مشاركة: قـصـائـد مـخـتـارة
ومن الاقوال المأثورة للامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها
مشاركة: رد: قـصـائـد مـخـتـارة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جارهـ القمر
ما أجمل من هذهـ الا تلكـ
شكر وتقدير لكـ على هذا الجمال الذي تسطرهـ لنا
بارك الله فيكـ
جارهـ القمر
احترم تواصلك واحترمك
كل الورود لك ياعبير الصفحة
قصيدة الفرزدق في مدح علي زين العابدين
حجَّ هشام بن عبد الملك, فطافَ بالبيتِ وأرادَ استلامَ الحَجَر فلم يقدر ,فنُصِب له مِنبَرٌ فجلس عليه؛
فبينا هو كذلك إذْ أَقْبَلَ عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب( عليهم السلام) في إزار وردَاء,وكان أحسنَ الناس وَجْها,وأعطرهم رائحة, وأكثرَهم خشوعاً ,وبين عينيه سَجَّادة ,كأنها رُكبة عنز, وطاف بالبيت ,وأتى ليَسْتَلم الحجرَ,فتنحّى له الناسُ هيبةً وإجلالا,فغاظ ذلك هشاما؛فقال رجلٌ من أهل الشام:
مَن الَّذي أكرمه الناسُ هذا الإكرام,وأعظموه هذا الإعظامَ؟ فقال هشام: لا أعْرفه,لئلا يَعْظُمَ في صدور أهل الشام؛فقال الفرزدق وكان حاضراً:
هذا ابنُ خير عبـــــادِ الله كلِّـــهم **** هذا النقِيُّ التقيُّ الطـاهرُ العَلَمُ
هذا الذي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وطأتهُ **** والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ
إذا رأتْه قريـــشٌ قال قائلُــها **** إلى مكــارم هذا ينتهي الكرَمُ
يكادُ يُمْسِِِـكـُهُ عِرْفـــانَ راحــتهِ **** رُكنُ الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
في كفّهِ خــــيزران رِيحهُ عَبِقُ **** في كفِّ أروَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضَى من مهَابَتِه **** فما يُكلَّمُ إلا حــــــــين َيبْتَسِم
مُشتقَّةٌ من رســــــــــول الله نَبْعَتُهُ **** طابت عناصِرُه و الخِيمُ و الشِّيَمُ
يُنْمَى إلى ذِرْوة العزّ التي قصُرت **** عن نَيْلها عَرَبُ الإسلامِ والعجَمُ
يَنْجَابُ نورُالهدى عن نور غُرَّتِهِ **** كالشمس يَنْجَاب عن إشراقِهاالقَتم
حمَّالُ أثقال أقوام إذا اقترحــــوا **** حُلْو الشــمائل تَحــْلُو عنــــده نَعَمُ
هذا ابنُ فاطمة إن كنت جــَاهِلَهُ **** بجـــــــــــــدّه أنبياءُ الله قد خُتِموا
الله ُ فضّــــــــله ُ قِدما ً وشرّفَه ُ **** جرى بذاك َ له في لَوْحِهِ القَـلَم ُ
مَنْ جدّ ُه ُ دانَ فَضْلُ الأنبياء له ُ **** وفَضْلُ أمتــــه دانَتْ له الأمَم ُ
عم َّ البرية َ بالإحسان فانقشعت ْ **** عنها الغيـابة ُ و الإملاق ُ والظُّــلم ُ
كِلْتا يديه ِ غياث ٌ عـَمّ َ نفعـُهـُمَا **** تَسْـتَو كـفـان ولا يَعْرُوهما العــُدُم
سَهْل ُ الخليقة لا تُخْشَى بوادِرُه ُ **** تزينه الاثنتان الحِلْم ُ و الكَرَم ُ
لا يُخْلِفُ الوَعْد َ ميمون ٌ بغُرَّتِه ِ **** رَحبُ الفناء أَرِيب ٌحين يعتزم
ما قال "لا" قَط ٌّ إلا في تَشَهُّدُه **** لولا التشهّد كـانت لَاءَهُ نَعَم ُ
مِنْ مَعْشَر حبُّهم دِين ٌ, وبغضُهم **** كُفْرٌ, وقُرْبُهُم مَنْجًى و مُعْتَصَمُ
