رد: قصتي من اجل صحــــــــتي
الجزء الرابع ( أ ) :
وتُكملُ نور القصة لأختها التي كانتتستمع إليها بلهفة وشوق لمعرفة النهاية
وكيف حدثت ، وتتابع نور قائلة :
كانت تلك الفتاة رغم دراستها وانشغالها بها مع زميلاتها اللواتي في مثل
عمرها تمامًا ، إلا أنها كانت تشعر بذلك النقص يعاودها من حين لآخر ،
هي نفسها لا تعلم ما هو بالتحديد ، فحاولت أن تتناسى الأمر وتنشغل عنه،
ولكنها لم تستطع ، وفي يوم من أيام الدراسة ، وبعد انتهاء المحاضرة ،
قررت أن تبتعد قليلًا عن زميلاتها ولو لساعة واحدة ، تجلس فيها مع نفسها
وتسأل ذاتها ، ما الذي هي مقصرة في فعله ، وما هذا الشيء الذي يزيد
عليها حزنها ، ألا يكفيها مرضها الذي لا تكاد تنساه حتى يذكرها فيه مرة ثانية
،،
أحبتي،
الشيء الذي لم أخبركم به حتى الآن ، ولم تخبركم به نور ، هو أن هذه الفتاة
كانت غير مسلمة ، أي أجنبية ، ولكنها كانت تؤمن بأن هنالك رب أكبر من أي
شيء آخر ، ومع هذا كله لم تكن مؤمنة ولا مسلمة !
،،
نتابع الآن القصة ، هذه الفتاة ساعة خلوتها مع نفسها ، تحاول أن تعرف ما هو
، وأثناء جلوسها وحيدة ، لمحت من بعيد فتاة ترتدي الحجاب ، وتحمل سجادتها
وهي تتجه إلى مكان ما بعيد قليل عن ساحة الطالبات ، لم تبعد هذه الفتاة ناظريها
عن تلك الفتاة المحجبة ، ووقفت لتتبعها ولكن من دون أن يشعر بها أحد ،
وبينما تلك الفتاة تختبئ وراء شجرة كبيرة ، وقفت ورفعت بصرها إلى السماء ،
وأخذت تردد كلمات لم أفهم ما هي ، ولماذا !! ، وقفت بطلتنا من وراء أحد جدران
الكلية تراقب تلك الفتاة ، جذبتها تصرفاتها ، وأُعجبت بتمسكها ، ومع هذا لا
تعرف لمَ وما قصتها ؟؟؟؟
أخذت تلك الفتاة تفرش سجادتها ، وهي تعدل فيها حتى توازي مكان أو اتجاه محدد
، حتى استقرت على اتجاه معين ، وكأن المكان جديد عليها !
ولا زالت بطلتنا تراقب تلك الفتاة وهي تؤدي الصلاة ، وتركع وتسجد وتقوم !
وهكذا ، إلى أن فرغت تلك الفتاة من صلاتها ،
خطرت ببال بطلتنا فكرة التعرف على تلك الفتاة المحجبة ، بدون أدنى تردد ،
لأنها فعلا أعجبت بها ، أو لنقُل أحبت تلك الفتاة ، ولكن ! أي حب هذا ، ولماذا
؟؟ وكيف ؟؟؟
ستعرفون التفاصيل بإذن الله في الجزء الثاني من الجزء الرابع ،
رد: قصتي من اجل صحــــــــتي
الجزء الرابع (ب) :
وبعدما فرغت تلك الفتاة من الصلاة ، لحقت بها بطلتنا إلى أن اقتربت منها ،
انتبهت لها تلك الفتاة وتعجبت من مجيئها إليها ، ومع هذا تبسمت في وجهها
ومدت إليها يدها لتصافحها وتلقي عليها السلام ، فتعجبت منها بطلتنا هذه
فلم تشعر بنفسها إلا وهي تمد يدها هي الأخرى وتقول : السلام عليك ،!!
من المفترض عليها أن تقول : وعليكم السلام ، ولكنها لم تكن تعلم شيئا عن
أصول رد السلام ، ياللأسف !
ومع هذا لا زالت الابتسامة على وجه تلك الفتاة ، وقالت لها : كيف هي أخبارك؟
ردت : بخير ،
الفتاة : الحمدلله ،
ردت : الحمدلله ،
الفتاة : من أين أنتِ ؟
ردت : أميركا !
الفتاة : أهلًا بكِ !
ردت بطلتنا : تجيدين الإنجليزية ؟
الفتاة : نعم ،
: جيد ، هل يمكنني الجلوس معكِ لبضع الوقت ،
: بكل سرور عزيزتي ، أهلًا بك ،
: لم أرَ طالبة غيركِ في هذه الكلية محجبة وملتزمة مثلكِ !
الفتاة وهي تبتسم : يوجد الكثير من المحجبات غيري ،
: نعم رأيت محجبات ، ولكن مثلكِ لا ،
: ربما لأنكِ رأيتِني أصلي ، فهن يصلين أيضًا ، ولكن ربما لا يصلين النوافل !
فهي ليست فرضًا ،
:نوافل ؟ ْْْ~~ ماذا تقصدين ؟
: أتعرفين معنى الصلاة عزيزتي ؟
: هل هي تلك الحركات التي كنتي تؤدينها قبل قليل ؟
: نعم ، هي تلك ، ولكن هنالك صلوات تؤدى في أوقات محددة ، كالصبح ،والظهر
والعصر والمغرب والعشاء ، خمس صلوات في اليوم ،
: خمس صلوات ؟ نحن لا نصلي إلا وقت حاجتنا لأمر ما !
: هل تودين التعرف على الصلاة وفوائدها أكثر ؟
: بالتأكيد ! هل لكِ أن تخبريني ،
: سأخبركِ عن شيء يجعلكِ لا تتركين الصلوات أبدًا ، مهما حصل ، حتى في وقت مرضك
حماكِ الله ،
: حتى في وقتِ مرضي ؟؟
: نعم عزيزتي ،
: سأخبركِ بشيء ، ولكن أرجوا لو يكون سرًا بيننا ،
: لا عليكِ ، تفضلي ، سركِ بقلبي ،
: أشكركِ ،،، أنا مريضة منذ فترة ، تلقيتُ فترة علاج ولكن لم ألق أي فائدة ،
: صلاتكِ ستشفيكِ من أي داء آخر ، فقط ثقي بالله ،
: أتعلمين ، أنا ثقتي بالله كبيرة مع انني غير مؤمنة ولا أدين بديانتكم ،
: حقًا َ!!! جميل جدًا عزيزتي ، قلبكِ مؤمن إذن !
: نعم ، ولكن ؟
وبدت ملامح الحزن ثانية على وجه بطلتنا ، ولكن سرعان ما لاحظت تلك الفتاة حزنها
فسألتها : هل تودين أن تعرفي سر الصلاة في العلاج ؟
: بالتأكيد عزيزتي ،
: إذن تعالي معي ، قومي فقط بما أقوم به ، حسنًا ؟
: حسنًا ، وأنا واثقة منكِ ،
الجزء الخامس من قصتنا سيكشف لكم عن مغزى القصة الحقيقي ،
وما علاقة الصلاة بالشفاء والتداوي ، وما علاقتها بالطب ؟؟؟؟
انتظرونا في الجزء القادم ،،
http://www.al-wed.com/pic-vb/844.gif