رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(10)
بحار الزبرجد
حين يضحك بحر الزبرجد
كل النوارس
لامعة
تتطاير أسرابها
المجرة تنبض
والماء ينبض
والقلب ينـ ....
كيف سوّرت بحر الزبرجد بالكحل ؟!
غاب من الليل
في وسطه نجمتان بلون الزبرجد
من ذا يصدق
أن ربيعين
ما مر بالعمر مثل اخضرارهما
يلمعان بقلب الدجى ؟!
وأنا
ذاهلاً أتأمل
أسمع خفق النوارس هاربة
ثم تصعد حمرة كل الورد بخديك
يا خجلاً يسكر الروح
كيف تجمّع
نبض النجوم
ولمع الغيوم
ودمع الكروم
بعينين مثل انبجاس الزبرجد ؟!
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(11)
الغابة
تتعرى العيون
تتعرى الشفاه
تفتح العنق المخملية درباً
فتنزلق العين
كل العصافير أجنحة
يهجر العمر كل مواسمه
أيها الرجل الطفل
تعلم إذ تعبث الآن
أي الدنا تتفتح ؟
يورق بين أصابعك الشجر الحلو
والشجر المر
تحفظ ديمومة الكون
تمنحك الأرض ميزانها
أيها الرجل الطفل
من للحياة لو أن الطفولة تفقد سلطانها ؟
ينهض الجسد الرب غابة أسئلة
وأنا المطر الرعد
والمطر الوعد
عندي لكل جذورك أجوبة
لا تسدي مسامات أرضك
تقتل شعوب من الماء أنفسها
ثم يحترق الجذر
أرجع منخلعاً من يقيني
فيا غابة الشوق
يا غابة التوق
يا غابة تستبيني
وياغابة كل أغصانها تعتريني
إن عندي أجوبة
يهجر العمر كل مواسمه
كي يغلغل في أرض البكر أمطارها
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(12)
استطالات
سوف يحمر وجهك أكثر حين أصدقه
إن عينيك لا تكذبان
فكيف أخادع غيماً على مائه
وهو يمطر ؟!
كلما انطبقا
نبض القلب بينهما
وهو يبحث عن موضع لشرايينه !
وسيحمر وجهك أكثر
تدرين أني أصدق حمرته
وأصدق أكثر
حين أرى عنق النورس انهدلت لليسار
وأرخت ودائعها للكتف !
وأراقب إغفاء عينيك خلف الزجاج
وغيبوبة الشفتين
لفرط التقى
أو لفرط الهياج
وأبقى أتابع
كل الدنا تستطيل
المسافات والوقت
والعنق الأرخبيل
وأطرافك السلسبيل
تترقرق منها المياه إلى مسبح القلب
أتركه
وهو أجنحة لاحها الماء
تنفض
والروح تنفض
الله ...
من لي إلى دربك المستحيل ؟!
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(13)
في معرض الرسم
حين صافحتها
نبض الماء في راحتي
قلّ أن ينبض الماء في وقتنا
مقلتي تتسلق
أسمع نظرتها وهي تهبط
قاطعتها
أورق الماء في لحظة
سحبت يدها
الرسوم
تتداخل ألوانها
ثم يبهت
هل ترشح النار ماءً ؟
تغلغلت في وجهها
العيون
تتقاطع من حولنا
ثم يبهت
يلتبس الوجه بالوجه
تصبح كل الوجوه رسوماً مضببة
ترسمين ؟
تصبب نهر ضياء بعيني
أكتب
ها أنت تغرق
ها أنت
حوّلتْ الماء ..
يختلط الصوت بالصوت
تصبح كل الأحاديث لغطاً
وتبهت
لم تنشري ؟
خلتها تتعمد إخفاء ضحكتها
في مسافة ما بيننا
فتخدرت
أصواتنا تتخصص شيئاً فشيئاً
تخدرت
ها أنت تفقد كل نقاط ارتكازك في لحظة
أيما امرأة
تسلب الأرض من تحت أقدامك الآن
كان المدى بيننا يتوتر مما نضيقه
يترك النفس المتردد
ذبذبة فوق أسلاكه
كنت أغرق في بركتين من الضوء
تفتقد الأرض أجمعها الآن مرتكزاً مثل عينيك
أغرق
ظل المدى يدني
حدّ أن تتلامس أطراف كل المفاتيح
أغرق
ها هو زوجي ..