يُسْتَدْفَعُ السوء ُ و البَلْوَى بحبهم ُ **** ويسترَب ُّ به الإحسان ُ والنِّعَم ُ
مقدَّمُ بعد ذِكْرِ الله ذكرهُم ُ **** في كل بَدْء ٍ و مختوم ٌ به الْكَلِم ُ
إن عُد َّ أهل التُّقَي كانوا أئِمَّتَهُمْ **** و قيل مَنْ خيرُ أهْل ِ الأرض قيل هُم ُ
لا يستطيع ُ جَوَاد ٌ بُعْدَ غايتهم **** ولا يُدانيهم ُ قوم ُ وإن ْ كرُموا
هم ُ الغُيوث ُ إذاما أَزْمَة ٌ أزَمَت ْ **** الأ ُسْد أسُد الشَّرَى و البأ ْسُ مُحْتَدِم
يَأ ْبَى لهم أَنْ يَحلّ الذ َّم ُّ ساحَتَهم **** خِيمٌ كريم ٌوأيد ٍ بالنَّدى هُضُم ُ
لا يَنْقُص ُ العسر ُبَسْطا ً من أكفِّهم ُ **** سِيّان ذلك إن أَثْرَوْا وإن عدموا
أي ّ الخلائق لَيْسَتْ في رِقَابهــــم ُ **** لأوليَّة هـــــــــذا أوْ لَهُ نِعم
مَنْ يعــــرف الله يَعْرِف أوليَّته **** فالدين ُمن بيت هذا ناله الأُمم
وليس قولك من هـــذا بضائِرِهِ **** الـــعُــرْب ُتعــرف من أنكرت والعَجم
مشاركة: قـصـائـد مـخـتـارة
بينـي وبينـك خمـرة وأغانـي *** فاسكب فعمري في يديك ثـوان
ماهمّنا انطفـأت نجـوم بعدنـا *** وتوقفت أرض عـن الـدوران
آهٍ لـو احتـرق الزمـان وإننـا *** برماده فـي الريـح مرتحـلان
والشمس في عيد المسا عصفورة *** هربا بها عبـر المـدى ولـدان
كالعاشقين الخوف في وجهيهمـا *** إذ ليـس بعـد اليـوم يلتقيـان
صور الفراق تطل من أجفاننـا *** وتمرّ مثـل غمامـة الحرمـان
سهري وبُعدك منهما لاحت لنـا *** في ظل قلبـك زهـرة النسيـان
أتُرى تردك من حنيني لهفـة ؟ *** وتمد من شوقي اليـك يـدان ؟
كن ليلنا يا ليـل وارحـم حبنـا *** واسكب فعمر الحب فيك ثـوان
مشاركة: قـصـائـد مـخـتـارة
قصيدة نسبت للشاعر اللبناني سعيد عقل
أصابعي منك في أطرافهـا قبـل *** قبلتهـن فهـن الجمـر يشتـعـل
بريد حبـك فـي كفـي يحملـه *** إليك خوف يضيع العشرة الرسـل
قد أقبل الليل وحدي أنت لست معي *** ليلان ليلي فقل لي كيـف أحتمـل
إن الرسائل تبكي والعنـاق يـرى *** دمع الوداع أنا المنديل والخصـل
أنـا القتيلـة والعشـاق قصتهـم *** أشهى الذي جاء فيها أنهـم قتلـوا
هوىً وذكرى ووعـد ضائع *** وأنـاحوريـة بميـاه الريـح تغتسـل
ياللأحبـة نهواهـم ونعشقـهـم *** حتى إذا صار يبكي بعدهم رحلوا
أذاكر أنـت وجهـي إنـه زمـن *** عليـه مرسومـة أيامـنـا الأول
عيناي إن ضاقتا بالدمع لي جسـد *** وأنت عني بعيـد كلـي منفعـل
ماكنت ترحل في يوم ووتركنـي *** لو كنت تعلم كم أهـواك يارجـلاً
أمشي إليك فعمـري كلـه سفـر *** أمشي إليك على جفني ولا أصـل
مشاركة: رد: قـصـائـد مـخـتـارة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جارهـ القمر
اشكرك على حسن استقبالك وحفاوتكـ
فمتصفحكـ ملكٌ للجميع ولكنني اعتبرهـ ديواني وحدي
ستذكرني ،،
جارهـ القمر
تلك حفاوة ٌ منك انت
فعبق المكان منك ولك
كل ورود الارض لك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
قصيدة رحيقة القلب
قالت إن كنت تحبني فنادني بلفظةٍ لم تنادَ بها واحدةٌ قبلي، وكان هذا الحوار
رحيقةَ القلبِ في سعْدٍ وفي وصَبِ
وفي الحياةِ وفي الأخرى بجاه نبي………….
