مـــاشاء الله تبارك الله
ما أسعدني بهذا التواجد وهذه المشاركات الطيبة
جزاكن الله خيرا أخواتي االحبيبات ..
عرض للطباعة
مـــاشاء الله تبارك الله
ما أسعدني بهذا التواجد وهذه المشاركات الطيبة
جزاكن الله خيرا أخواتي االحبيبات ..
أفضل متابع لحلقة اليوم السابع ..
الفاضل ( أبو عدولي)
جزيت كل الخير اخي
وهنا سؤال وهو لم خص المكذبين بيوم الدين عمن يرتكب هذين الأمرين دع اليتيم وهو دفعه وزجره وعدم الحض على إطعام المسكين وبالتالي عدم إطعامه هو من عنده؟
والجواب أنهما نموذجان ومثالان فقط.
والأول منهما: مثال للفعل القبيح.
والثاني: مثال للترك المذموم.
ولأنهما عملان إن لم يكونا إسلاميين فهما إنسانيان قبل كل شيء.
وفي الآية الأخرى توجيه للجواب وهو أن المؤمن يخاف من الله يوما عبوسا وعبر بالعبوس في حق يوم القيامة لئلا يعبس هو في وجه اليتيم والمسكين لضعفهما.
ومن جانب آخر فإن كان التكذيب بيوم الدين يحمل على كل الموبقات إلا أنهاقد تجد ما يمنع منها كالقتل والزنى والخمر لتعلق حق الآخرين وكذلك السرقة والنهب.
أما إيذاء اليتيم وضياع المسكين فليس هناك من يدفع عنه ولا يمنع إيذاء هؤلاء عنهما وليس لديهما الجزاء الذي ينتظره أولئك منهم على الإحسان إليهم.
وجبلت النفوس على ألا تبدل إلا بعوض ولا تكف إلا عن خوف فالخوف مامون من جانبي اليتيم والمسكين والجزاء غير مامول منهما فلم يبق دافع للإحسان إليهما ولا رادع عن الإساءة لهما إلا الإيمان بيوم الدين والجزاء فيحاسب الإنسان على مثقال الذرة من الخير.
وقيل إن دع اليتيم هو طرده عن حقه وعدم الحض على طعام المسكين عدم إخراج الزكاة.
ولكن في الآية ما يمنع ذلك لأن الزكاة إنما يطالب بها المؤمن والسياق فيمكن يكذب بيوم الدين فلا زكاة.
أضواء البيان للشنقيطي
وجاء النص أيضا بأن منع الماعون من طبيعة الإنسان إلا المصلين كما في قوله تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلَّا الْمُصَلِّينَ}
وسبحان الله هذا مصداقا لقوله تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
وهنا موضوع جميل للأخت صامطية
لامس واقعنا مع التماس الماعون مع الجيران وكيف أصبح الحال ..
http://www.samtah.net/vb/showthread....t966879http://
جزاك الله خير اختي ياقوته على ماتقدمينه من خير
اثابك الله وجعله بميزان حسناتك
وجعل الفردوس الاعلى منزلتك
البسملة تقدم الكلام عليها.هذه السورة قيل إنها مكية، وقيل: إنها مدنية. والمكي هو الذي نزل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة سواء نزل في مكة، أو في المدينة، أو في الطريق في السفر، فكل ما نزل بعد الهجرة فهو مدني، وما نزل قبلها فهو مكي، هذا هو القول الراجح من أقوال العلماء، يقول الله عز وجل مخاطباً النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {إنا أعطيناك الكوثر}الكوثر: في اللغة العربية هو الخير الكثير. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعطاه الله تعالى خيراً كثيراً في الدنيا والاخرة. فمن ذلك النهر العظيم الذي في الجنة والذي يصبّ منه ميزابان على حوضه المورود صلى الله عليه وسلّم، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى مذاقاً من العسل، (وأطيب رائحة من المسك)،وهذا الحوض في القيامة في عرصات القيامة يرده المؤمنون من أمة النبي صلى الله عليه وسلّم. وآنيته كنجوم السماء كثرة وحسناً، فمن كان وارداً على شريعته في الدنيا كان وارداً على حوضه في الاخرة، ومن لم يكن وارداً على شريعته فإنه محروم منه في الاخرة.ومن الخيرات الكثيرة التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلّم في الدنيا ما ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «أعطيت خمساً لم يُعطهن أحداً من الأنبياء قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجلاً من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأعطيت الشفاعة، وأحلت لي المغانم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة».هذا من الخير الكثير، لأن بعثه إلى الناس عامة يستلزم أن يكون أكثر الأنبياء اتباعاً وهو كذلك فهو أكثرهم أتباعاً عليه الصلاة والسلام، ومن المعلوم أن الدال على الخير كفاعل الخير، والذي دل هذه الأمة العظيمة التي فاقت الأمم كثرة هو محمد صلى الله عليه وسلّم، وعلى هذا فيكون للرسول عليه الصلاة والسلام من أجر كل واحد من أمته نصيب. ومن يحصي الأمة إلا الله عز وجل،ومن الخير الذي أعطيه في الاخرة المقام المحمود، ومنه الشفاعة العظمى، فإن الناس في يوم القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون، فيطلبون الشفاعة، فيأتون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى عليه الصلاة والسلام حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقوم ويشفع، ويقضي الله تعالى بين العباد بشفاعته، وهذا مقام يحمده عليه الأولون والاخرون وداخل في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} [الإسراء: 79].إذاً الكوثر يعني الخير الكثير، ومنه النهر الذي في الجنة، فالنهر الذي في الجنة هو الكوثر لا شك، ويسمى كوثراً لكنه ليس هو فقط الذي أعطاه الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الخير، ولما ذكر منته عليه بهذا الخير الكثير قال: {فصل لربك وانحر} شكراً لله على هذه النعمة العظيمة، أن تصلي وتنحر لله،والمراد بالصلاة هنا جميع الصلوات، وأول ما يدخل فيها الصلاة المقرونة بالنحر وهي صلاة عيد الأضحى لكن الاية شاملة عامة{فصل لربك} الصلوات المفروضة والنوافل. صلوات العيد والجمعة{وانحر} أي: تقرب إليه بالنحر، والنحر يختص بالإبل، والذبح للبقر والغنم، لكنه ذكر النحر، لأن الإبل أنفع من غيرها بالنسبة للمساكين، ولهذا أهدى النبي صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع مائة بعير، ونحر منها ثلاثة وستين بيده، وأعطى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الباقي فنحرها. وتصدق بجميع أجزائها إلا بضعة واحدة من كل ناقة، فأخذها وجعلت في قدر، فطبخها فأكل من لحمها، وشرب من مرقها، وأمر بالصدقة حتى بجلالها وجلودها عليه الصلاة والسلام، والأمر في الاية أمر له وللأمة،فعلينا أن نخلص الصلاة لله، وأن نخلص النحر لله كما أُمر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلّمثم قال {إن شانئك هو الأبتر} هذا في مقابل إعطاء الكوثر قال: {إن شانئك هو الأبتر} {شانئك} أي مبغضك، والشنئان هو البغض،ومنه قوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا} [المائدة: 2]. أي: لا يحملنكم بغضهم أن تعتدوا. {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا} [المائدة: 8]. أي: لا يحملنكم بغضهم على ترك العدل {اعدلوا هو أقرب للتقوى}فشانئك في قوله: {إن شانئك} يعني مبغضك {هو الأبتر}الأبتر: اسم تفضيل من بتر بمعنى قطع، يعني هو الأقطع. المنقطع من كل خير،وذلك أن كفار قريش يقولون: محمد أبتر، لا خير فيه ولا بركة فيه ولا في اتباعه، أبتر لما مات ابنه القاسم رضي الله عنه قالوا: محمد أبتر، لا يولد له، ولو ولد له فهو مقطوع النسل، فبين الله عز وجل أن الأبتر هو مبغض الرسول عليه الصلاة والسلام فهو الأبترالمقطوع عن كل خير. الذي ليس فيه بركة، وحياته ندامة عليه، وإذا كان هذا في مبغضه فهو أيضاً في مبغض شرعه. فمن أبغض شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شعيرة من شعائر الإسلام، أو أبغض أي طاعة مما يتعبد به الناس في دين الإسلام فإنه كافر، خارج عن الدين لقول الله تعالى: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} [محمد: 9]. ولا حبوط للعمل إلا بالكفر، فمن كره فرض الصلوات فهو كافر ولو صلى، ومن كره فرض الزكاة فهو كافر ولو صلى، لكن من استثقلها مع عدم الكراهة فهذا فيه خصلة من خصال النفاق لكنه لا يكفر. وفرق بين من استثقل الشيء ومن كره الشيء.إذاً هذه السورة تضمنت بيان نعمة الله على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإعطائه الخير الكثير، ثم الأمر بالإخلاص لله عز وجل في الصلوات والنحر، وكذلك في سائر العبادات، ثم بيان أن من أبغض الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شيئاً من شريعته فإنه هو الأقطع الذي لا خير فيه ولا بركة فيه، نسأل الله العافية والسلامة.تفسيرابن عثيمين
تفسير سورة الكوثر من كتاب صفوة التفاسير
سورة الكوثر مكية وقد تحدثت عن فضل الله العظيم على نبيه الكريم باعطائه الخير الكثير فى الدنيا و الاخرة ومنها نهر الكوثر وقد دعت الرسول الى ادامة الصلاة ونحر الهدى شكرا لله.
