رد: مقتطفات من بساتين الأدب
قديماً; أحبّ الناس الزُهّاد، لِأنهم لا يحتاجون شيئاً ممّا في أيدي الناس، هُم أقوى من غواية المال، وغواية السُلطة، وغواية المرأة، وغواية الأهواء بين المطمع والمطمح، والناس يُحبّون من لا يُكلّفهم شيئاً، وهُم يُعطون رغباً ورهباً، والزاهد لا يحتاج في الحالتين..
كاد من لا يحتاج أن يكون إلَهاً !
عبد الواحد اليحيائي
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
(أصحومن الثماله)
أكاد لشدة القهر
أظن القهر في أوطاننا
يشكو من القهر
و لي عذري
لأني أتقي خيري
لكي أنجو من الشر
فأنكر خالق الناس
ليأمن خانق الناس
ولا يرتاب في أمري
لأن الكفر في أوطاننا
لا يورث الإعدام كالفكر
و أحيي ميت إحساسي
بأقداح من الخمر
فألعن كل دساس و وسواس و خناس
ولا أخشى على نحري
من النحر
لأن الذنب مغتفر
و أنت بحالة السكر
ومن حذري
أمارس دائما حرية التعبير
في سري
و أخشى أن يبوح السر
بالسر
أشك بحر أنفاسي
فلا أدنيه من ثغري
أشك بصمت كراسي
أشك بنقطة الحبر
و كل مساحة بيضاء
بين السطر و السطر
ولست أعد مجنونا
بعصر السحق و العصر
إذا أصبحت في يوم
أشك بأنني غيري
و أني هارب مني
و أني أقتفي أثري
ولا أدري
إذا ما عدت الأعمار
النعمى و باليسر
فعمري ليس من عمري
لأني شاعر حر
و في أوطاننا
يمتد عمر الشاعر الحر
إلى أقصاه بين الرحم و القبر
على بيت من الشعر
العظيم/أحمد مطرwr
لتكن انت وكلماتك بجوارالقلب..
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
جاءت خديجه
محمد جبر الحربي
ــــــــــــــــــــــــ
طلعتْ فتاة الليل من صبح الهواء، فأورقت تيناً وزيتونا ً وألقت
للنخيل تحية الآتين من سفرٍ فأينعت الوجوه شقائقاً ونمتْ
حبيبات الندى مطرا ً على تعب القرى
قمراً على الباب العتيق لعالَمٍ نسي الحديث الطفل، والكلمَ
المذابَ مع ارتخاءِ النهرِ أولَ ما ظهرْ
نسيَ التطلعَ للقمرْ
طلعت على مد البصرْ.
جاءت فتاة الليل من صبح الهواء فأسفرتْ
دخلت على الأطفال موالا ً، ومالت للحديث فأزهرتْ
قرأت كتاب الله وانتثرت على الكلمات دفئا ً أسمرا
قمراً على وجع القمرْ.
دمعتْ ... مشتْ
مشت الدروب على خطاها واكتفتْ
بالصمت حين تحدثتْ:
اللوح أسود
فاستروا عري البلاد وسوأة المدن اللقيطة
واحتموا بوجوهكم
وتبينوا أن جاءكم نبأُ
هذا أنا تعَبٌ، ومرساةٌ، وقيدٌ رافضٌ للقيد
(من يزرع قلوب الناس يُحصد: ذا زمان الحصد
من يسرق يُجازى بالتي...)
وضعت يديها فوق نافذة الكلام وأسرجت خيلاً
لعنق الشمس
واحتفلت بميلاد الحروفِ
وأطلقت عصفورها للبوح في طرق السماءِ:
لا تزرعوا قمحا ًمن قبل أن يجد الفؤاد طريقة للناس..
لا تركبوا بحرً من قبل أن يجد الحمام مكانه في القلب.. لا
لا تطلبوا أجراً على وجع الكلام، وحرقة القلب المضرج
قبل أن يفد الحمام.
قالت.. وأسدلت الكلام.
تتذكر الآن البدايةَ
مفرق الطرق القديمة..
