الفلفل الأسود ... هو سيد البهارات !!!

الفلفل الأسود ... هو سيد البهارات !!!

ما زالت الديموقراطية الجديدة للعراق العربي المحتل هي النغمة الغريبة التي ما فتأت كيانات هذا البلد السياسية ( الوافدة ) ورموزها الفطاحل تنظـّر وتتباها وتتفشخر بها أمام شعوب المنطقة والعالم على أساس انها المنقذ الوحيد والدواء الناجع والمرهم الشافي لمعانات شعوبنا من أنظمة دكتاتورية شمولية رهنت مصير تلك الشعوب بمصيرها وسجـّلت عناوين كراسيها السيادية بأسمائها في الشهر العقاري ... فبماذا أختلف الأثنان ؟؟ ... فبرغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على أنتخابات برلمانية شاملة وفوز قوائم جديدة فيها ما زال الخيار الوحيد لقيادة البلد هو أما نوري المالكي ... وأما نوري المالكي رغم أنه لم يفز بالمركز الأول في تلك الأنتخابات

وحقيقة سيجد المنصف من المراقبين أن ديموقراطية برايمر المصنوعة في مصانع جنرال موتورز خصيصا للعمل وملائمة الأجواء في منطقة الشرق الأوسط ما هي إلا كذبة تجارية تسويقية بائسة من أجل تدمير أوطاننا وتثبيت تبعيتها للسادة رؤساء الشركات العملاقة ومصالح زبائنهم ... كما سيجدها أساس لخراب بلد عربي مهم غني متطور كانت تتباها فيه معظم تلك الشعوب ( المظلومة ) وتتقوى بقوته وتطور صناعته التسليحية ووجود الكم الهائل من علمائه الذين رفدوا أشقائهم وبدون فخر بما يساير التطور العلمي المتسارع ضمن العالم الجديد ... فبعد الفوضى الخلاقة أدرك أبناء العراق بتجربة مؤلمة دامية قذرة أن الديكتاتورية أو الحكم الشمولي أرحم عليهم وأقل وطأة من انجازات تلك الديموقراطية المشبوهة ... وعندما يسأل أحدنا أي أم عراقية ثكلى سيجد ما نقول صحيحا ويسأل أي شاب ذبح أخوه على الهوية أو الأسم سيجد ذلك صحيحا ويسأل أي طفل قتل والده لأنه عالم أو طبيب أو صاحب كفاءة مميزة سيجد ذلك صحيحا ...

من هنا ومن ذلك وبتجربة مؤكدة ندعوا أصحاب التجمعات والمظاهرات السلمية وغير السلمية ومن يعملون في الخفاء في دول منطقتنا ... والذين ينشدون الحرية على الطريقة الأمريكية ... أن يعيدوا حساباتهم وأن يتحلـّوا بصبر انتظار التغيير السلمي الهاديء المتوازن المصنوع بيد أبناء الوطن بعيدا عن أية تدخلات خارجية سواء اتت تلك التدخلات من الأشقاء أو الأصدقاء أو الأعداء ولتعلموا أن ضياع الأمن والأمان هو ضياع لكل شيء ... وأن الحكم الشمولي أرحم عليهم من تقاسم كعكة الوطن وضياع بناه التحتية وطاقاته وانجازاته بل وحتى تاريخه وآثاره العريقة ... فديموقراطية هذه الأيام وسط شعوبنا المتلونة بكل الألوان الزاهية من الطوائف والملل والديانات والقوميات تشبة قنبلة موقوتة تتفجر على الجميع في أي لحظة ... فكلنا لم يكن يخاف علي بابا لكنه يرتعب من سيرة الأربعين حرامي الذين معه

سيقول قائل لي ... ما هي علاقة الفلفل الأسود بموضوعك هذا ... وسأجيبه وأقول ... أغاتي ... ان شبهنا الكتاتورية بالفلفل الأسود فهو القاسم المشترك لكل طعامنا ولا يمكننا الأستغناء عنه برغم أن الأكثار منه سيسبب حرقة ما بعدها حرقة عند ذهاب أحدنا لبيت الراحة أو الخلاء أجلكم الله ... أما ديموقراطية الغرب المصنوعة من أجلنا فأنها وكما ذكرنا مثل القنبلة أو أصبع الديناميت ... وأن الجلوس في بيت الراحة ذاك وانتظار خروجها بانفجار مدوي سيسبب حتما تمزق وتشقق وتلف وتهتك في أنسجة وعضلات ((( الـ ...... ))) والحذر يقيك الضرر