الكوثر: الخير الكثير وهومبالغة من الكثرة.
انحر: النحر خاص بالابل وهو بمنزلة الذبح فى البقر و الغنم.
شانئك: مبغضك .
الابتر: المنقطع عن كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
(انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر)
(انا اعطيناك الكوثر): الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم تكريما لمقامه الرفيع وتشريفا اى نحن اعطيناك يا محمد الخير الكثير الدائم فى الدنيا و الاخرة ومن هذا الخير نهر الكوثر (نهر فى الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته اطيب من المسك وماؤه احلى من العسل وابيض من الثلج من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا).
(فصل لربك وانحر): اى فصل لربك الذى افاض عليك من الخير خالصا لوجهه الكريم وانحر الابل التى هى خيار اموال العرب شكرا له على ما اولاك من الخيرات.. كان المشركون يصلون مكاء وتصدية وينحرون للاصنام فقال الله لنبيه صل لربك وحده وانحر لوجهه لا لغيره فيكون ذلك امرا بالتوحيد و الاخلاص.
(ان شانئك هو الابتر): اى ان مبغضك يا محمد هو المنقطع عن كل خير قال المفسرون: لما مات القاسم ابن النبى صلى الله عليه وسلم قال العاص بن وائل:دعوه فانه رجل ابتر لا عقب له ولا نسل فاذا هلك انقطع ذكره فانزل الله تعالى هذه السورة واخبر تعالى ان هذا الكافر هو الابتر وان كان له اولاد لانه مبتور من رحمة الله ولانه لايذكر الا ذكر باللعنة بخلاف النبى صلى الله عليه وسلم فان ذكره خالد الى اخر الدهر مرفوع على المآذن والمنابر مقرون بذكر الله تعالى والمؤمنون من زمانه الى يوم القيامةاتباعه فهو كالوالد لهم صلوات الله وسلامه عليه
الأبتر، في أصل اللغة يطلق على المنقطع الذي لا ولد له،
قال ابن إسحاق : وكان العاص بن وائل السهمي - فيما بلغني - إذا ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له لو مات لانقطع ذكره واسترحتم منه فأنزل الله في ذلك إنا أعطيناك الكوثر ما هو خير لك من الدنيا وما فيها والكوثر : العظيم ونزلت الايات بحق العاص بن وائل.
وذكر قول العاص بن وائل إن محمدا أبتر إذا مات انقطع ذكره وأنزل الله تعالى فيه قوله من سورة الكوثر على قول ابن إسحاق ، وأكثر المفسرين . وقيل إن أبا جهل هو الذي قال ذلك . وقد قيل كعب بن الأشرف ويلزم على هذا القول الأخير أن تكون سورة الكوثر مدنية وقد روى يونس عن أبي عبد الله الجعفي عن جابر الجعفي عن محمد بن علي ، قال كان القاسم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ أن يركب الدابة ويسير على النجيبة فلما قبضه الله قال العاصي : أصبح محمد أبتر من ابنه فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم إنا أعطيناك الكوثر عوضا يا محمد من مصيبتك بالقاسم فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ولم يقل إن شانئك أبتر يتضمن اختصاصه بهذا الوصف لأن هو في مثل هذا الموضع تعطي الاختصاص مثل أن يقول قائل إن زيدا فاسق فلا يكون مخصوصا بهذا الوصف دون غيره فإذا قلت : إن زيدا هو الفاسق فمعناه هو الفاسق الذي زعمت فدل على أن بالحضرة من يزعم غير ذلك وهكذا قال الجرجاني وغيره في تفسير هذه الآية أن هو تعطي الاختصاص وكذلك قالوا في قوله سبحانه وأنه هو أغنى وأقنى لما كان العباد يتوهمون أن غير الله قد يغني ، قال هو أغنى وأقنى ، أي لا غيره وكذلك قوله تعالى : وأنه هو أمات وأحيا إذ كانوا قد يتوهمون في الإحياء والإماتة ما توهم النمرود حين قال أنا أحيي وأميت أي أنا أقتل من شئت ، وأستحيي من شئت ، فقال عز وجل وأنه هو أمات وأحيا أي لا غيره وكذلك قوله تعالى وأنه هو رب الشعرى أي هو الرب لا غيره إذ كانوا قد اتخذوا أربابا من دونه منها : الشعرى ، فلما قال وإنه خلق الزوجين وأنه أهلك عادا استغنى الكلام عن هو التي تعطي معنى الاختصاص لأنه فعل لم يدعه أحد ، وإذا ثبت هذا ، فكذلك قوله إن شانئك هو الأبتر أي لا أنت . والأبتر الذي لا عقب له يتبعه فعدمه كالبتر الذي هو عدم الذنب فإذا ما قلت هذا ، ونظرت إلى العاصي ، وكان ذا ولد وعقب وولده عمرو وهشام ابنا العاصي بن وائل فكيف يثبت له البتر وانقطاع الولد وهو ذو ولد ونسل ونفيه عن نبيه وهو يقول ما كان محمد أبا أحد من رجالكم [ الأحزاب : 40 ] الآية .