لم تبقَ من ذرّةٍ في الجسمِ ما رقصت
إذ قلتِ أهواكَ في شيءٍ من اللعبِ………..
كأنهنّ قلوبٌ كل واحدةٍ
أثملتِها نشوةً من شدةِ الطربِ…………..
توهّج القلبُ بالأشواقِ تحرقه
قد احتواكِ فذوبي في لظى لهبي…………..
ما هكذا الحبُّ إغراءٌ بقافيةٍ
لتقرئيها كبعض الشعر في الكتُبِ………..
تمرُّ مرَّ أثيرٍ، لمْحَ خاطرةٍ
حلْماً خيالا كصدقٍ شيبَ بالكذِبِ……….
عصا تأرجح إذ بالنصف تقبضها
كفٌّ بها رجفةٌ من شدةِ التّعبِ………….
الحبُّ مقحمةُ الأهوالِ صاخبةً
لا خير فيه إذا ما كفَّ من رهبِ………..
هو التحدي لما الأوهام قد سطرت
من العقابيلِ في الأذهانِ بالدّأبِ ……..….
به المولّهُ يغشى البحر لُـجّـتُهُ
من العواصفِ للأمطار كالغَببِ…………
قالت حنانيكَ إني جئتُ واهبةً
روحي فهل لي لديكَ اليومَ من رَحَبِ ……
جلت عن القلبِ أثقالا عبارتُها
للحظةٍ خلتُ نفسي دونما وصَبِ……….
ثمّ ادّكرتُ التي من بعد ما ظفرت
بالفلب ألقته في النيران كالحطبِ……..…
فقلتُ هل أنتِ في ما قلتِ مخلصةٌ
أم نخوةٌ عرضت من عادة العرَبِ…………
أعليتني ذروةً بالوصلِ شامخةً
أخشى غدا سيكون الهجر منقلبي……….
قالت فديتُكَ بل قد جئتُ حاملةً
إليكَ شوقاً ووصلاً ذاكَ إن تُجِبِ……….
أجيبُ من؟ يا لذاذاتِ الدّنى اجتمعت
إن لم أُجبْ داعياً يجتثُّ لي رِيَبي ……….
عشرونَ عاماُ مضت مذْ كنتِ في خلدي
حلماً كستهُ الأماني حلّةَ القشبِ…..……
يا أنتِ يا مبتدا حلْمي وغايتَه
أنعمْ بخَلْقِكِ والأخلاقِ من حسَبِ………
إيمانَ قلبٍ بأنكِ في الهوى قدري
منكِ ابتدأتُ إلى عينيكِ منقلبي………….
تجسُّدَ الحلْمِ لا وهمٌ ولا خبلٌ
مليكة القلبِ هل ترضينَ من لَقبِ……….
