أوشكت أن أتبرأ من التضاريس
تركي الدخيل: الثناء الذي حصل عليه يعني ديوان التضاريس ونص التضاريس كان هو تقريباً قمة ما حصل عليه محمد الثبيتي من ثناء من قبل نقاد كثير سواء عبد العزيز المقالح أو نقاد كثر, هل كنت يعني أسير نجاح التضاريس وكنت تخشى أن تقدم شيء يكون أقل منه؟
محمد الثبيتي: هو لأنه الكثير من النقاد وعلى رأسهم صديقي وصديق شعري الدكتور سعد السراحين كان بنوا سجن من التضاريس, أن التضاريس حتى أنهم مثلاً حسيت أنا ممكن يكون صحيح أنا مالي قادر أتجاوزها, ونوع تجاوز..
تركي الدخيل: يعني بنوا شيء لك من حديثك..
محمد الثبيتي: يعني هكذا صار, يعني هو انتقل ناس كثير أنا سمعتهم ونقاد كثير أن يرددون نفس الكلام, أن التضاريس يعني صارت عقبة للشاعر نفسه ولغيره من الشعراء, حتى أنه فيه بعض أكثر من لقاء معي أنا كنت أوشكت أن أتبرء من التضاريس في يومٍ ما.
تركي الدخيل: هذه نقطة مهمة سنواصلها بعد فاصل قصير، فاصل قصير أيها الأخوة نعود بعده لمواصلة حوارنا مع الشاعر السودي محمد الثبيتي فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
تركي الدخيل: حياكم الله مجدداً في إضاءات لا يزال حوارنا هذه الحلقة مع الشاعر السعودي محمد الثبيتي، أستاذ محمد قلت قبل الفاصل اعترفت اعترافاً بأنك أوشكت أن تتبرأ من التضاريس بعد أن كثر الحديث عن التضاريس, وأنه يعني أصبح كالسجن لمحمد الثبيتي لا يستطيع أن ينعتق منه ولا يعني ينتج ما هو أفضل منه؟
محمد الثبيتي: هذا شي موجود مكتوب هذا الكلام يعني موثق..
تركي الدخيل: في تقديرك أنت كشاعر هل أنتجت أفضل من التضاريس؟
محمد الثبيتي: ما أكملنا الكلام يعني حتى عام 97 كتبت موقف الرمال, يعني وقتها أحسست أني خرجت من سجن التضاريس.
تركي الدخيل: طيب خلينا ننتقل إلى قصة ثانية أنت حصلت على أكثر من جائزة, ويقول الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي في أحد المقالات الثبيتي الشاعر والجائزة, بالإشارة إلى حصولك على جائزة البابطين الثقافية في الشعر, يقول أن الثيبتي لا يحب الأضواء فهو والحق يقال قد خذلني أمام الأصدقاء بل أمام الجهة التي أمثلها سابقاً, فقبل عقد ونصف كنت أعمل في قسم الأدب بالرئاسة العامة لرعاية الشباب الشؤون الثقافية وكنت فخوراً بالكوكبة الجميلة من شبابنا رشحت مرات عديدة لمهرجانات ثقافية وعربية وخليجية ومحلية, كل مرة كان يبدي استعداد المشاركة وتستمر الاتصالات ويوافق الرجل, فتقطع تذكرة السفر ويخرج زملائه إلى المطار على أن يلاقيهم هناك, ويذهبون وهو ليس منهم حتى لا يعتذر, من أجل ذلك إلى آخره.. هل هذا امتداداً لحالة الكسل؟
محمد الثبيتي: أبداً هي يمكن صارت حالة أو حالتين..
تركي الدخيل: ضخمها القشعمي..
محمد الثبيتي: مو ضخمها يعني الرجل, القشمعي رجل كبير ورجل محب وأنا أحبه بصدق, وهذا يمكن تعرف لو ما المحب يكون قاسي.
تركي الدخيل: وهذا كان قسوة عليك في تقديرك؟ قال أيضاً في مقالته لعل فرصة أن يضاعف الثبيتي من نشاطه وأن نرى له أعمالاً جديدة, فمنذ أكثر من خمسة عشر عاماً لم يصدر له ديوان جديد..
محمد الثبيتي: طبعاً هذا قبل موقف الرمال وإن شاء الله أنه رضي عن موقف الرمال..
تركي الدخيل: أن هذا شكل من أشكال النشاط مع أنك اعترفت قبل قليل بأن الشاعر أحنا أحياناً نلقى مبررات أنه كسول, لمن يقرأ محمد الثبيتي؟
محمد الثبيتي: في الشعر يعني ولا في كل شي؟
تركي الدخيل: في كل شي..
محمد الثبيتي: والله أقرأ ما تحت يدي, يمكن أنا الفترة الأخيرة الواحد قلّت قرائته أو قلّ الوقت اللي يقدر يخصصه للقراءة..
تركي الدخيل: ليش انشغل بإيش مثلاً؟
محمد الثبيتي: انشغلت بأشياء كثيرة..
تركي الدخيل: في الشعر لمن تقرأ؟
محمد الثبيتي: والله لكل الشعراء الموجودين الآن..
تركي الدخيل: يعني عندك وقت تقرأ؟
محمد الثبيتي: أيه طبعاً تجد الوقت اللي تقرأ, بس مو.. أو الوقت المفروض..