كان "شام"
(إن تغرس السكين في الظهر ستغرسْ
ألف سكين بظهركْ)
جلست على طرف الكلام
هذا معاويةُ الذي..
ويضج طفل البوح في فمها ويشتعل الكلام:
لا تقرأوا التاريخ
زيفٌ ما يسطِّره الذيول
كفاكمو زيفاً على زيف ٍ
سنيُّ العمر مرت ما قرأت حقيقة
مرت كما مرت على الصحراء صائفة الغمام
تعبٌ وحال الناس في الأرض التعب
أن جاءكم نبـأ ٌ..
فهذا ساحل الرؤيا وإن عجَّت به ريح الشمال
تظل أصوات النوارس، صرخة الحيواتِ ملء رماله
فتبينوا أن جاءكم نبـأ.
دخلت على الحجرات في القلب المشاع
وجدت رماداً
ملؤه وطنٌ، وأسئلةٌ تثار ولا إجابة في المنابر
لا إجابة في رحيق السيف
وجدت نخيلا ً واقفا ً بالباب منحنيا ً
جداولَ جف فيها الطين
أسرابا ً من الوجع المهاجر
لا أمان
ولا مكان
ودمعتين نوافذ التوق الذي أدمنته عاماً فعاما ً
ثم نمت على الحجارة.. لم أخن
كشفتْ وكم كشفت عن الأوراق في حجراته
وأنا أصيح: قصيدتي وجه الزمن
صرختْ.. صرختُ وما فتئتُ أردد الصلوات في روحي
وأسترق الوطن:
كلا وربِّ السيف والكلمات والمدن الخرافه.
ما ناشني فرحٌ
ولا دونت اسمي في دواوين الخلافه.
مضت الفصول
خلعت جلدي
يا بلادا ً باعها السمسار للسمسار
وأستبق الغزاة إلى ملابسها
وتجار الصحافه.
لهفي على وطنٍ يغادرنا
ليسكن في المحافل والفنادق
تترك الصحراء أنجمها
وتبحر في ملفات العويل
وواجهات النشرة الأولى
وأقبية الفراغ
وتترك الأنهار أبناء القرى
لتنام في برك السباحه.
طلَبتْ موانئ
فتَّشتْ في السفْن عن وطنٍ بديل
تعبتْ من البحث الطويل
تعبتْ من الركض الذي يمتد من فرح الأجنة
وانطلاقات الجذور
إلى انحناءات الكهولْ
تعبت من الوطن البخيلْ.
وطنٌ سرابْ
غابٌ من القيم الخرافة
وانتماءٌ مرَّغ الوحل به أنف السحابْ
وطنٌ
عيونٌ فيه تستسقي
وتُسقى جمره
جيفٌ تفتش عن غرابْ.
وطنٌ ترابْ
يقف النخيل وكم يطول الوقت بالنخل
وكم ينأى السحابْ
وطنٌ ضبابْ
إن تدرك الأطراف تدركْك المنية يا معذب
فالتئم بالتربة العذراء
وليكن الغيابْ
غابٌ وغابْ
لا أرض في الأرض التي تهب السوادْ
لا أرض في الأرض اليبابْ
وطنٌ ترابْ
وطنٌ ضبابْ
وطنٌ سرابْ
سرابْ
سرابْ
طلبتْ مداداً
جف ماء البحر
صرختها استحالتْ نبتةً في غرَّة الصحراء
دمعتها استحالتْ قطرةً
(الغيث في الصحراء لا يأتي
إذا تعبتْ أكفُّ الريح وانهزم الجوادْ).
طلبتْ مزيداً من مدادْ
وطلبتُ منها أن نكونْ
أبقيتُ في يدها يديَّ
فكفتْ الدنيا عن التجديف
ذا بحرٌ
وقفنا
والسموات انتهتْ فينا
وكنا راحتين تحوطان الشمسْ
شفةٌ وشمسْ
لغةٌ ترطِّب مبسمين
حمامةٌ ترتاد ساحتنا
نُحِبُّ
نُحِبُّ
يا الله نحن الحبُّ
نحن الصرخة الأولى
ولون الماء والأشياءْ.