سفينتي أنتِ والربّانُ أنتِ لها
والبحرُ والنجمُ والميناءُ ذو القُبَبِ…………
مشاركة: قـصـائـد مـخـتـارة
من أشعار النقائض بين الفرزدق وجرير
قال الفرزدق يتفاخر على جرير
إنّ الذي سمك السماءَ بنى لنـا ............... بيتـاً دعائمُـهُ أعـزُّ وأطـولُ
بيتاً بناه لنا المليكُ ومـا بنـى ................ حكمُ السمـاء فإنـه لا يُنقَـلُ
حُلَلُ الملوكِ لباسُنا فـي أهلنـا ............... والسابِغاتُ إلى الوغى نتسربلُ
أحلامنا ترنُ الجبـالَ رزانـةً ................. وتخالنا جِنّـا إذا مـا نجهـلُ
إنَّ استراقكَ يا جريرُ قصائد ................ يمثل ادّعاء سوى أبيـك تنقَّـلُ
ضربت عليك العنكبوتُ بنسجها ........... وقضى عليك به الكتابُ المنزلُ
إنّ الزحـام لغيركـم فتحيّنـوا ............ وِرْدَ العشيِّ إليه يخلو المنهـلُ
وقال جرير يناقض الفرزدق
إنّ الذي سمك السماءَ بنـى لنـا ................ عزاً علاك فما لـه مـن مَنقَـلِ
إني إلـى جبلـيْ تميـمٍ مَعقِلـي ................. ومحلُّ بيتي في اليفـاعِ الأطـولِ
أحلامنـا تـزنُ الجبـال رزانـة .................. ويفـوقُ جاهلنـا فعـالَ الجهّـلِ
أعـددْتُ للشعـراءِ سُمّـاً ناقعـاً ................. فسقيـت آخرهـم بكـأس الأولِ
إنّي انصبَبْتُ من السمـاء عليكـم .............. حتى اختطفتك يا فرزدقُ من علِ
أخزى الذي سمك السماء مجاشعاً ............. وبنى بناءَك في الحضيض الأسفلِ
أزرى بحلمكُـم الفِيـاشُ فَأَنْـتُـمُ ................. مثلُ الفَراشِ غشين نار المصطلي
مشاركة: قـصـائـد مـخـتـارة
يقول جرير في قصيدته التي هجا فيها الأخطل ويفخر بقيس :
حي الغداة برامة الأطلالا.................رسماً تحمل أهله فأحالا
و لقد عجبت من الديار و أهلها.......والدهر كيف يبدل الأبدالا
طرب الفؤاد لذكرهن وقد مضت.... بالليل أجنحة النجوم فمالا
لا يتصلن إذا أفتخرتن بتغلب........ورزقن زخرف نعمةٍ وجمالا
ياليت شعري يوم دارة صلصل......أتريد صرمي أم تريد دلالا
إني جعلت فلن أعافي تغلباً............للظالمين عقوبةً ونكالا
قبح الإله وجوه تغلب إنها..........هانت علي مراسناً وسبالا(1)
عبدوا الصليب وكذبوا بمحمدٍ.........وبجبرئيل وكذبوا ميكالا
قبح الإله وجوه تغلب كلما........شبح الحجيج وكبروا إهلالا
و التغلبي إذا تنحنح للقرى............حك استه وتمثل الأمثالا(2)
أنسيت يومك بالجزيرة بعدما.......كانت عواقبه عليك وبالا(3)
حملت عليك حماة قيس خيلها......شعثاً عوابس تحمل الأبطالا
ما زلت تحسب كل شئ بعدهم........خيلاً تشد عليكم و رجالا
زفر الرئيس أبو الهذيل أبادكم..فسبى النساء وأحرز الأموالا(4)
قال الأخيطل إذ رأى راياتهم........يا مار سرجس لا نريد قتالا(5)
هلا سألت غثاء دجلة عنكم...........والخامعات تجمع الأوصالا
ترك الأخيطل أمه و كأنها...............منحاة سانية تدير محالا
خل الطريق فقد رأيت قرومنا......تنفي القروم تخمطاً وصيالا
ما كنت تلقى في الحروب فوارسي...ميلاً إذا ركبوا ولا أكفالا
صبحن نسوة تغلب فسبينها......ورأى الهذيل لوردهن رعالا
قيس و خندف إن عددت فعالهم....خير وأكرم من أبيك فعالا
إن حرموك لتحرمن على العدى........أو حللوك لتؤكلن حلالا
لو أن تغلب جمعت أحسابها.......يوم التفاضل لم تزن مثقالا
لا تطلبن خؤولةً في تغلب.......فالزنج أكرم منهم أخوالا
لولا الجزا قسم السواد وتغلب... في المسلمين فكنتم أنفالا(6)
1- المراسن مفردها مرسن يعني الأنف و السبال هو ما على الشارب من الشعر
يقول إن التغلبيين هانوا عليه أنوفاً وشوارب.
