شكرا لك ..
عرض للطباعة
متابع بشغف
انتقاد لاذع للرواية في صحيفة الاقتصادية الالكترونية ..
.............................. ................
جماليات الفحش اللفظي البذيء والعامي تحت ضوءٍ باختيني
محمد العباس
ma_alabbas@hotmail
بقدر ما تختزن الرواية وعي كاتبها، وطبيعة المضامين التي يحاول استعراضها، تشير بالضرورة إلى فرادة قاموسه وخصوصية مزاجه، فالنص الأدبي، هو عمل فني لفظي في المقام الأول، يعتمد في جوهره على الخاصية المفرداتية. وفي هذا المكمن اللغوي يمكن اقتناص ظاهرة كتابية لافتة تتمثل في انتحاء بعض الروايات السعودية إلى الفجاجة التعبيرية. وهي حساسية لغوية منبثقة بدورها عن جرأة التماس بالموضوعات الاجتماعية الوعرة، ومتجاوزة لها في آن، خصوصاً فيما يتعلق بالفحش اللفظي، المعبّر عنه بمعجم عامي أقرب ما يكون إلى الكلام، على اعتبار أن موضوع التلفظ الذي تتشكل تمثلاته التواصلية في الفضاء الاجتماعي، هو ناتج تفاعل اللغة مع سياقات التاريخ.
ويبدو أن هذا النمط السردي المحقون بالألفاظ الخادشة للحياء آخذ في التكثّر داخل بعض المنتجات الروائية، ويراد منه، على ما يبدو، تجسيد صورة حية وصادقة للحياة الواقعية تقوم على إعلاء الهاجس الجنسي، بالنظر إلى كونه عنصر اختراق للأدب الكلاسيكي والرومانتيكي، وهو اتجاه فني مثير للتخرصات التأويلية، ويفترض تمديده كمقولة جمالية تحت طائلة الجدل النقدي، لفحص جمالياته الممكنة، وقياس ما يمكن أن يسهم به كمنطوق لهجي محلي داخل الفعل الروائي، أي قراءته وفق مفهوم باختين الشهير (الكلمة في الرواية) الذي يرى أنها أيدولوجية بطبعها، فحضورها يتجاوز الولم يقبل باختين فصل الشكلانية بين الشكل والمضمون،دلالة المعجمية، إلى مهمة التمركز في قلب النص، واستقطاب عناصره وعلاقاته النفسية والاجتماعية والتاريخية والأيدولوجية.
ذلك هو حجر الأساس في تصوره للخطاب الروائي، حيث يميل من يوصف بأنه أعظم متفحص للكلام الإنساني، إلى القول بأن نظرية الرواية تؤكد بقوة على اللحظة الجدلية الانتهاكية التي تتحكم في المسعى الروائي بوصفه تفاعلاً صراعياً بين القوى الاجتماعية والحوارية. كما ينظر إلى الرواية بوصفها شكلاً من أشكال الأدب الشعبي، أو الجنس السفلي، لدرجة أنه يرجّح كونها كجنس أدبي متحدّرة من الأجناس الأدبية الدنيا، وبالتالي فهي أداة تعبير عن الفئات والأوساط الشعبية، وهنا يكمن السر في تنوع منطلقاتها الحوارية والتناصية، فكل كلمة ملفوظة هي محل لتصارع النبرات الاجتماعية المتخالفة، كما تتمثل على لسان الشخوص في الروايات كتعبير لفظي يعكس شكل وحيوية التفاعل بين القوى الاجتماعية.
ولقياس منسوب الوعي بهذا الاتجاه الفني، عند بعض الروائيين الذين جازفوا بحقن نصوصهم بمفردات أو عبارات ذات طابع فاحش، يمكن تأمل طريقة العرض المرآوي لمراداتهم الموضوعية والفنية في جملة من الأعمال، بما هي قاعدة إنتاج اختبارية، حيث يبدو الانفعال بملفوظات الفحش صريحاً، متمادياً، بل صادماً عند يحيى اَمقاسم، الذي يبالغ في إظهار انحيازه الصريح لصقل مفردات صدئة مترّسبة في القاع الاجتماعي، متلذذاً بترديدها، للتأكيد على مقولة المطابقة البنيوية بين شكل الرواية وشكل الحياة، الأمر الذي يقرّب سرده من مراودات إحياء السجل الشعبي، وبناء الهوية المميزة لفئة اجتماعية من خلال ثقافتهم اللغوية.
في روايته (ساق الغراب) يحتل "أبو حشفة" حيزاً كبيراً من السرد، ويبعث عند الجميع متعة مخاطبته بهذا اللقب المبتدع من قاموس التواصل الشعبي، ابتداء من الأم التي بدأت حديث الأهل بممازحة حفيدها المختون قائلة "يا أبو حشفة كان شا تحرقنا قبل اليوم"، فهذا الكائن (حمود) معبأ منذ طفولته بهاجس جنسي أشبه ما يكون بعقدة القضيب الفرويدية...
