هيفاء عيناها كحلا دونما تكتحل
يا الله أشكو لك الحال مما ألم بي
وأنا أصـلـي لك وأسجدُ وأبتهل
وأبثُ لك بهم وحزن ظل يلازمني
والشكوى لغيرك أراها هي الذل
سلبت عقلي فاتنة بجمالها الفتان
كـظـبـيـة يـعـلـوها الحسن والخجـل
هـيـفـاء عـيـناها كحلا دونما تكـتـحـل
كأن جفنيها هي منبت الحسن والكحل
والوجه يشع بنور وضاح كالـقـمر
وشعر كالظلام على المتن منسدل
والطـرف أغـر ناعس مـثـل الهلال
يغطيه النفيس من الديباج والحلل
والـمـبـسم كخاتـم اعتنى به الصانع
وابتسامته ترد الروح وتبعث الأمل
رأيت عـيـناها بكل الجمال تـتـصف
والـرشح عـلى جبينها كأنه الوشل
رأيـتها تمـرح بـربـوة كأنها ظبـيـة
مَطَرَ لها المزن واخضر لها السهل
أصيـب قـلـبـي بعطب عـند رؤيـتها
حتى نظري زاغ وأصابه الـحـول
ساقـنـي الشوق وقادني بغـيـر هـدى
وضاق علي البر والوادي والجبل
وأمـسـيـت مـن الـوجـد هـزيـل الجسـم
وتكاثـرت بـجـسـمـي الأسـقـام والعـلـل
أسامـر طـيـفها مـع الـنـجـوم والــقـمـر
و مـن رآني قـال أصاب عـقـلـه الخـلـل
طيف هيفاء لم يفارق مـقـلـتي لحظة
يتدفق طيفها بـمـخـيـلـتي تدفق السيل
والـقـلب يخـفـق لـذكـراها يود لُـقـياها
وكل الجسم جـراحه بالآلام تـشـتـعــل
حَرًمَـت عـيـناي الـمـنام طـوال الليالي
وسامرت نجوم الثريا وسهيل وزحـل
وعـافـت نـفـسي الـزاد ولـم تـشـتـهـــيه
وتساوى عـنـدي مذاق الشهد والحـنـظـل
ودًعَـنـِي الشباب وأنا بـمـقـتـبـل الـعـمـر
بـعـمـر الـعـشـرين أمسيت كأنني كهـل
سـرى مـركـبـي يـشق عـباب الهــواء
حـطـم القيود حتى تقطعت به السبـل
هـيفاء أتذكـريـن زمـنـا كان يـجـمـعـا
بـسن طفولة يملأ قلبينا الطهر والنبل
يا الـلـه سألـتـك في الـقـريب تجمعـنا
على سنة نبيك ونلتقي بعد تفرق الشمل
ونـسـعـد مـعـا بكل عــمـر تمنحه لـنـا
ونسقي بعضنا من بين شفتينا الـعـسل
ونـعـيـش مـعـا بسعـادة لا مـثـيـل لهـا
وحدنا لا نتصل بأحد ولا أحد بنا يتصل
ونـمـلأ أرجـاء الأرض بضـحـكـاتـنـا
ونسبح في الأنهار وبقطر المزن نغتسل
ويـجـري الـغــيـل مـن بـيـن أقـدامـنـا
وننسى مذاق المر وننسى طعم الحنظـل
ونـعـيش بـربـا لا أحـد يـعـيش بـهـا
غيرنا وننهال على بعضنا بوابل القُبَل
ويــصــبـح نـهـارنـا بـالـسـحـب غـائـمٌ
ويمسي لـيـلنـا مقمرٌ ما به ظلام ينسدل
ونُـخـَلـٍفُ بـنـيـن وبـنـات كـمـثـل الدرر
ونربهم على طاعة مالك الـرزق والأجل
يا الـلـه تـجـيـب دعـاء مـسـتـغـيـث بـك
دعـاء خاشعا ساجدا تحت عرشك متذلل
يا الـلـه يا مـغــيـث تـغــيـث كلا قـلـبـيـنـا
بالإيمان والخوف منك أنت الرجاء والأمل
وتـجـعــل عــمـلـنا برضاك ما أحـيـيـتـنـا
وترضى عنا يوم لقياك و تنزلنا خير منزل
أعتذر لست بشاعر ولكنها خاطرة خطرت على بالي فكتبت هذه الخاطرة لعلها تحوز ولو على رضى البعض ممن يقرؤها.
