تاريخ محافظة صامطة العريق
يدرك الناظر في تاريخ صامطة أنها وبمسماها الحالي كانت موجودة على مسرح الحياة منذ عام 1103هـ حيث التوثيق الأول لها تحت اســــم ( سامطة ) عند المؤرخ عبدالرحمن البهكلي المتوفى عام 1114 هـ , إذْ يذكرها في أحداث سنة 1103 ضمن كتابه الشهير ( العقد المفصل بالعجائب والغرائب في دولة الشريف أحمد بن غالب ) خلال الفترة من 1101 إلى 1105 هـ , وهو أحد أهم الكتب الموثقة لتاريخ المنطقة . ويفيد الباحث الشريف محمد المكرمي الخيراتي في نبذته المخطوطة عن صامطة أنها كانت معروفة قديما بـ ( المصبرى) بكسر الميم وتسكين الصاد وفتح الراء , مؤكدا ذكرها بهذا الاسم في كتاب ( طبقات فقهاء اليمن ) لعمر الجعدي وهو من رجال القرن السادس الهجري، الأمر الذي يعني وجود هذه المدينة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن , ولم يتوقف عند ذلك , بل أثبت ورود ذكرها تحت اسم ( المصبرى ) في كتاب ( السلوك في طبقات العلماء والملوك ) للجندي , المتوفى في القرن الثامن الهجري , وفي كتاب ( طبقات الخواص ) للشرجي وهو من رجال القرن التاسع الهجري، وقد ربط في تحقيقه بين (المصبرى) القرية و(المصبرى) البئرالمعروفة بهذا الإسم في مدينة صامطة إلى هذا التاريخ والواقعة في ساحة سوق الإثنين حالياً، أما موقع إمارة منطقة جازان على الإنترنت فقد تناول اسم ( سامطة ) وناقش سبب تسميتها بهذا الاسم حيث بين أنه لم يعثر على إجابة شافية لسبب التسمية إلا انه وجدت بعض الافتراضات و التفسيرات المختلفة لذلك . ومن الافتراضات والتفسيرات حول سبب تسمية " سامطة ، أو صامطة " بهذا الاسم ما يلي : 1 - أنها سميت بذلك نسبة لبئر في سوق الاثنين بمدينة صامطة كانت تشتهر بمائها البارد ليلا ونهارا وصيفا وشتاء فسميت البئر ( سامطة ) يعني باردة على اللهجة المحلية ، ثم نزل الناس حولها واتخذوا من الأراضي المحيطة بها ديارا ومساكن ) . 2 - وقيل: إنها تسمى" صامدة " لما اشتهر عنها من صمود أمام الغزاة ، وأن الجيش اليمني في عهد الامام احمد الذي غزاها واشتبك معهم في موقعة تسمى ( دخلة الجبالية) بعد أن عزم الإمام يحيى حميد الدين على الإستيلاء عليها من الأدارسة ( في أيام ضعفهم) ولكن أبناء محافظة صامطة تربصوا بالجيش المتوكلي واستطاعوا هزيمتهم ومحاصرة فلولهم وطردهم إلى حرض ولهذا سماها اليمنيون بهذا الاسم ( صامدة ) بناءعلى لهجتهم حيث أن سكان اليمن الأعلى الذين يضغطون الدال إلى أن يصبح طاء، فكانوا يقولون " صامطة " ويقصدون " صامدة " وهي لهجة معروفة إلى الوقت الحاضر لدى سكان جبال اليمن المتاخمة للحدود السعودية ، وهذه الرواية مأخوذة عن الشيخ إبراهيم بن حسن الشعبي علم صامطة المعروف ورئيس بلديتها سابقا وقد دونها عنه الشيخ الباحث محمد آل خيرات في نبذته المخطوطة عن تاريخ مدينة صامطة ، ومما يؤيد هذه الرواية ورود ذكر "صامطة " في كتاب ( اليمن عبر التاريخ ) لصاحبه محمد شرف الدين تحت مسمى ( الصامدة ) وذكرها ضمن البلاد التهامية التي اجتاحتها الجيوش الإمامية أثناء فترة توسعها ، كما ذكر ذلك الباحث محمد آل خيرات نقلا