدقة: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) !
..............
فِي مَعْنَى قَوْله " لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا " قَوْلَانِ أَحَدهمَا أَنَّ الْمُرَاد مُسْتَقَرّهَا الْمَكَانِيّ وَهُوَ تَحْت الْعَرْش مِمَّا يَلِي الْأَرْض فِي ذَلِكَ الْجَانِب وَهِيَ أَيْنَمَا كَانَتْ فَهِيَ تَحْت الْعَرْش
"
عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ كُنْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد حِين غَرَبَتْ الشَّمْس فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَب الشَّمْس ؟ " قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد بَيْن يَدَيْ رَبّهَا عَزَّ وَجَلَّ فَتَسْتَأْذِن فِي الرُّجُوع فَيُؤْذَن لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَرْجِع إِلَى مَطْلِعهَا وَذَلِكَ مُسْتَقَرّهَا " ثُمَّ قَرَأَ " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا " قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرّ حِين غَرَبَتْ الشَّمْس " أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَب ؟ " قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَتَسْتَأْذِن فَيُؤْذَن لَهَا وَيُوشِك أَنْ تَسْجُد فَلَا يُقْبَل مِنْهَا وَتَسْتَأْذِن فَلَا يُؤْذَن لَهَا وَيُقَال لَهَا اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَطْلُع مِنْ مَغْرِبهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم " .
وَقِيلَ الْمُرَاد بِمُسْتَقَرِّهَا هُوَ اِنْتِهَاء سَيْرهَا وَهُوَ غَايَة اِرْتِفَاعهَا فِي السَّمَاء فِي الصَّيْف وَهُوَ أَوْجهَا ثُمَّ غَايَة اِنْخِفَاضهَا فِي الشِّتَاء وَهُوَ الْحَضِيض "
وَالْقَوْل الثَّانِي " أَنَّ الْمُرَاد بِمُسْتَقَرِّهَا هُوَ مُنْتَهَى سَيْرهَا وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة يَبْطُل سَيْرهَا وَتَسْكُن حَرَكَتهَا وَتُكَوَّر وَيَنْتَهِي هَذَا الْعَالَم إِلَى غَايَته وَهَذَا هُوَ مُسْتَقَرّهَا الزَّمَانِيّ
تفسير ابن كثير
.................