هذا اللسان الفارط في جرأة التلفظ بالتعبيرات البذيئة لم يتوّلد عنده من الفراغ، ولم يخترع قاموسه من مخيلته، بل تم اجتراره من التاريخ الاجتماعي، وإعادة إنتاجه كوجود انطوقي على لسان الأم، بما هي ذاكرة شعبية قابلة للتنشيط والتوسع على ممكنات التوثيق والتسجيل، ربما نتيجة ما يضمره من إحساس بإمكانية أن ينعزل هذا اللسان المنسي عن سياقات الثقافة الجديدة، الأمر الذي يفسر تطرف تعبيراته، وكثافتها داخل السرد، فقد كانت تبدد ملفوظاتها على شكل وصايا، وكأنها توّرثه مخزون أسلافه القيمي الكامن في اللغة، وأحياناً على شكل مسامرة لا تخلو من التقريع، حيث دعته في تلك الليلة، إلى فراش والده، وبدأت تحدثه بنبرة بائسة "انقضى كل هذا التاريخ وما كُتب من أهل عُصيرة واحد في مثل لهوك ولعبك يا حمود .. وصارت شِعرَتْك شيب ورافض تكبر وتعقل". الأمر الذي يعني أنها رواية أريد لها الاحتفاء بزمن وموروث وبشر، ذوي خصوصية ثقافية، بتحريك ما تيبّس من لغتهم، واستدعاء ألفاظ فارطة في الفحش والعامية، للتأكيد على صلتها الوثيقة بكل مناشط الحياة، على اعتبار أن المنطوق المحلي، هو الخزان اللغوي المعادل للتجربة الاجتماعية المعاشة، والحامل لكل دلالاتها المحسوسة، كما تتعبأ في أشكال تواصلية مختلفة.
* من الورقة المقدمة في الملتقى الثالث للرواية في الباحة 20-23 أكتوبر 2008.
حينما يكون النقد يرتكز على نقطة واحدة تقبع في أولى صفحات الرواية وتلتصِق الصورة في مخيّلة الناقد ليواصل البحث في جميع الكتاب عن ذات العبارات والكلمات التي صوّرها - ربّما لحاجة في نفسه - بالبذيئة فهذا ربما شيء يستدعي اعادة النظر .
كل تلك المقالات التي تتحدّث عن الرواية - تصبّ في جبّ الرواية بصورة رائعة جداً - وأتت في صالح الرواية وتسويقها الذي بلغ الآفاق بعدما استقطعت الساعات للقراءة عنها وعن تسويقها - يأتي لنا الناقد :/ محمد العباس ويصوّر الصورة بطريقة شاذة تعبّر عن أشياء في الخفاء .
الناقد :/ محمّد العباس حاول قدر الإمكان الإبتعاد عن الصور الأخرى في النص وتعمّد اثارة " صورة الحشفة " ولا غير .. وكما ذكرت في البداية هذا يحتاج إعادة نظر ليس في الرواية ولكن يحتاج الناقد فيه إعادة النظر في تركيبة عقليته .
لا لا إنقلها ياعزيزي الهامس جهراً .
وإن رأيت في ذلك الحرج سأنقلها أنا .
أنا توجد لدي نسخة منها .
أهلاً يا الهامس
ببالغ التقدير لقاء جهدك أكتب لك.. ولقد تركت رداً في منتدى آخر تحت الموضوع ذاته تم نشره باسمك المستعار.. برجاء تعديل الاسم هناك فلا علاقة لـ"سبعي" بالرواية؛ لذا يلزم كتابة الاسم كما هو على الغلاف دون اجتهاد حسن ومحمود من قبل شخصكم الكريم؛ مع عدم نشر النص كاملاً هنا احتراماً لحقوق النشر، والكتاب يُمكن الحصول عليه من موقعي "أدب وفن" أو "مكتبة النيل والفرات" على الأنترنت.
وتجد بالرابط التالي لمدونة "ساق الغراب" قراءات نشرت بعضها أنت هنا بعناوين مختلطة بعناوين أخرى:
tp://saqalghurab.blogspot.com/
لذا آمل تصويب ما تراه مناسباً.. وشكراً كثيراً لروحك النبيلة.. ولو هناك رأي آخر يُمكن مكاتبة الكاتب على الإيميل الموجود في آخر الرواية.
أخوكم يحيى امقاسم
أهلاً وسهلاً بك عزيزي : يحي امقاسم ..
وشكراً للهامس جهراً على احضار الكتاب ..