عن الأستاذ / منصور دماس مذكور ، كما ورد اسم( صامدة ) في تحقيق المؤرخ محمد بن علي الأكوع الحوالي لكتاب " صفة جزيرة العرب " لصاحبه : الحسين بن أحمد الهمداني " حيث ذكرها عندما ذكر مخلاف حكم في صفحة 212 وفيه ذكر لوادي لية ووادي جحفان " المغيالة " حاليا حيث قال : ( وقد أقيمت على هذه الأودية مدن ومنها مدينة صامدة ) ومن هذه المراجع التاريخية يتبين لنا أن مدينة صامطة يمتد عمرها أكثر من ثمانمائة سنة ولم تشتهر بهذا الاسم إلإ خلال القرن الثاني عشر الهجري تقريبا . وتراوح الاسم بين صامدة ، وسامطة ، وصامطة وقد يعود ذلك الى اختلاف لهجات أهل المنطقة . ومما يدل على أن محافظة صامطة لها تاريخ عريق ورود عدد من مدنها و قراها ووديانها، في كتب التاريخ القديمة ، ومن ذلك ما ذكره العقيلي عن أشهر مدن المخلاف السليماني في القرن الرابع الهجري وذلك في كتابه" تاريخ المخلاف السليماني" نقلا عن كتاب " صفة جزيرة العرب " للهمداني حيث قال : ( بلد حكم وهو مسافة خمسة أيام ، ومن مدنه في القرن الرابع : الهجر ، الخصوف ، الساعد ، السقيفتان ، على وادي خلب ، وميناؤه الشرجة . ومن قراه قي ذلك التاريخ : العدايا ، الركوبة ، والمخارف ، والقليق ، ) ويلاحظ أن هذه المدن والقرى قد اندثرت ولم يبق منها إلا قرية الركوبة الواقعة حاليا شرق مدينة صامطة ، إلى أن قال ( ومن أوديته : 000تعشر ، جحفان ، لية ، 00) .
الآثار التاريخية لمحافظة صامطة
ومما يؤكد عراقة هذه المحافظة ما يوجد من آثار تاريخية في مدينة صامطة على وجه الخصوص وفي محافظة صامطة بشكل عام تلك الآثار الكثيرة التي اندثر معظمها بفعل العوامل الجغرافية من جهة والجهل بقيمتها التاريخية والأثرية من جهة أخرى .. ومما تبقى من آثار مدينة صامطة الشاهدة على أمسها الغابر ما يلي :
الحصن
يعتبر حصن صامطة او كما يعرف بحصن "الشريف" الواقع في جنوب المدينة على حافة وادي المغيالة من أهم الآثار البارزة في منطقة جازان التي تشتهر بوجود عدد من الآثار التي تحكي تاريخ هذه المنطقة الغالية من مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية. وحصن الشريف تم بناؤه في عام 1249هـ في عهد الشريف محمد بن أبو طالب آل خيرات عندما كان حاكماً لصامطة في عهد الأمير علي بن مجثل أمير عسير في وقتها. وقد أشار مؤرخون إلى نص وثيقة الإذن بالبناء ومنهم الدكتور محمد منصور المدخلي في كتابه "القحمة لولاة تهامة عسير" والدكتور علي بن حسين الصميلي في كتابه "العلاقة بين أمراء أبي عريش وأمراء عسير في القرن 13هـ ونص الوثيقة كالآتي: (الحمد لله أذنا للشريف محمد أبو طالب أن يبني له نوبة على بلده التي بجهة المغيالة لا يتعرضه أحد يعلم ذلك من يراه شهر رمضان 1249هـ). ويتكون الحصن من طابقين ومبني من الآجر وهو الطين المحروق ومسقوف من الخشب. وقد تجدد بناء الحصن في عهد الشريف حمود بن محمد علي مكرمي عام 1333في عهد دولة الأدارسة عندما كان حاكماً لهم في صامطة وضواحيها وكان مركزاً للإمارة ويعتبر معلماً من معالم منطقة جازان وما زال صامداً على الرغم من مرور الزمن إلى وقتنا الحاضر.