لوَّنـّـا الجداول
فاستدار الماء بالأسماك
واحتفلتْ على يدنا بميلاد الهواءْ.
ولوَّنـّـا البلابل في صباحٍ غائمٍ بالحب
أسكنَّـا حناجرها مفاتيح الغناءْ
ولوَّنـّـا القبائلَ
ذاب فصُّ الملح
والصحراءُ
من بحرٍ إلى بحرٍ
وهبناها مساء الخير، والكلمات
فرحتَنا
ـ نُحِبُّ .. نُحِبُّ
دفءَ اللحظة الأولى
وطعمَ الخبز ممزوجاً بطعمِ الرمل
وجه النخلة العفويَّ
نحن الحبُّ
نحن الحبُّ
ما كذَب الهوى قسما ً
ولا كذَبتْ يدان تحوِّطان الشمسْ
جاءت على شفةٍ وشمسْ
طلعتْ خديجة من تفاصيل الهواء فأشرقتْ
ونمتْ على يدها القرى
ونما الهوى أبداً
وما كذَبَ الهوى
كلا وما كذبتْ تراتيل القرى.
كلا وما كذبتْ تراتيل القرى.
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
غزالة الحب الطارئ .... !!
لم يكن أحد يدرك عطر
الماغنوليا العتمة لبطنك.
لم يكن أحد يعرف أنك تعذبين
طائر حب بين أسنانك.
كان ألف مهر فارسي يغفو،
في الساحة المغمورة بقمر جبهتك،
بينما كنت أنا أحتضن طوال أربع ليال
خصرك، عدو الثلج.
كانت نظرتك ، بين جص وياسمين،
غصناً شاحباً لبذار.
بحثت أنا ، لأعطيك من صدري،
حروف العاج، التي تقول: دائماً،
دائماً، دائماً:حديقة احتضاري،
جسدك الهارب إلى الأبد،
دم وريدك على شفتي،
فمك الذي صار بلا ضوء باقتراب موتي.
غزالة الحب اليائس...!!
لا يريد الليل أن يأتي،
حتى لا تأتي،
ولا أستطيع أنا الذهاب إليك.
إلا أني سأذهب،
رغم أن شمس عقارب تحرق صدغي.
إلا أنك ستأتين،
بلسان محروق من مطر الملح.
لا يريد النهار أن يطلع ،
حتى لا تأتي،
ولا أستطيع أنا الذهاب إليك.
لكني سأذهب،
مسلماً لضفادع البر قرنفلي المعضوض.
لكنك ستأتين،
عبر المواخير الكدرة للعتمة.
لا يريد الليل ولا النهار أن يأتيا،
حتى أموت من أجلك،
وتموتي من أجلي.
غزالة الجذر المر
هناك جذر مر،
وعالم من ألف سطح.
إلا أن أصغر يد،
لا تستطيع أن تحطم باب الماء.
إلى أين تذهبين؟ إلى أين؟ إلى أين؟
هناك سماء ذات آلاف النوافذ
ـ عراك نحل داكن ـ
وهناك جذر مر.
مر.
إنه يخرج بأخمص القدمين،
أعماق الوجه،
ويجرح أيضاً جذع الليل البارد،
المقطوع للتو.
يا حب ، يا عدوي،
كيف يعض جذرك المر.
غزالة ذكرى الحب
لا تحملي ذكراك.
دعيها وحيدة في صدري.
ارتعاش لكرز أبيض،
في عذاب كانون الثاني.
يفصلني عن الأموات ،
جدار أحلام شنيعة .
أعطي حزن زنبق بارد،
لقلب من جص.
طوال الليل ، تسهر عيناي
في البستان، مثل كلبين كبيرين.
طوال الليل، أطارد
سفرجل السم.
يكون الهواء أحياناً،
خزامى من خوف،
إنه خزامى مريضة،
في الصبح الشتائي.
جدار من أحلام شنيعة ،
يفصلني عن الموت.
يكسو الضباب بصمت،
الوادي الرمادي لجسدك.
في ظل جسر لقائنا،
ينمو الشوكران السام الآن.
لكن دعي ذكراك،
دعيها وحيدة في صدري .... !!