قويّة جدًّا هذه الرواية
بها جذور ممتدة
نستطيع أن نقول أنّها ضربت العمق في التاريخ
لم أكملها لكنّي قرأت جزءًا كبيرًا منها الآن ،
وتوقفت عند بعض الألفاظ والعبارات التي كلما تعثّرت في الفهم عندها
أهرول مسرعةً إلى أمي وأبي وأسألهما ،
بدا عليهما الاستغراب وكأنهما يقولان لي من أين لك هذا ؟؟
فأخبرتهما بأن صامطة موسوعة للعلم والأدب
اللذين نقف عندهما كثيرًا ونأخذ منهما اللب اللباب من هكذا روعة .
شكرًا / للرائع الهامس جهرًا
وشكرًا/ للروائي العميق يحي امقاسم
وسأكمل قراءة الرواية طالما أن الكتاب أصبح في المتناول
بإذن الله.
تقديري ،،
نزهو..نزهو...نزهو
في منتديات صامطة
بوجود كوكبة لامعة من الكتاب والقراء
والليلة ..نحن أكثر
الهامس جهراً...بحرفنته ..المعهودة...وبجهوده المشكورة..يمارس هواية له منذ إطلالته هنا في منتديات صامطة ..حب السمو..ولاغرابة فهو من سمو الذات
زادنا..الليلة ..سمواً...هنا إطلالة الكاتب يحيى امقاسم ...لو كان من سيأتي بك (الهامس جهراً)..لأشعلناه منذ زمن ..
ولو كانت ..من جاءت بك الرواية....لنشرناها من زمن !!!
كي تلتقي قامتان
الهامس جهراً...في منتداه...ويحيى امقاسم بين عشاق القراءة
يحيى مرحباً بك...نعم ..لبرهة تتوقف الأعناق ..عن البحث والتلهف
لكنها ..الليلة ..أكثر بوجودك هنا
نتمنى بقائك ...وإطلالتك
كثير هذا الحضور
ما يلزمنا هو كتابة كل قصة من رائحة الأمهات والشجر، كل كلمة من جذع الرجال والعشب، فإن كان أخي الأصغر الآن لا يعرف أنشايد المطر والسيل التي كانت تعلو بأجداده إلى الغيم، وكل ما يستطيعه أيقونات الماسنجر وأسماء عارية من الحياة، فعلينا فعل شيء للحفاظ على ذلك التراث العظيم من حكايات شعبية وأناشيد وأساطير وتقاليد.. هذا رجائي المستمر.
يداً بيد لنقول كل شيء.. فالذاكرة الشفوية تموت بذهاب من اختاروا الترجل عن هذه الحياة التي لم تعد تنادي باسمهم ولا تقول حقولهم.. لتلتفتوا إليهم قليلا.. اقتربوا منهم أكثر واسمعوا .. واسمعوا إليهم.
كل "مثل" هو ذخيرة الروح فيهم.. كل "كلمة" تُقال هي من ذهب دمهم، هي من صرخة طويلة لبعض من الحياة.
سجلوا فقط
فقط اكتبوا ما يذكرونه ولا أكثر.. وستجدون ذات يوم سجلاً حافلاً من ذلك التراث العالي علو اعتزازنا بهم.. لنحكي كل شيء
أنتظركم
أخوكم
يحيى امقاسم
حياك الله أخي الفاضل ( يحي مقاسم )
تغمرنا سعادة لا مثيل لها بتشريف شخصكم الكريم لمنتديات صامطة
وأتمنى ان يطيب لك المكان وان نسعد دائما بطلتك البهية .
ياعزيزي من المؤكد إن كتابة القصة فن ادبي يحتاج لموهبة وصقل
ورغبة قبل كل شيء ، وسعدنا كثيرا بقراءة هذه الرواية التي ربطت
عقوقلنا بحقبة من الزمن عرفتنا على العديد من المفاهيم والتقاليد والعادات
التي كانت تزخر بها منطقتنا في ذلك الوقت .
أرجو أن تسمح لي باستغلال تواجدك الكريم لأطرح بعض الأسئلة قد يكون لها دور مهم وفائدة تتعلق بالموضوع :
أولا : ما الفرق بين كتابة الرواية والقصة ؟
ثانيا : ما الصفات والمميزات التي ينبغي أن تتوفر في القاص من أجل أن يكتب له النجاح والتوفيق ؟
ثالثا وأخيرا : هل كتابة الرواية موهبة تحتاج لصقل ومتابعة أم هي فن يدرس ويتعلم ؟
خالص الشكر والتقدير
تصحيح لما سبق:
سجلوا فقط
فقط اكتبوا ما يذكرونه ولا أكثر.. وستجدون ذات يوم سجلاً حافلاً من ذلك التراث العالي علو اعتزازنا بهم.. لنحكي كل شيء
أيضا أنتظركم