بئرالمصبرى
وهي قديمة ، وقد يعود تاريخها إلى ما قبل القرن السادس الهجري وتقع في ساحة سوق الإثنين
بئر الطالبية
نسبة لبانيها الشريف محمد بن أبي طالب الخيراتي وهي تقع داخل بناء القلعة الأثرية على ضفاف وادي ليه على الطريق الواصل حالياً ما بين صامطة وقريتي الخضراء والطرشية وماوراءهما من قرى بني حمّد ويعود تاريخ عمارتها إلى ما قبل منتصف القرن الثالث عشر الهجري
بئر الدريسية
وهي من عمارات الأدارسة في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري ، وتقع إلى جانب المسجد الجامع القريب من القلعة المذكورة الوطن التاريخية والأثرية
بئر الحمودية
نسبة لبانيها حمود بن محمد بن علي المكرمي الخيراتي ويعود تاريخ بنائها إلى الثلاثينات من القرن الرابع عشر الهجري ، وهي تقع في قلب مدينة صامطة في الوقت الحاضر شرقي سوق الإثنين ً وقد عمرت على إحدى الطرق التي تخترق مدينة صامطة شمالاً في ذلك العهد .
مسجد الراحة
ويعرف أيضاً بمسجد الأشراف تأسس في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ، ويقع شمالي غرب المسجد الجامع القريب من موضع قلعة صامطة الأثرية وهو من مآثر الشريف محمد بن علي المكرمي بن أبي طالب الخيراتي المتوفى في بداية القرن الرابع عشر .
التراث الشعبي في محافظة صامطة
احتوت محافظة صامطة على أصناف عديدة من التراث الشعبي القديم ومن ذلك : الأواني الفخارية ، والنحاسية، والخشبية، والحجرية ،والفضية، والحلي، وغيرها ، وذلك على النحو الآتي :
من أدوات الشرب
الجرة ، والجمنة، والشربة، والدلة، والبلبلة، والزير، والقوبة، والصحفة ، والقعب .
من أدوات الطهي وإعداد الطعام
البرمة، والمغش، والمهرس ،والحيسية، والملحة ، والميفا " التنور" ومركب الجمر .
من أدوات الفلاحة
المغراب، والفأس، والمسحاة والحلي ،والساقة، والسحب والوصل، والضماد ،والمحر، والجلاب، المحش والشرمة للصريب وغيرها .
من أدوات الإنارة
الفانوس، والمسرجة، والذبالة.
من أدوات الحفظ القديمة
الزنبيل والحزبة ، والربعة، والسقاطي ، والخرج ،والعجرة والدبع والزبدية .
من أدوات الحلي
السلس، واللبة، والأوضاح ،والخواتم ، والحجل والعجان وفلكة الأنف والخلخال واغلبها من الفضة وغيرها.
من الملبوسات
المصنف، واللحاف، والحطيم ،والوزرة والسديرية والمقلمة وهناك ملبوسات خزفية مثل المظلة وأخرى جلدية كالسيور لتثبيت شعر الرأس للرجال . صورة لبعض الأدوات
الأكلات الشعبية
اشتهرت محافظة صامطة بالعديد من الأكلات الشعبية المتميزة من أبرزها : 1-المرسة : من الدقيق أو البر مع الموز والعسل والسمن البلدي . 2-الكبسة : من الأرز واللحم أو السمك أو الدجاج والبهارات . 3-المفتوت الحامض : من خمير الذرة واللبن والبهارات والسمن. 4-المفتوت الحالي : من الذرة والأفضل أن يكون من خضير الذرة مع الحليب والسمن والسكر . 5-الثريث : من الدخن أو الذرة مع اللبن والسكر أو العسل والسمن . 6-المحشوش : من اللحم المقطع والشحم المطبوخ . 7-الحنيذ : لحم تيس أو خروف مع البهارات في الميفا . 8-المرشوش : لحوح أو خمير مع الزيت والبصل واللبن الرائب الساخن . 9-العصيدة : ذرة طرية مع الحليب والسمن والسكر أو العسل . 10-الزومة : طحين أو ذرة مع اللبن الرائب والماء يطبخ معاً . 11-المفالت : طحين الدخن أو الذرة مع الحليب والسكر يطبخ معاً. 12-المدول : لحم مع بهارات الطماطم والكوسة والبطاطس يطبخ معاً في الميفا . 13-القوار : من نبات القوار مع بهارات وزيت السمسم ويطبخ معاً . 14-القطيبة : لبن رائب مع الحليب والثوم والبهارات . 15-اللحوح : طحين الذرة مع الماء والملح ويعمل في الملحة . 16-الملعلع : لحم مقطع وكبدة مقطعة وكرشة مقطعة مع الشحم والبهارات وتطبخ معاً . 17-الخمير : طحين الذرة مع الملح ويخبز في الميفاء ( التنور ). 18-المغش : لحم أو سمك مع البهارات والطماطم وتطبخ في أداة المغش . 19-الحلبة : طحين الحلبة مع البهارات والثوم والفلفل الحار تطحن وتطبخ وتقدم . 20-الغلف : يحنذ ورق شجر الغلف الطري في الميفا ثم يسحق على المطحنة مع الفلفل ويقدم إداما مع الخمير، ويسمى الصيد. وله طريقة أخرى تسمى المخردل حيث يحنذ ثم يقطع قطعا صغيرة ويخبز مع عجين الذرة ( الخمير ) . 21-الويكة : وهي نبته تشبه في صنعها الحلبة مع إضافات البهارات .
