تعصي الإلـهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه * هذا مـحالٌ في القياسِ بديعُ
لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعـَتهُ * إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطـيـعُ
عرض للطباعة
تعصي الإلـهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه * هذا مـحالٌ في القياسِ بديعُ
لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعـَتهُ * إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطـيـعُ
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعـيه * فالناس أعداء له وخصـوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهـها * حسدًا ومقتًا إنه لذمـيـم
وترى اللبيب محسدًا لم يجـترم * شتم الرجال وعرضه مشتوم
رأيت الذنـوب تميت القـلوب * وقـد يورث الـذل إدمانهـا
وترك الذنـوب حياة القـلوب * وخـير لنفـسك عصـيانهـا
وهل أفسـد الدين إلا المـلوك * وأحـبار سـوء ورهـبانهـا
بسطت يد الرجا والناس قـد رقـدوا * وبت أشكوا إلى مولاي ما أجـد
فقلت : يا أمـلى في كـل نائـبـة * ومن عليه بكشف الضر أعتـمـد
أشكوا إليك أمـوراً أنت تعلمهـا * مـا لي على حملها صبـر ولا جلـد
وقد مـددت يدي بالـذل مبتهـلا * إليك يا خيـر من مدت إليه يـد
فـلا تـردنـها يـا رب خائـبة * فـبحر جودك يروي كل من يـرد
كَلٌّ يَدَّعـي وّصْـلاً بـلَيـْلَي * ولـيلي لا تُقْـرُ لهـم بذاكـا
إذا اشتبكت دُمُوعٌ في جفـون * تَـبَـيَّّنَ َمْن َبكَي ممّـَن تَبَاكـا
أتيتـك راجيـا يا ذا الجـلال * ففرج ما تري من سـوء حالـي
عصيتك سيـدي ويلي بجهـلي * وعيب الذنب لم يخـطر ببالـي
إلي مـن يشتـكي الممـلوك إلا * إلي مـولاه يا مـولي الموالــي
لعمـري ليت أمـي لم تلـدني * ولم أغضـبك في ظـلم الليالـي
فهـا أنا عبـدك العاصي فقـير * إلي رحـماك فاقـبل لي سؤالـي
إذا جــار الوزيـر وكـاتـباه * وقاضي الأرض أجحـف في القضاء
فويـل، ثـم ويـل، ثـم ويـل * لقاضي الأرض من قاضي السمـاء
لا تحسـبنَّ الـعلمَ ينفعُ وحدَه * مـا لم يـتوَّج ربُّه بخــلاقِ
والعـلمُ إِن لم تكتنفهُ شـمائلٌ * تُـعْليهِ كان مطيةَ الإِخفـاقِ
كم عالـمٍ مدَّ العلومَ حبـائلاً * لوقـيعةٍ وقطيـعةِ وفــراقِ
وفقيـهِ قومٍ ظل يرصدُ فـقهُ * لمكـيدةٍ أو مُسْـتَحِلِّ طـلاقِ
وطبـيبِ قـومٍ قد أحلَّ لطبهِ * مـا لا تحلُّ شريعـةُ الخـلاقِ
وأديـبِ قومٍ تستحقُّ يميـنهُ * قطعَ الأناملِ أو لظى الإِحـراقِ
مثل وقوفك يوم العرض عريانا * مستوحشاً قلق الأحشاء حـيراناَ
النار تلهب من غيظٍ ومن حنقٍ * على العصاةِ ورب العرش غَضباناَ
اقرأ كتابك يا عبدُ على مَهَـل * فهل ترى فيه حرفاً غـير ما كانا
فلما قرأت ولم تنكر قراءتـه * إقرار من عرف الأشياء عرفـانـا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتى * وامضوا بعبدٍ عصا للنار عطشانا
المشركون غـداً فى النار يلتهبوا * والمؤمنـون بدار الخـلد سكانا
ولرب نازلـةٍ يضـيقُ لها الـفتى * ذَرْعاً وعندَ اللّهِ منها المخـرجُ
ضاقتْ فلما استحكمَتْ حلقاتُها * فرِّجَتْ وكنْتُ أظنُّها لاتـفرجُ
ولو أنا إِذا مِتـْنـا تركنـا * لكانَ الموتُ راحةَ كُـلِّ حـيِّ
ولكـنا إِذا مِتْنـا بُعِثـنـا * ونسألُ بعد ذا عن كُـلِّ شـيِّ
إذا رُمت أن تحيا سليماً من الرَّدى * ودينك موفور وعرضك صيّـن ُ
فلا ينطق منك اللِّسان بسـوأة ٍ * فكلُّلك سوءات وللناس ألسُـنُ
وعيناك إن أبدت إليك معائبـاً * فدعها ، وقل يا عين للناس أعيـن
إِنَّ لـلهِ عِـبَاداً فـُـطـَنَا * طَلَّقُوا الدُّنْيَا وخَافـُوا الفِتَنَــا
نَـظَروا فيـهَا فَلَمَّا عَلِمـُوا * أَنـَّهَا لَـيْسَتْ لِحـَيٍّ وَطَـنَا
جَعـَلُوها لُجـَّةً واتّـَخَذُوا * صَالِحَ الأَعمـالِ فيها سـُفُنـا
كل الحوادث مبدؤها من النظـر * ومعظم النار من مستصغر الشـرر
و المرء ما دام ذا عيـن يقلبهـا * في أعين الغير موقوف على الخطـر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها * فعل السهام بلا قـوس ولا وتـر
يـسر ناظره ما ضـر خاطـره * لا مرحبا بسـرور عـاد بالضـرر
تزود من التقـوى فإنك لا تـدري * إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر
فكم من صحيح مات من غير علة * وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من صبي يرتجى طول عمـره * وقد نسجت أكفـانه وهو لا يدري
إذا كنت في كـل الأمـور معاتبـا * صديقـك لم تلق الذي لا تعاتبـه
وإن كنت لم تشرب مراراً من الأذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربـه
تزود قريباً من فعالك إنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعلُ
وإن كنت مشغولاً بشيء فلا تكن *** بغير الذي يرضى به الله تشغلُ
فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** إلى قبره إلا الذي كان يعملُ
ألا إنما الإنسان ضيفٌ لأهله *** يقيم قليلاً عندهم ثم يرحلُ.
متـى يَبْلغُ البُنْيـانُ يومًا تمامُـه * إذا كُنت تبْنيـه وغيــرُك يهـدمُ
متـى ينْتـهي عنْ سيئ منْ أتى به * إذا لمْ يكـنْ منـهُ عليـه تنـدمُ
لا تظـلمنَّ إِذا مـا كنتَ مقتـدراً * فالظـلمُ مـرتعُه يفضي إِلى النـدمِ
تنـامُ عينـكَ والمظـلومُ منتبـهٌ * يدعـو عليـكَ وعيـنُ اللّهِ لم تنـمِ
ولـو أنـا إِذا مِتْنــا تركنـا * لكـانَ الموتُ راحـةَ كُلِّ حـيِّ
ولـكنـا إِذا مِتْنــا بُعِثْنــا * ونسـألُ بعـد ذا عن كُلِّ شـيِّ