فيديريكو غارسيا لوركا
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
هرباً
من زمانِ القُبحِ
تختبئ الملائكةُ
في عينيك
سوزان
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
طرقوا نافذتَهُ
لكنّهُ أطبقَ أهدابَهُ
و اختبأ
من دموعهم
خلفَ نظَّارتيهِ .
كم يخشى جرحَ المرايا.
سوزان
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
ذاد الكرى عن مقلتيك حمامُ *** لباه شوقٌ ساهرٌ وغرام
حيرانُ، مشبوبُ المضاجعِ، ليلُه *** حربٌ، وليلُ النائمين سلام
بين الدُّجى لكما وعادية ِ الدّجى *** مهجٌ تُؤلِّفُ بينها الأَسقام
تتعاونان ، وللتعاون أمة ٌ *** لا الدهرُ يخذلها ولا الأَيام
يا أيها الطيرُ الكثير سميرُه *** هل ريشة ٌ لجناحه فيقام ؟
عانقت أغصاناً وعانقت الجوى *** وشكوتَ والشكوى عليَّ حرام
أمحرمَ الأجفانِ إدناء الكرى *** يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام
حاولن منه إلى خيالك سلما *** لو سامحتْ بخيالك الأحلام
فأْذَنْ لِطَيْفِك أَن يُلِمَّ مُجامِلاً *** ومؤمَّلٌ من طيفك الإلمام
أمير الشعراء / أحمد شوقي
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
أتـــذكـــر , أم هـــي لا تذكـــرُ
زمـانـاً لنـا , والصّبـا أخضـر !
كـــلـفــتُ بسمـرتهــا بينهـــنَّ ,
وتيّمهـــــا بينهـــم أسمــــــــرُ .
صغيرين , نجهل معنى الهوى
ومعنــى الحيـاء , ومـا يُنكــرُ .
نخلة
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
سفر ايوب
لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعض الكرم
ألم تُعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟
فهل تشكر الأرض قطر المطر
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟
*****
شهور طوال وهذي الجراح
تمزّق جنبي مثل المدى
ولا يهدأ الداء عند الصباح
ولا يمسح اللّيل أوجاعه بالردى
ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:
لك الحمد، إن الرزايا ندى
وإنّ الجراح هدايا الحبيب
أضمّ إلى الصّدر باقاتها
هداياك في خافقي لا تغيب
هداياك مقبولة. هاتها
*****
أشد جراحي وأهتف
بالعائدين:
ألا فانظروا واحسدوني
فهذى هدايا حبيبي
جميل هو السّهدُ أرعى سماك
بعينيّ حتى تغيب النجوم
ويلمس شبّاك داري سناك
جميل هو الليل أصداء يوم
وأبواق سيارة من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد
أساطير آبائها للوليد
وغابات ليل السُّهاد الغيوم
تحجّبُ وجه السماء
وتجلوه تحت القمر
وإن صاح أيوب كان النداء:
لك الحمد يا رامياً بالقدر
ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء
(قصيدة سفر ايوب ...لبدر شاكر السياب )
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
أنشودة الفجر
الفجـرُ والطلُّ ووادينا وما نرى من لهفةٍ فينا:
أنشودةٌ تنسابُ في سمعنا فيملآ الدمع مآقينا
تحملُنا عن بؤسنا والأسى إلى ابتساماتِ ليالينا
إلى زمانٍ كان فيه الرضَّا يرقُصُ في ظلَّ أمانينا
تُباركُ الشمسُ ترانيمها والبُلْبلُ الصدّاحُ يُشجينا
شوقاً إلى روضتنا إنها تُسعدنا والبعدُ يُشقينا
كانت روابيها على عهدنا ورداً وريحانًا ونسرينا
ما بالُها قد أقفرت بعدنا وأصبحتْ بالشوكِ تؤذينا؟
تبعثُ في أعماقنا لهفةً تظمئنا ، من حيثُ تَسقينا
يا روضةً كنا على سفحها نلقى أمانينا تنادينا
لا تحسبي أنّ الزمانَ الذي مـرّ علينا ، سوفَ يُنسينا
يا روضةً كنّا بها نلتقي نسكبُ في الوادي أغانينا
لا نشتكي اليومَ سوى لوعةٍ كوّنهـا بُعدُكِ تكوينا
لا نشتكي إلا صفاءاً غدا بشفَةِ الذكرى يناجينا
تبدلتْ حالتنُنا ، أصبحتْ غربةُ هذا العصرِ تشقينا
زماننا والناسُ في غفلةٍ قد ضيّعوا فيه الموازينا
'ليلى' والتي أعرفها أصبحتْ ياضيعةَ الأحلامِ ' كارينا'!