تعارفتما قبل ؟
أرخت جميع المفاتيح أوتارها ...
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(14)
إهداء
لأجمل ما بوجه الناس أجمعه من المقل
إلى الأشهى من العسل
إلى شفتين .. جل الله صاغهما على مهل
وقال خلقتما لاثنين للهمسات والقبل!
لشعر جد منسدل
لفاتنة كأن الليل مر بها على عجل
فقطر فوق وجنتها رحيق ظلامه الثمل !
وفوق ذراعها الخضل!
ونث على ترائبها وحول مكامن الحجل
قطيران من البلل
فصار الجسم أجمعه قناديلاً من الجذل
مسورة بألف ولي !
إلى من أنطقت خجلي إلى الكسلى بلا كسل !
إلى جسم كغصن البان لم يقصر ولم يطل
فتنت به من القدمين
للتاجين .. للكفل
إلى من لا أسميها لكي لاتتقي غزلي!
ويجعلنا بهار الهند نعشقها من الأزل
إلى شوق بلا أمل
سوى أني أظل أذوب في صمت وفي وجل
عسى إن تقرأيه ترين كم عانى ولم يزل
خطاه جميعها ارتبكت وكل دروبه اشتبكت
فلو حاولت أن تصلي !
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(15)
جداول النبيذ
خمرةٌ في العيون
خمرة في الشفاه
خمرة تترقرق تحت رفيف الملابس
تشربها
ينحني الثوب سكران حول التفاصيل
يحضنها ثملاً
يتكسر مرتبكاً حول مشيتها
وهي تخطر
رائحةً
غاديةً ...
جلست ..
جمعت كل أقبية الخمر أنفسها
ثم فاضت
تحدّ كون نبيذ إلى الأرض
في جدولين
يكادان أن يشربا وشل الروح
كنت أراقب
ينفرج الجدولان
ويلتقيان
وينفرجان ويلتقيان
فتمتلئ الأرض بالخمر ..
عيناي عالقتان على ضفة الثوب
فوق جداولها
عقت أحد الجدولين على الآخر
انحسرت ضفة الثوب حد الينابيع
الله..!
يمكن أن يسكن الماء والنار
يجري القرنفل والغار
من منبع
كل ديمومة الكون فيه..؟
كنت أرنو إليها
وكان النبيذ على جدوليها
كل قطرة نار بأوردتي تشتهيه ..!
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(16)
سلاماً يا أنوثتها
كأجنحة العصافير
ترفرف بيننا
وأنا
أضمك دون تفكير
إلى صدري
ولا أدري
بأني كنت أعصرها
فتدفع بالمناقير !
سلاماً يا نواطيري !
سلاماً يا أنوثتها
تزغرد في مشاويري
تشع بألف إكسير
وألثمها
وينبض في فمي فمها
فيوقظني جناح الطير
يخفق بيننا وجلاً
فيلهث في دمي دمها
ويضرمني
ويضرمها
فأجذبها إلى مائي
وألصقها بأحشائي
ويبقى الطير
كل الطير
يشهق ملء أرجائي ..!
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(17)
عشرين شهراً تسألين :
متى ستكتب لي قصيدة ؟
الآن أكتبها
لأن أصابعي صارت شموع
ولأن كسراً في الضلوع
أهدى لنا لغة جديده !
أرأيت أصداف البحار ؟
مملوءة كل السواحل بالقواقع والمحار
يوماً من الأيام
قد تأتين شاردة وحيدة
ما بين آلاف الشواطئ
في المجاهيل البعيدة
وستلعبين
بدون قصد
بالقواقع والمحار
وبلا انتظار
تجدين قلباً كالمحارة
فيه لؤلؤة فريدة
ماذا فعلت لتفتحيه ؟
الله يصفح عنك ..