فالجواب أن العاصي - وإن كان ذا ولد - فقد انقطعت العصمة بينه وبينهم فليسوا بأتباع له لأن الإسلام قد حجزهم عنه فلا يرثهم ولا يرثونه وهم من أتباع محمد عليه السلام ، وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم . كما قرأ أبي بن كعب : " وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم والنبي أولى بهم " كما قال الله سبحانه فهم وجميع المؤمنين أتباع النبي في الدنيا ، وأتباعه في الآخرة إلى حوضه وهذا معنى الكوثر ، وهو موجود في الدنيا لكثرة أتباعه فيها ، ليغذي أرواحهم بما فيه حياتهم من العلم وكثرة أتباعه في الآخرة ليسقيهم من حوضه ما فيه الحياة الباقية وعدو الله العاصي على هذا هو الأبتر على الحقيقة إذ قد انقطع ذنبه وأتباعه وصاروا تبعا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ولذلك قوبل تعييره للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالبتر بما هو ضده من الكوثر ; فإن الكثرة تضاد معنى القلة ولو قال في جواب اللعين إنا أعطيناك الحوض الذي من صفته كذا وكذا لم يكن ردا عليه ولا مشاكلا لجوابه ولكن جاء باسم يتضمن الخير الكثير والعدد الجم الغفير المضاد لمعنى البتر وأن ذلك في الدنيا والآخرة بسبب الحوض المورود الذي أعطاه فلا يختص لفظ الكوثر بالحوض بل يجمع هذا المعنى كله ويشتمل عليه ولذلك كانت آنيته كعدد النجوم ويقال : هذه الصفة في الدنيا : علماء الأمة من أصحابه ومن بعدهم فقد قال أصحابي كالنجوم وهم يروون العلم عنه ويؤدونه إلى من بعدهم كما ترتوي الآنية في الحوض وتسقي الواردة عليه تقول رويت الماء أي استقيته كما تقول رويت العلم وكلاهما فيه حياة ومنه قيل لمن روى علما أو شعرا : راوية تشبيها بالمزادة أو الدابة التي يحمل عليها الماء وليس من باب علامة ونسابة وفي حديث أبي برزة في صفة الحوض أنها تنزو في أكف المؤمنين يعني الآنية وحصباء الحوض اللؤلؤ والياقوت ويقابلهما في الدنيا الحكم المأثورة عنه ألا ترى أن اللؤلؤ في علم التعبير حكم وفوائد علم وفي صفة الحوض له المسك أي حمأته ويقابله في الدنيا : طيب الثناء على العلماء وأتباع النبي الأتقياء كما أن المسك في علم التعبير ثناء حسن وعلم التعبير من علم النبوءة مقتبس . وذكر في صفة الحوض الطير التي ترده كأعناق البخت ويقابله من صفة العلم في الدنيا ورود الطالبين من كل صقع وقطر على حضرة العلم وانتيابهم إياها في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعده فتأمل صفة الكوثر معقولة في الدنيا ، محسوسة في الآخرة مدركة بالعيان - هنالك يبين لك إعجاز التنزيل والله تعالى اعلم .
مرحبا بك أستاذنا الشفق
كم نفتقد مشاركاتكم الطيبة ..