الألعاب الشعبية القديمة
اشتهرت محافظة صامطة بالعديد من الألعاب الشعبية من أبرزها : 1-الساري : لعبة جماعية للرجال ليلاً على فريقين . 2–المتايرة : استخدام الأصداف البحرية وعظام ومفاصل الخرفان واستخدام حجر التير . 3-كاسر عوده : لعبة تستخدم فيها العصي للرجال نهاراً . 4–المواثبة : لعبة رجالية في المناطق الرملية . 5-المهادبة : لعبة رجالية عن طريق الحجارة التي تكون في حجم قبضة اليد . 6-المحاداة : لعبة رجالية عن طريق الحدو على رجل واحدة وتكون في الأماكن الزراعية والمستوية " للرجال " . 7–الزقرط : لعبة رجالية تلعب في المزارع وعلى الأشجار . 8-المسحر : لعبة رجالية يستخدم فيها المسحر " عصا في طرفها انحناء " تستخدم لضرب الكرة المصنوعة من الحبال والخرق باليد بدلاً عن استعمال الأرجل . 9-الصكعة : لعبة رجالية ونسائية تستخدم العصي والعيدان . 10-الكندي : لعبة رجالية ونسائية تستخدم قدماً واحدة على مربعات في الأرض . 11-المشادخة : لعبة رجالية لإظهار القوة كالمصارعة اليوم . 12-الدسيس : لعبة رجالية ونسائية تعتمد على فن الاختفاء . 13-القرقر : لعبة غالباً ما تكون للنساء ويستخدمها الأطفال وتلعب في ليالي القمر باستخدام عظمة مفصل أرجل البقر وتكون على فريقين . 14-المزقرة : للرجال تستخدم عصا بطول متر تقريبا وعصا أخرى بطول 20 سم تقريبا حيث تضرب العصا القصيرة بالعصا الطويلة بطريقة احترافية ، وهي نوعان : العتش ، والحب , 15-الدرب : لعبة رجالية حيث توضع ثلاثة أحجار كأهداف للرمي بحجارة في حجم قبضة اليد فما دون وتكون بين فريقين .
الفنون الشعبية
اشتهرت محافظة صامطة بالعديد من الفنون الشعبية من أبرزها : 1-السيف : لعبة رجالية تستخدم الصحفة والزير والمهارات الفردية . 2-العرضة : لعبة رجالية تستخدم الصحفة والزير والمهارات الجماعية . 3-المعشى : لعبة رجالية تستخدم الصحفة والزير والمهارات الجماعية . 4-الزيفة : لعبة رجالية تستخدم الصحفة والزير والمهارات الفردية . 5-الدلع : لعبة رجالية تستخدم الصحفة والزير والمهارات الجماعية مع إنشاد الأشعار الحماسية . 6-الربش : لعبة رجالية تستخدم الصحفة والزير والمهارات الفردية . 7-العزاوي : لعبة رجالية تستخدم الصحفة والزير والمهارات الفردية . 8-الخمرة : لعبة نسائية تستخدم الدفوف فقط . 9-المصقة : لعبة نسائية تستخدم الدفوف فقط لإظهار المهارات الفردية . 10-البرهة: قبل خروج الشاب للختان ويتبعه السرور بعد انتهاء مراسم الختان .