أنت غرزت كل النصل فيه !
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(18)
ندم
الحمد للصدف
طويلة مرت بنا الخدعة
للأسف !
ومثلما يسقط تمثال من الخزف
فيغتدي في لحظة شظايا
ومثلما تنكسر المرايا
فتصبح الصورة فيها تجرح العين
تكسرت
تكسر الحلم الذي عشنا له عامين
الحمد للصدف
طويلة مرت بنا الخدعة
للأسف !
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(19)
جفاف النبيذ
مطفأه
كل نيرانها مطفأه
إنها تتمثل أيامها
أو تمثلها
غير أن النبيذ جداوله صوحت
ومواعيدها مرجأه ..!
أترى؟
يومها كان ينحسر الجرف عن موجة
مثل لون الغسق
تتضاحك
تجمعه فوقها
وحفافية مزروعة بالحدق !
كان يقتتل الموج منسكباً
تغلق الشط أجمعه
فيعاندها مستفزاً مهيض
إنها الآن تحكم الجرف من حوله
غير أن جداوله لا تفيض
كان للماء سورته
لنبيذ الجداول ثورته
كان للصدق فورته
وهي الآن هامدة
تتمثل أيامها
أو تمثلها
غير أن النبيذ
كل أشجاره صوحت
ومواعيدها مرجأه
مطفأه
كل نيرانها مطفأه ..
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(20)
انتهاء
مثلما تسقط النجمة اللامعه
مثلما مقلة دامعه
بين أهدابها قطرة ....
سقطت
كيف تبحث عن نجمة في الضباب ؟
كيف تبحث عن دمعة في التراب ؟
كيف ..؟
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(21)
عندما تتشعب السبل
وهكذا آل ماء العين للوشل
ومال أصفى تصافينا إلى الملل
لم ننتبه، والهوى يدمي جوانحنا
إلى تعلل من نهواه بالعلل !
من كان يحسب أن القلب من دمه
يبرا ، وأن الندى يخشى من البلل ؟!
لا بأس .. كل مسار بعده وجع
إذا تشعبت الأقدام في السبل !
كل له منتهى لا بد يدركه يا خطوة
العمر ، لم تخشين أن تصلي ؟!
هما طريقان .. هذا جد منفتح على
صباه .. وهذا جد مكتهل
ففيم نفزع إن أشجارنا سقطت
أوراقها ، وبدت دوامة الأجل ؟
أعمارنا جبل نرقى عليه .. فلم
نخاف إما بلغنا ذروة الجبل ؟!
يا من جعلنا لها أضواء أعيننا
شعراً فلم ننقطع يوماً عن الغزل
لأننا مذ رأيناها وكل دجىً في
عيننا طيفها يغفو .. ولم يزل
فإن تكن سئمت في القلب موضعها
فالنبض يقلق حيناً غفوة الحجل !
لا بأس .. لاتبحثي عن أيما عذر
إنا ألفنا مذاق اليأس في الأمل !
وحسبنا عندما لا نلتقيك غداً أن
الندى زارنا يوماً على عجل !
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(22)
تداخل
من رأى قبلة بين كفين ؟
أقسم إني رأيت !
كنت أنظر في مقلتيها
حين مدت يداً لتودعني
ومددت يدي في ذهول إليها
كل ما أذكر الآن
أني حين لمست أصابعها
رجفت
وارتجفتُ
فغلغلت في يدها
أسلمتني ودائعها
وتغلغلت ..
كانت أصابعنا تتشابك
أعيننا تتشابك
أنفاسنا تتشابك
ملء مساحتها
وشددت يدي
فانحنت راحتي فوق راحتها
ضاع كل المدى
وهي مبتلة بالندى
كدت أن ...
سحبت يدها
وهي تريد مجفلة
نظرت في اشتياق
ونظرتُ
وفي راحتي ... وبراحتها
بلل واحتراق !
عندما خرجت
كنت أنظر في راحتي
فرأيت بها أثراً للعناق ..!