يقول الله سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الكوثر:1-3] هذا الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ما المراد بالكوثر؟ من العلماء من فسر الكوثر بتفسير خاص، ومنهم من فسره بتفسير عام، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الكوثر نهر أعطانيه ربي عز وجل)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما الكوثر؟ إنه نهر أعطانيه ربي عز وجل)، وثبت أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الكوثر بحوضه صلى الله عليه وسلم، فلرسول الله حوض (ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وآنيته عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً)، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للكوثر تفسيران: التفسير الأول: أن الكوثر هو نهر. التفسير الثاني: أن الكوثر هو حوض للنبي صلى الله عليه وسلم. وبالنسبة للأحاديث التي أثبتت الحوض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهي أحاديث متواترة، جاءت من عدة طرق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأحاديث المتواترة أصح الأحاديث على الإطلاق، فحديث الحوض من الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن العلماء من جمع بين القولين: أن الكوثر هو الحوض، وأن الكوثر هو النهر، وقالوا: هو نهر يصب في الحوض. وورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (الكوثر هو الخير الكثير الذي أعطاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم، فقيل لـسعيد بن جبير الراوي عن ابن عباس : إنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الكوثر هو الحوض) ، قال: الحوض من الخير الكثير الذي أعطاه الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم). فـابن عباس يرى التفسير بالأعم، فالخير الكثير يدخل فيه الحوض، والنهر، ويدخل فيه القرآن الذي آتاه الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمقام المحمود والشفاعة العظمى، ويدخل فيه كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وسيد ولد آدم، وكون أمته صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس، وكون أمته شهيدة على سائر الأمم، فكل المناصب التي أعطاها الله للنبي صلى الله عليه وسلم تدخل في الكوثر.
وهذا الحوض في القيامة في عرصات القيامة يرده المؤمنون من أمة النبي صلى الله عليه وسلّم. وآنيته كنجوم السماء كثرة وحسناً، فمن كان وارداً على شريعته في الدنيا كان وارداً على حوضه في الاخرة، ومن لم يكن وارداً على شريعته فإنه محروم منه في الاخرة.... ابن عثيمين
لنا أن نقف على هذه المعاني كثيرا
{ إنا أعطيناك الكوثر }
بهذه الآية الكريمة ، افتتح الله تعالى سورة الكوثر ، مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة ، ومنة كريمة ، وموعود أخروي ، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه ، وبشارة له ولأمته من بعده ، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم ، الأمر بالصلاة والعبادة ، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } >>
والكوثر هو النهر الذي وعده الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة ، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله تعالى بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة . >>
ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان ، يصبان في حوض ، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة ، فنهر الكوثر في الجنة ، والحوض في أرض المحشر ، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض ، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض ( كوثر ) ، باعتبار أن ماءهما واحد ، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة . >>
وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر ، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر ، والارتواء منه ، والاضطلاع من معينه ، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله تعالى ، وحافاتاه قباب الدر المجوف ، وترابه المسك ، وحصباؤه اللولؤ ، فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله ، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته . >>
ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه ، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن ، وأحلى مذاقا من العسل ، وأطيب ريحا من المسك ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما استمع إلى تلك الأوصاف ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( آكلوها أنعم منها ) ، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية ، وتلك النعم الجليلة ، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته ، ومستقر رحمته .>>
وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا ، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ، ولم يسود وجهه أبدا ، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد ، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!>>
أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر ، فطوله مسيرة شهر ، وعرضه كذلك ، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء ) ، أي أن أطرافه متساوية ، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها .>>
أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق ، فصفات الماء واحدة ، كرامة من الله تعالى لنبيه والمؤمنين من أمته ، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها ، وهم في أرض المحشر ، وعرصات القيامة ، في مقام عصيب ، وحر شديد ، وكرب عظيم . >>
والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة ، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر ، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض ، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب ، فالماء من أطيب ما يكون ، ومقره من أرق ما يكون ، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون .>>
وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة ، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن لكل نبي حوضا ترده أمته ، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة ) ، فرحمة الله تعالى في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم ، فلكل نبي حوض ، يرده المؤمنون من أمته ، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور : >>
الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر ، فماؤه أطيب المياه ، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء ، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه . >>
الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض . >>
الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة ، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته ، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم . >>
ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين ، فعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين ، الشعث رؤوسا ، الدنس ثيابا ، الذين لا ينكحون المنعَّمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد ) ، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين ، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا ، وأقلهم منصبا ، وأدناهم شأنا ، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين ، وصدق الإيمان ، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله تعالى ، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر ، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم . >>
ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله تعالى عليه في نزول سورة الكوثر ، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة ، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس - ، فأقول رب إنه من أمتي ، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك ) رواه مسلم .>>
فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، الواردين حوضه ، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون ، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون