مقاس إسبانيا.. 11 مترا
نافاس ينطلق فرحا وخلفه نجوم المنتخب الإسباني بعد الترجيحية الأخيرة أمام إيطاليا الخميس الماضي. «الفرنسية»
ريو دي جانيرو ـ د. ب. أ:
تحكي أسطورة فريق إسبانيا البطل أن النجاح كان يرتبط دوما بعقدة قديمة تحولت مع الوقت إلى خطوة نحو التتويج، تتمثل في 11 مترا تسدد منها ضربات الجزاء الترجيحية.
كل شيء بدأ قبل خمسة أعوام، عندما تفوقت إسبانيا على عقدتها النفسية في دور الثمانية لبطولة الأمم الأوروبية عام 2008 وفازت على إيطاليا بضربات الترجيح، لتمهد الطريق نحو تحقيق أول لقب في حقبة تتمنى مواصلتها اليوم في نهائي كأس القارات، الذي وصل إليه أبطال العالم مجددا بعد دورة ترجيح جديدة بات يكسبها دائما.
وقال المدير الفني للمنتخب الإسباني فيسنتي دل بوسكي "كنت في منزلي أشاهد المباريات، كنت وحيدا، كانت هناك ضوضاء كبيرة في الحي الذي أقطنه، الناس كانوا سعداء"، في إشارة إلى يوم 22 حزيران (يونيو) 2008 عندما تجاوز الفريق مع سلفه لويس أراجونيس الحاجز النفسي".
وحتى ذلك الحين، كانت ترسخ دائما في الذهن الكروي لبلد يعاني دوما مع منتخبه ذكرى ضربات الترجيح لمونديال المكسيك 1986، وبطولة الأمم الأوروبية 1996 في إنجلترا، والضربة التي أهدرها راؤول في بطولة الأمم الأوروبية عام 2000 في بلجيكا وهولندا، وضربات الترجيح في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
تلت ضربات الترجيح التي سددت في فيينا، أخرى في دونيتسك العام الماضي أمام البرتغال، تحول فيها سيسك فابريجاس إلى بطل كما كان قد حدث قبل أربعة أعوام. الخميس أمام إيطاليا لم يكن فابريجاس في الملعب، ومجد الضربة الحاسمة من سبعة ناجحة بمدينة فورتاليزا البرازيلية كان من نصيب خيسوس نافاس.
وقال الجناح الأيمن السريع "إنه رقم أحبه، لذلك قررت تسديد الضربة السابعة"، التي اتسم فيها بهدوء شديد كزملائه الست السابقين، وبينهم سيرجيو بوسكيتس، الذي اعترف بأن الضربة التي سددها على مرمى الحارس الإيطالي جيانلويجي بوفون كانت الثانية فقط طيلة مشواره.
وكشف نافاس المنتقل حديثا إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي كان يرفض حتى أعوام مضت الانضمام إلى المنتخب الإسباني لمشكلة نفسية تتعلق بالسفر تمكن من تجاوزها "المجموعة تتمتع بقوة لا تصدق. لابد من امتلاك فكرة واضحة عن الموضع الذي سيتم التسديد فيه، وأنا كانت لدي تلك الفكرة، المهم هو عدم التردد".
ولم يعد أبطال أوروبا والعالم، بعد أن تخصلوا من عقدة غياب الألقاب، يترددون.
وأبرز خوان ماتا، أحد من سددوا الضربات الناجحة "إنه أمر صعب ولاسيما عندما يكون المرء بهذا الإرهاق، لكننا اجتزنا التجربة بنجاح"، مضيفا "قبل أن نسددها قلنا لأنفسنا: سنثق بإيكر وسنفوز"، لكن الحارس إيكر كاسياس لم يحتج إلى التألق.
وأوضح ماتا "المهم التسديد بثقة، التسديد مع الإيمان بالتسجيل"، فيما يضيف زميله جيرارد بيكيه أحد من اجتازوا التجربة في ليلة فورتاليزا الحارة "لا ، لم أشعر بالخوف".
وعندما سئل ماتا عن السبب الذي جعل من تصويب ضربات الترجيح في ظروف عصيبة تشهد المراهنة على المصير يتحول من إجراء تعذيبي إلى ما يشبه المتعة، أجاب "منذ أعوام وهذا الفريق يلعب بثقة".
ويقول دل بوسكي "مسددو الضربات كانوا رائعين، متألقين"، قبل أن يضيف العامل الأهم في أي ضربات ترجيح "لقد تمتعنا بالتوفيق الذي لازمنا أخيرا".