وصاحبي أصبحَ – يا حسرتي_ يتخذُ القدوةَ ' لينينا'!
الداءُ يا روضتّنا ليس في حبًّ به أصبحتُ مفتونا
فالحبُّ في رحلتنا مركبٌ من سَطْوةِ الآلامِ يُنجينا
وفي هجيرِ الصيفِ ظلٌّ لنا من قسوةِ الصحراءِ يحمينا
الحبُّ يا روضتَنا منزلٌ عن نزواتِ الريحِ يؤوينا
لولاه لم نسمعْ بذي لهفةٍ للموتِ لا يرضى به دُونا !
يُقدَّم النفسَ على بابهِ يَشري بها خُلداً وتمكينا
الدّاءُ- لوتدرينَ- في عالمٍ طوفانُه قد لفَظَ الدَّينا !
الداءُ- في أنفسِنا، لم تزلْ ممدودةً للكفرِ أيدينا !
عِفْنا زُلالَ الماءِ يا ويحنا واستعذبتْ أنفسُنا الطينا
كيفَ نريدُ العزَّ في حاضرٍ ونحنُ نستنكرُ ماضينا ؟!
إلى متى نبقى على حالنا نسيرُ في رَكْبِ أعادينا ؟!
مُلهِمَةَ الشعـرِ التي حولَها غرستُ أشواقي أفانينا
لا تحملي الهمَّ ولا تجزعي فاللهُ يرعانا ويكفينا
أقدارُنا ليس لنا حيلةٌ تنأى بنا حيناً وتُدنينا
عبدالرحمن العشماوي
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركمُ
ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا
ولكنه راغب فيمن يعذبه
وليس يقبل لا لوما ولا عذلا
::sa06::
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
لوجوهٍ تسير في وحدة الصحراء للشرق يلبس
العشب والنارَ سلامٌ للأرض يغسلها البحر
سلامٌ لحبّها... عُرُيكَ الصاعقُ أُعطَى أمطاره
يتعاطانيَ رعدٌ في نهديَ
اختمرَ الوقت تَقدَّمْ هذا دمي أَلقُ الشرق اغترفْني
وغِبْ
أضِعْني لفخذيك الدويّ البرق اغترفني تبطّنْ جسدَي
ناريَ التوجّه والكوكب جرحي هدايةٌ أتهجَّى...
أتهجَّى نجمةً أرسمُها
هاربًا من وطني في وطني
أتهجَّى نجمة يرسمها
في خطى أيامه المنهزمه
يا رماد الكلمه
هل لتاريخيَ في ليلك طفلٌ?
للشاعر السوري أدونيس
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
مليون توقيع
مت يا ربيع فقد جفا المطر
واقرأ بيانك أيها الحجر
مليون توقيع وما سلمت
كما الجبان ولا انتفى الخطر
مليون توقيع وامتنا
في ساحة الإغضاء تنظر
مليون توقيع وأمتنا
خطب، وأشعار، ومؤتمر
مليون توقيع، على ورق
سيزول من تأثيرها الضرر
******
والليل مفتول الذراع فلا
نجم يزينه ولا قمر
والقدس يشرب ألف ملعقة
من قسوة الباغي ويحتضر
ما زال يبصر ألف أرملة
تبكي فيذيل عندها الشجر
ما زال يلمح طفلة لبست
ثوب الضياع، فدمعها مطر
ومراكب الأحلام تائهة
ودموع قلب الحر تنهمر
******
مليون توقيع ونرفعها
برقية بالذل تختمر
ولمن ؟ لريجان الذي احترقت
أوراقه وتضاءل الأثر
******
ولمن؟ لميخائيل نبعثها
وفؤاده بالحقد ينصهر
ولهيئة الأمم عزفت
لحن الخداع فخانها الوتر
إني لأسأل والفؤاد على
نار من الآلام تستعر
أو ما لنا فيما جرى عظة
أو ليس تنفع قومنا العبر
حتام نشكو حال أمتنا
لعودها والطرف منكسر؟
******
برقية الأرض التي انتفضت
أوفي وأبلغ أيها البشر
أو ليس يكفي أن صِبيتكم
كتبوا الحروف وسافر الخبر
******
هم وقعوها بالدماء ومن
بوابة التاريخ قد عبروا
الأرض كل الأرض دفترهم
وماؤهم حبر بها نذروا
ما زالت أبصرهم وقد رفعوا
تكبيرهم، فانزاحت الأطر
قد آمنوا بالله واعتصموا
وبكل باغ ظالم كفروا
أطفالكم قالوا وما كذبوا
نحن الرعاة وغيرنا البقر
هذي حقائبنا وما حملت
قرشا، وبعض رجالنا تجروا
هذي حجارتنا وما جلبت
في مركب ربانه أشر
******
من أرضنا بدمائنا اختلطت
نرمي بها الباغي وننتصر
إنا نقول وفي محاجرنا
دمع تحير كيف ينهمر
إنا نقول وفي مسامعنا
صوت يبشرنا ويفتخر
إنا نقول وهي مشاعرنا
بركان ثار سوف ينفجر
مليون توقيع سنرفعها
لله منه العون والظفر
عبدالرحمن العشماوي
:)
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
:
صبرا ً يا سيّد قلبي
صبرا ياسيد قلبي صبرا
قد أذهلني هذا الأمر فعذرا
إن كنت تلعثمت
فذنبي
أني جاوزت بحبي السترا
وبهرت بأنوارك تغشاني
لم تبق شموسا أو بدرا
في غمضة عين برق أشعلني
شيء ما ألقاني في يمك قطرا
رعد ثار بأعماقي فجرني
حتى صرت الغيث وصرت النهرا
ذاب الكون بأوردتي
صيرني وردا ..
أطلقني طيرا ..
حولني بحرا ..
شيء ما يأخذني .. يسلبني
يرسلني عاصفة تقتلع الجذرا
لكن , في لمحة طرف ,
شيء بدلني
بين يديك نسيما عطرا
يوما ما كنت الجدب , وكنت القفرا
في رفة هدب صرت بقربك زهرا
آه , آه , لكني جرم ٌفي ملكوتك
يسبح بين الأسرى
عبدالعزيز خوجة
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
مرثية غازي القصيبي
كيفَ أرثيكَ والكلامُ مُصفّدْ؟
في شفاهي، ونارُ فقدِكَ تمتدْ
عَجِزَ الحرفُ أنْ يرومَ معانيكَ
الكرامَ، وأن يناديكَ. مُجهدْ
وتوارى بينَ الشّغافِ حياءً
كلما لامسَ اللسانَ ترددْ
تلكَ أوراقُكَ الحزيناتُ حيْرى
في اشتياقٍ إليك هيهاتَ ينفدْ
كنتَ رمزًا أبا سُهيلٍ وفيّاً
قد بذلتَ الجميلَ في كلّ مَقصدْ
كنتَ دومًا كما الفنارِ دليلا
أدبٌ رائعٌ وفعلٌ مُسددْ
ذاكَ شعرٌ كنتَ الحفيّ به
دومًا وكانَ لكَ الصديقَ المؤكدْ
ها هو الآنَ باكيًا في ذهولٍ
كلما لحتَ في السماءِ تنهدْ
أنتَ يا (فارس) البيانِ
(سهيلٌ) نقتدي فيهِ بالحياةِ فنهتدْ
ما لي (يارا) تضمُّ كلّ كتابٍ
و(نجادٌ) يتوقُ ضمَّ المهندْ
كنتَ سيفاً سُللتَ في كل حربٍ
في الوزاراتِ، فالسفاراتُ تشهدْ
(أمّكَ) الآن في ذهولٍ تناجيك
وتبكي بشجوِها المتجددْ
ورمالُ (الرياضِ) تبحثُ في عينيكَ
بريقًا لصوتِها المُتهجدْ
فسلْ النورَ في صحاري بلادي
كيفَ (أسلاكُه) بكفيّكَ تمتدْ
وسلْ الآنَ كلَّ شيخٍ وقورٍ
زار (مشفىً) فقال: غازي المجددْ
يا لحزن (المنامةِ) اليومَ تبكي!