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(23)
حنين في ليلة ممطرة
يا غمام
خذ بأحضانك مني
ألف شوق لريام
وعلى مهلك هلل
لا تبلل
مقلتيها
كن رذاذاً في يديها
وندى في شفتيها
لا تثر حزناً لديها
يا غمامْ
دع بريقك
يتسلل
دون رعد لذراها
دون أن يؤذي كراها
فهي في هذا الظلام
ملء عينيها تنام
يا غمام
وإذا قطرك نقّر
كالعصافير على شباكها
وتحدر
أدمعاً فوق الزجاج
لا ينقر في هياج
فهي تغفو كا اليمامة
كن رسولاً للسلامة
ورسولاً للسلام
يا غمامْ ..
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(24)
سلاماً يا أنوثتها
في اليوم الخامس من رمضان دخلت
مكتب الشاعر وهي صائمة ...
أعزّ الوجد وجدي في إلهك
وأقسى الصوم صومي عن شفاهك !
وقد عن دجلة القديس أنأى
ولكن كيف أنأى عن مياهك ؟!
فلا تتعمدي قتلي صياماً
فتصبح آهتي سبباً لآهك !
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(25)
أنوثة
يا ريامْ
كيف لاتصبح النار جنة
كيف لاتنبض الأرض أجمعها بالأجنة
حين تمشين عارية القدمين ..؟!
يصبح الخصب دين
والولادات دين
ويهيم الطريق
بينما قدماك تنثان فيه الرحيق ..!
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(26)
متاهات
في موج شعرك أم في هذه المقل
أم في شفاهك يا أشهى من العسل
رأيت عمري متاهات أهيم بها
حتى تلاقت على واحاتكم سبلي !
ياذات أندى فم .. يا من غضارتها
تنثال عطراً على تكوينها الخضل
أأنت أم ألف أنثى فيك نابضة
في كل منعطف من جسمك الثمل ؟!
لو قلت للقلب لا تنبض .. مسكت به
حتى تعيدي إليه رعشة الأمل !
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(27)
حديث النجوم
عينها لا تنام
من رأى أدمعاً وابتسام
حضنت بعضها تحت جنح الظلام ؟!
كنت تبكين
والليل يبكي
حدّث النجم عنك
أن عينيك نثرتاه
قطرة
قطرة تحت عرش الإله
بينما ظل وجهك مثل القمر
ضاحكاً بين دمع الكواكب
مغتسلاً بالمطر
يا ريام
عندما تحزنين
توقظين المجرة
ما الذي تفعلين
في ليالي المسرة ؟!
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(28)
دموعك أغلى من دمي ودموعي
فلا تكسري لي يا ريام ضلوعي !
تقمصت كي أهواك كل قصائدي
وأسرجت كي ألقاك كل شموعي
وأبقيتني عطشان استمطر الحيا
ليهمى وأزجى للرياح قلوعي
وأعلم أني لا ضفافي أمينة
ولا بأمينات بهن زروعي
فأشتل جذعي أدفع الموت كله
فيفجأني موت بغير جذوع !
أرى فيه أحلامي وسوحي مروعة
وإن كنت أبدو فيه غير مروع
حنانك أنت الوجد والشعر كله
بلى .. عطشى في راحتيك وجوعي !
رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد
(29)
الإله الأسير
لغتي خائفة
أيها السندباد
تعلمت عمرك أن تزدهي
وسط العاصفة
ها هي الآن تشحذ كل أنوثتها
ألف نصل بهذي المقل
ألف نصل بهذي الشفاه
حين ألقيت قلبك فوق أسنتها
أصبحت كل الديانات
ماذا تبقى لديك
أيهذا الإله ؟!
شفتاها في شفتيك
وهي تميل عليك
علّمها أن تحرق كل تواريخ الأرض إليك ..!
لأنها ريام
لأن بندولك بين الضوء والظلام
ينزو إليها
وهي من أعماق ألف عام
تدعوك ..
فامنح شفتيها الخصب
والسلام !
هذي امرأة تملك خصب الأرض
طاعتها فرض
وتحديها فرض
فانظر ماذا تملك أن تزرع فيها
بين خطوط الطول
وخطوط العرض ..!