تركي الدخيل: أنت حريص أنك ما تسمي؟
محمد الثبيتي: مو حريص يعني أسمي كثير وفيه مع كثرة الأسماء أكيد رح تنسى, وغير كدا يعني الأسماء.. لأن الشاعر مطلوب منه يقرأ منه كل شيء, أنا مو بس الشعر أقرأ حتى الرواية..
تركي الدخيل: من استوقفك من الشعراء الشباب؟
محمد الثبيتي: أي شباب يعني إحنا أمس يسمونا شعراء شباب..
تركي الدخيل: اليوم ما عاد يسموكم شعراء شباب..
محمد الثبيتي: أيوا بس لأن في أكثر من جيل, الجيل اللي بعدنا أكثر من جيل..
تركي الدخيل: يعني جيل العشرينات جيل الثلاثينات..
محمد الثبيتي: من الصعب الواحد الآن يقدر لأن معظم..
تركي الدخيل: يقدر إيش يقدر يسمي ولا يقرأ..
محمد الثبيتي: لأ يقدر يتابع, لأن هناك الكثير من الشعراء الجيدين وبداياتهم جميلة في النت يكتبون يعني وين تشوف.. أيضاً الصحافة عندنا مو مهتمة..
تركي الدخيل: بالشعر الحديث..
محمد الثبيتي: بكله بالشعر الحديث وغيره, يعني ما فيه الملاحق القديمة اللي كان موجودة..
تركي الدخيل: ألم تطغَ الرواية على الشعر في تقديرك؟
محمد الثبيتي: كيف هذا فن وهذا فن؟
تركي الدخيل: لا يعني عندما تجي مثلاً للإنتاج الروائي في السعودية 2006 فيه أكثر من أربعين أو خمس وأربعين رواية صدرت من كاتب وكاتبة, بينما عدد دواوين الشعر بضعة دواوين؟
محمد الثبيتي: يعني هذه الرواية تعني الأربعين رواية يمكن فيها خمسة ست روايات والباقي.. الرواية يعني صارت كأنها..
تركي الدخيل: بس صارت تستقطب الاهتمام الرواية يعني..
محمد الثبيتي: إيه تستقطب من زمان الرواية موجودة, يعني لكنه يمكن الظرف التاريخي اللي إحنا فيه الآن يعني سمح لكل من عنده تجربة أن يحاول يكتب, لكن القصيدة موجودة من قديم ما تغير شي..
تركي الدخيل: في 3/2/2006 نشرت عكاظ الأسبوعية أن وزارة الإعلام والثقافة في المملكة العربية السعودية رفضت إصدار طبعة جديدة من ديوان التضاريس الذي صدر وأجيز في عام 86, هل لا يزال ممنوعاً أن تطبع طبعات جديدة؟
محمد الثبيتي: لا طبعاً الكلام هذا صار حين صدور الديوان الأخير, الديوان الأخير اللي هو موقف الرمال يعني الشباب اللي طبعوه أضافوا التضاريس إلى.. يعني صار الديوان ديوانيين, ديوان موقف الرمال بعده يعني على أساس أن الديوان سُحب وما فيه منه نسخ فاجتهاد منهم نشروه, فهذه سببت إشكالية عند بعض موظفي الرقابة في وزارة الإعلام, منعوه لأن التضاريس له مشكلة..
تركي الدخيل: ما هي مشكلة التضاريس؟
محمد الثبيتي: مشكلة طويلة عريضة, يعني سُحب من الأسواق عند إعلان جائزة نادي جدة للإبداع عام..
تركي الدخيل: 87..
محمد الثبيتي: لا بعد يمكن 91 فيعني عندهم فكرة عن أن الديوان هذا فيه..
تركي الدخيل: طب ليش سُحب من الأسواق؟
محمد الثبيتي: مسألة الاتهام الدائم للشعر الحديث بأنه خارج عن الثوابت..
تركي الدخيل: جميل، آخر قصيدة لك وش هي؟
محمد الثبيتي: بوابة الريح..
تركي الدخيل: بوابة الريح تقرأ لنا منها شي؟
محمد الثبيتي: مضى شراعي.. مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي..
مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي.. وفاتني الفجر إذ طالت تراويحي..
أبحرت تهوي إلى الأعماق قافيتي.. ويرتقي في حبال الريح تسبيحي..
مزملٌ في ثياب النور منثبتٌ.. تلقاء مكةَ أتلوا آية الروح..
والليل يعجب مني ثم يسألني.. بوابة الريح من بوابة الريح؟
فقلت والسائل الليلي يرقبني.. والود ما بيننا غمط من الريح..
إليك عني فشعري وحي فاتنتي.. فهي التي تبتلي وهي التي توحي..
وهي التي أطلقتني في الكرى حلماً.. حتى عبرت لها حلم المصابيح..
فحين نام الدجى جاءت لتمسيتي.. وحين قام الضحى عادت لتصبيحي..
ما جردت مقلتاها غير سيفي دمي.. وما على ثغرها إلا تباريحي..
وما تيممت شمساً غير صافية.. ولا طرقت سماءٌ غير مفتوحي..
قصائدي.. قصائدي أينما ينتابني قلقلي.. ومنزلي حيثما ألقي مفاتيحي..
أي قولي أحلى عند سيدتي.. ما قلت للنخل أم ما قلت للشيح.
تركي الدخيل: جميل, بالمناسبة من يلهم محمد الثيبتي فاتنتك؟
محمد الثبيتي: طبعاً..
تركي الدخيل: لا زالت صغيرة؟
محمد الثبيتي: وصغيرة على طول؟ سناً يعني..