2- استه : مؤخرته يقول جرير في هذا البيت أن التغلبي بخيل إذا جاءه ضيف راح
يسعى للتهرب منه ويتلهى عنه بحك استه.
3- يذكر الأخطل بقتلى قومه التغلبيين على يد القيسيين في الجزيره الفراتيه
شمال العراق.
4- زفر هو ابن الحارث الكلابي سيد قيس في زمانه وزعيمهم والذي اوقع
بالتغلبيين.
5- يقول جرير إن الأخطل عندما رأى رايات القيسيين استنجد بمار سرجس وأعلن
عدم رغبتهم بالقتال و مار سرجس من النصارى كانوا نصارى بني تغلب يتقربون
إليه.
6- السواد هو سواد العراق يقول جرير للأخطل لولا الجزيه التي تدفعونها
لقسمناكم أنفالاً بين المسلمين.
مشاركة: قـصـائـد مـخـتـارة
معلقة عنترة بن شداد العبسي
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ
أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي
وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا
فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ
وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا
بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ
أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ
عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ
عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا
زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ
ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ
مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ
كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا
بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا
زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ
مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا
وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً
سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ
عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ
وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ
سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ
أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا
غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ
جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ
يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ
غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ
هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ
قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ
وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى
نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ
هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ
لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ
خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ
تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ
وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً
بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ
حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ
يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ
حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ
صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ
كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ
زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ
وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ
وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ
هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ
غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما
بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً
حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ
زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي
طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ
أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي
سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ
مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا
رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ
بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ
قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ
فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ
مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً
وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي
وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً
تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ
سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ
ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ
إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي
إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ
نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ
طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً
يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ
يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي
أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ
ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ
لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ
جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ
بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ
فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ
ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ
فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ
يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا
بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا
هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ
لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ
أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ
عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا
خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ
فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ
بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ
بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ
يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ
ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ
حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي
فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي
قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً
والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي
وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ
رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ
نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي
والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي
غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ
إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ
عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي
لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ
يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ
يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا
أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ
مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ
ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ
فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ
وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى
وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي
ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا
قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ
والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً
مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ
ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي
لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ
للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ
الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا
والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي
إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا
جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ
مشاركة: قـصـائـد مـخـتـارة
جارهـ القمر
ورودي وعطوري لك
وان طال الغياب
وكل عام وانت بخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
أنشودة المطر
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،
أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...
وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر...
مَطَر...
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال
تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :
بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛
كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك
وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟
بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،
كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !
وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر
وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ
سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،
كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق
فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .
أصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـه النشيجْ :
" يَا خَلِيجْ
يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "
أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،
حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ
لم تترك الرياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،
عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :
" مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وفي العِرَاقِ جُوعْ
وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ
لتشبعَ الغِرْبَان والجراد
وتطحن الشّوان والحَجَر
رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ
ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء
تَغِيمُ في الشِّتَاء
وَيَهْطُل المَطَر ،
وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر
حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة
وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ
فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد
أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ
في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "
أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـهُ النشيجْ :
" يا خليجْ
يا واهبَ المحارِ والردى . "
وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،
عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار
وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لُجَّـة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ
من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .
وأسمعُ الصَّدَى
يرنُّ في الخليج
" مطر .
مطر ..
مطر ...
في كلِّ قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "
وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..