ول (مصرَ) بنِيلها لا تغرّدْ
هذه (لندن) الكئيبة تنعيك
فلونُ ضبابِها اليومَ أسودْ
كل فنّ طرقتَه لكَ فيه
يدُ سبقٍ تقولُ: إنّك مُفردْ
أيّ شعرٍ وأيّ نثرٍ
تناول تَفقِيل :بفنّكَ المتفرّدْ
آهِ من عبرةٍ تغازلُ عينيّ
وآهٍ من لوعةٍ تتجددْ
اعتذاري أبا سهيل فحرفي
بعدكَ الآنَ كاليتيمِ المُبعّدْ
أنت شخصٌ تعادلُ اليومَ ألفاً
أنتَ فردٌ بعقلِكَ المُتعددْ
أنت يا كلّنا بفعلكَ قلْ لي:
كيفَ أرثيكَ والكلام مجردْ؟!
عبدالرحمن العشماوي
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
سأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَـا
مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ
فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى
من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ
فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِـرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَـلٍ
إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرِوَالجَلَـدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينَـا لَوَاحِظُـهَا
مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيـل الحُـبِّ مِنْ قَـوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِـي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَـة
لي في محبتكم شهـودٌ أربـع
وشهـود كـل قضيّـة اثنـان
خفقان قلبي واضطراب جوانحي
ونحول جسمي وانعقاد لسانـي
تَأَمَّلُوا كَيْفَ فِعْـلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ
يزيد بن معاوية
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
’
عيناك
عيناك
إبحار واسئلة
قد ضم أسرارها في قلبه العرق
عيناك
عيناك
معراج لأمنية
تسعى لسدرتها روحي وتحترق
إني أعوذ برب الناس يحفظها !
من شر من حسدوا أو شر من عشقوا
فلا تخافي إذا ماطاف بي غضب
فلن ينال هوىً يشدو به الأفق !
( أيمن صادق )
,
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
’
ماذا ترين لكي أتوب وأنتي
عني تصفحين
ماذا ترين
ومن يقيني ظلم عينيك
وبطش الناهدين
ماذا وقد وقع الفؤاد فريسة
وامتدت الصفحات
وانشقت جراحي شعبتين
وحملت ذنبي لكي أنال رضاك
فوق الراحتين
أشعلت شمع أصابعي ولعاً
وسافر لأرسم في شفاهك بسمتين
ماذا ترين ..!!
( عبد السلام نعمان السالمي )
,
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
’
أشكرك يا الله
لهذا اليوم المدهش
لقفزات أرواح الأشجار المخضرة
ولحلم السماء الأزرق : ولكل شيئ ...
طبيعي لا نهائي
كل شيئ يقول نعم
الان آذان أذني تصحو
والآن عيون عيني مفتوحة
الحياة ليست مجرد فقرة
والموت لا يعرف علامة الفاصلة ,
( كامينجز )
,
رد: مقتطفات من بساتين الأدب
’
ليلة امس
اذ كنت افكر مضطجعا
زحفت بعض الماذا لوات الى داخل أذني
وبدأت تحتفل وترقص طول الليل
وتغني أغنية " الماذا لو " ماذا لو .. المعهودة ,
ماذا لو كنت غبيا في المدرسة ؟!
ماذا لو أغلقوا المسبح ؟!
ماذا لو ضربوني ؟!
ماذا لو كنتِ ثمة سم في قدحي ؟!
ماذا لو اجهشت بكاء ؟!
ماذا لو ........
تبدو كل الاشياء بخير ... ثم
" ماذا لوات " الليل تضرب ثانية ..!
( شيلدون ألن )
,